زيادة سكانية قياسية في ألمانيا بسبب تدفق المهاجرين
٢٦ أغسطس ٢٠١٦
سجلت ألمانيا في 2015 زيادة سكانية هي الاعلى منذ اعادة توحيدها بسبب تدفق أكثر من مليون مهاجر، بحسب ما اعلن معهد الاحصاءات في فيسبادن، فيما توقع باحثون وصول ما حوالي 400 ألف لاجئ جديد خلال العام الجاري.
إعلان
مع نهاية العام الماضي، بلغ عدد سكان ألمانيا 82,2 مليونا بزيادة نسبتها 1,2 في المئة توازي نحو 978 الف شخص مقارنة بالعام 2014. وقال معهد الاحصاءات في فيسبادن اليوم (الجمعهة 26 أغسطس / آب 2016) في بيان انها "الزيادة السكانية الاعلى منذ 1992 والتي كانت بلغت يومها 700 الف شخص".
ومع نهاية 2015 ناهز عدد المقيمين الاجانب في ألمانيا 8,7 ملايين في زيادة نسبتها 14,7 في المئة، فيما بلغ عدد الالمان 73,5 مليونا. واضاف المعهد ان عدد السكان الالمان كان سيشهد تراجعا لو لم يصل هذا العدد الكبير من اللاجئين ومعظمهم من سوريا والعراق وافغانستان. وتواجه ألمانيا تقدما في اعمار سكانها ونسبة ولادات ضعيفة.
من جانب آخر، توقع باحثون وصول ما يتراوح بين 300 ألف و400 ألف لاجئ جديد إلى ألمانيا خلال العام الجاري. وأعلن المعهد الألماني لأبحاث السوق والتوظيف في مدينة نورنبرج اليوم الجمعة أن عدد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا سيتراجع بذلك بواقع الثلثين مقارنة بالعام الماضي.
وقال الباحث لدى المعهد هيربرت بروكر إن تلك التقديرات سارية في إطار عدم تغيير الشروط السياسية المتعلقة باللاجئين؛ أي في ظل استمرار تطبيق اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وإغلاق طرق البلقان.
يذكر أن 1.1مليون لاجئ وصلوا إلى ألمانيا عام2015. ويقدر المعهد عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا العام الماضي بعد حساب الازدواج الإحصائي، ومواصلة بعض اللاجئين للسفر خارج ألمانيا أو العودة إلى موطنهم بنحو 900 ألف لاجئ.
ح.ز/ ع.ج (رويترز/ أ.ف.ب)
من حلب إلى بريمرهافن - متحف يعرض قصة فرار أسرة سورية
أصبحت قصص هروب اللاجئين السوررين من وطنهم إلى ألمانيا، على غرار قصة أسرة كوتو من حلب، جزءا من قصص الفرار واللجوء والهجرة التي يعرضها متحف "منزل المهاجرين" في مدينة بريمرهافن الألمانية. اخترنا بعضا من محطاتها في صور.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
صورة تذكارية من عام 2006 لعائلة كوتو: الأب خليل والأم حميدة والأطفال منان ودولوفان وأياس ونيرفانا. لا أحد منهم كان يتوقع ما ستشهده سوريا بعد سنوات فقط من ذلك التاريخ من حرب أهلية ودمار وقصص هروب ولجوء كلها معاناة وحزن.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
اتخاذ القرار بالفرار
عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان خليل كوتو، وهو مهندس كهربائي، يدير فرعا لوزارة الطاقة السورية في موطنه الأصلي في مدينة عفرين، شمال غرب سوريا. ومع اشتداد الأزمة في بلاده فقد خليل عمله، كما شحَّ الماء والغذاء. وفي أبريل/نيسان من عام 2014 أصبح الوضع خطيرا جدا إلى درجة أن عائلة كوتو وجدت نفسها مجبرة على الفرار – في البداية إلى تركيا حيث تعيش أم خليل.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي تركيا باءت محاولات خليل بإيجاد عمل يوفر منه قوت أسرته بالفشل، عندها قررت العائلة في يوليو/تموز عام 2014 السفر إلى ألمانيا، بتأثير أيضا من شقيق خليل الذي كان حينها يعيش في لندن. لكن الأسرة أجبرت على قضاء الأشهر الست التي تلت قرارها بالرحيل من تركيا في أحد مراكز اللاجئين في بلغاريا. ومن هناك أخذ معه خليل هذه الملعقة كتذكار.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي دورتموند، غربي ألمانيا، كانت المحطة قبل الأخيرة في رحلة الفرار الطويلة والشاقة لعائلة كوتو، حيث قدمت هناك طلبها في اللجوء قبل أن يتم توجيهها إلى ولاية بريمن، شمالي ألمانيا. وفور وصوله إلى المدينة الساحلية حصل خليل على هدية من امرأة هي عبارة عن بنطلون من الجينز، وهو أول قطعة ملابس يحصل عليها في ألمانيا. وأخيرا وفي مدينة بريمرهافن تم إيواء الأسرة السورية في أحد المراكز المخصصة للاجئين.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
مستقبل يكتنفه الغموض
أصبحت عائلة كوتو تعيش في بريماهافن منذ خريف عام 2014. الأطفال التحقوا بمدارس، فيما يتعلم خليل وزوجته اللغة الألمانية وكله أمل في العثور قريبا على عمل. ورغم معاناتها، إلا أن عائلة كوتو تحب أن تتحدث عن ذكرياتها في وطنها سوريا. أياس مثلا، الطفل الأصغر في العائلة، جلب معه هويته الخاصة برياض الأطفال الذي كان يتردد عليه في حلب كتذكار. بيد أن لا أحد يعرف ما إذا كانت رحلتهم قد انتهت في ألمانيا...