يطلق مصطلح الـ"BIO"على جميع المنتجات التي تخلو مراحل زراعتها او تصنيعها من استعمال الإضافات الكيميائية او المواد الحافظة. ويرى خبراء التغذية والمختصين ان هذه الإضافات تترك أثارا سلبية على صحة الإنسان على المدى البعيد، الأمر الذي أثبتته الدراسات العلمية. على الصعيد نفسه يؤدي استخدام النكهات او الألوان الصناعية الى عدم تمكن المرء من التمتع بالمذاق الطبيعي لتلك المنتجات. فمنتجات الـ "BIO" او المنتجات "غير الضارة بالبيئة" كما تعرف حاليا هي عبارة عن أسلوب زراعي يتجنب استخدام الكيماويات المخلقة سواء الأسمدة أو المبيدات أو منظمات النمو أو الهرمونات او الأدوية البيطرية وإضافات الأعلاف الحيوانية في الإنتاج الزراعي. وتعتمد هذه المنظومة إلى حد كبير على الاستفادة من كل عناصر البيئة في الإنتاج كتفعيل دورة المحاصيل الزراعية واستخدام وسائل المقاومة البيولوجية والطبيعية للآفات مع مراعاة الجوانب البيئية. بمعنى أخر الاعتماد فقط على ما هو طبيعي مئة بالمئة.

تعبير عن تنامي الوعي البيئي

من المعروف عن الألمان أنهم من الرواد في قطاع الحفاظ على البيئة والوعي المتقدم في مجالاتها المختلفة. ولا يستغرب المراقبون من ارتفاع معدلات استهلاك الألمان لهذه المنتجات على اختلاف أنواعها خلال السنوات الماضية، اذ أظهرت الإحصائيات الاقتصادية الصادرة مؤخرا ان خمس الألمان من مستهلكي هذه المنتجات، مما رفع من معدلات الدخل العائدة من هذا القطاع خلال العام المنصرم إلى ما قيمته 4,5 مليار يورو، بزيادة تقدر بنحو 50% تقريبا بالمقارنة مع العام 2002. على الصعيد نفسه تفيد الدراسات كذلك ان السوق الألمانية تشهد طفرة كبيرة في هذا القطاع، اذ يتم شهريا افتتاح أربعة محال متخصصة في المنتجات العضوية عالية الجودة في البلاد.

منتجات متنوعة

وبالرغم من مرور سنوات قليلة على ظهور المنتجات العضوية في الأسواق، الا ان منتجي هذه البضائع تمكنوا من تلبية رغبات المستهلك من كافة الطبقات الاقتصادية. واذا ما قارنا ما طرحته محال الـ"BIO" لزبائنها قبل خمس سنوات مع ما تقدمه اليوم، فلا بد للفرق ان يبدو جلياً، ففي السابق كانت المنتجات "المحافظة على البيئة" مقتصرة الى حد ما على بعض أصناف الخضار والفاكهة، اما حاليا فلا يوجد داع للتفكير أين ومتى وكيف أتمكن من الحصول على هذه المنتجات من خضار وفواكهة ولحوم ومشروبات وحلويات واجبان وحتى الملابس. وينتشر في معظم المدن والمناطق الألمانية محال تجارية ضخمة متخصصة تعكف على توفير ما لذ وطاب لزبائنها وتعمل على إرضاء المذاقات على مدار العام وبتكلفة تكاد تكون مشابهة للمنتجات غير الطبيعية المتوفرة في الأسواق.

فضلا على ذلك فإن شبكات المحال التجارية الضخمة في ألمانيا مثل (Lidl، Aldi،Plus ، Real) وغيرها التي تنتشر فروعها في كافة القرى والمدن والمناطق الألمانية بدأت منذ وقت قصير بإضافة بعض المنتجات العضوية ضمن عروضها التي تقدمها للمستهلك. اما الأسباب التي تدفع بمؤسسات وشركات التغذية الكبيرة نحو هذا التحول فهو إدراكها التام بأن هذه المنتجات تمثل المستقبل، خصوصا مع تعالي الأصوات المطالبة بالحفاظ على البيئة ومراعاة سلامتها صحة المستهلك على كافة الأصعدة.

BIO...شعار الجودة العالية

ويمنح المنتج العضوي شعار معين حسب كل دولة ليميزه عن المنتج العادي وهذا الشعار تمنحه الهيئات والمراكز المعتمدة، والتي تصدر بدورها الشهادات للمزارع والمنتجات العضوية وتراقب إنتاجه حتى تسمح بتداولها في الأسواق وفقا للقوانين والمعايير السائدة. كما تعمل هذه الهيئات أيضا على حماية هذه المنتجات من الغش ومن منافسة المنتجات الأخرى غير العضوية.

بدائل ملائمة للطلبة والدراسيين

اما أكثر مستهلكي المنتجات العضوية فهم من شريحة الطلبة الذين يبحثون عن المنتجات العالية الجودة والسعر المعتدل والمتوفرة على مدار فصول السنة المختلفة، وهي الصفات التي تضمنها المنتجات العضوية، فضلا على طول فترة صلاحيتها وثبات مذاقها مقارنة بالمنتجات العادية. فالكثير من المنتجات المنتشرة في الأسواق ما تلبث ان تصبح غير صالحة للأكل بعد فترة قصيرة، بسبب ما تحويه من إضافات كيمائية او هورمونات او عدم مراعاة شروط حفظها. والحديث هنا غالبا ما يدور عن الخضار والفواكة. فعلى الرغم من ارتفاع أسعار بعض المنتجات العضوية عن مثيلتها غير العضوية بشكل بسيط إلا أنها أكثر أمانا وصحة.