زيادة معاداة الصحفيين في ألمانيا رغم تراجع الهجمات عليهم!
٩ أبريل ٢٠٢٤
رصدت منظمة "مراسلون بلا حدود" تزايد الهجمات على الصحفيين في ألمانيا من 13 هجمة في عام 2019 -أي قبل جائحة كورونا- إلى 41 هجمة عام 2023. علما بأن عددها كان أشد ارتفاعا خلال الجائحة: 80 هجمة عام 2021 و103 هجمات عام 2022!
إعلان
أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" -المعنية بحقوق الصحفيين- انخفاضا ملحوظا في عدد الهجمات على الصحفيين في ألمانيا العام الماضي 2023 مقارنةً بما كان عليه الأمر خلال الجائحة، إلا أنها لا ترى في ذلك مدعاة لوقف دق ناقوس الخطرلأن عدد هذه الاعتداءات بقي أكبر مقارنةً بما كان عليه قبل الجائحة. وجاء في تقرير المنظمة "لقطة مقربة عن ألمانيا" الصادر يوم الثلاثاء (التاسع من أبريل / نيسان 2024) أنه في عام 2023 وثقت المنظمة 41 هجوما على العاملين في مجال الإعلام في ألمانيا، مقابل 103 هجمات عام 2022. وللمقارنة: في عام 2019 -أي قبل جائحة كورونا- تم تسجيل 13 هجمة فقط.
وذكرت المنظمة في التقرير: "خلال الجائحة ارتفع عدد الهجمات على المراسلين بشكل كبير. وتشير مراجعتنا للعام الماضي أيضا إلى أن هذا الاتجاه لم يتراجع تماما بعد"، مضيفة أن هناك ظاهرة عدوانية جديدة تتمثل فيما يسمى بـ "حصار الجرَّارات [والحرَّاثات]" ضد مؤسسات إعلامية ألمانية.
احتجاجات المزارعين في ألمانيا.. هل تخلط أوراق حكومة شولتس؟
10:54
وخلصت المنظمة إلى أن "الأجواء المناهضة للصحافة انتشرت في ألمانيا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة". وجاء في التقرير: "في العام الماضي تعرض مراسلون مجددا للضرب، ودُمرت معداتهم، وتعرضوا لتهديدات واسعة النطاق على الإنترنت". وأشارت المنظمة إلى أن العام الجديد لم يبدأ بشكل جيد أيضا، حيث تعرض صحفي لاعتداء جسدي وحشي خلال مظاهرة في مدينة لايبزيغ.
وقال ميشائيل ريديسكه، عضو مجلس إدارة المنظمة: "نلاحظ أيضا نوعا جديدا خطيرا من العدوان: فقد منع مزارعون مؤخرا تسليم صحف في العديد من الولايات الألمانية عبر عمليات حصار بالجرارات وأكوام الروث... هذا يدل على أن حرية التغطية الإعلامية بشكل مستقل ليست مهددة في هذا البلد فقط من خلال اعتداءات على بعض العاملين في وسائل الإعلام، لكن يبدو أيضا أن عدم الرضا عن تغطية إعلامية يُزعم أنها محدودة عن احتجاجات المزارعين كافٍ لخفض مكابح الهجوم على حرية الصحافة".
كما سجلت منظمة "مراسلون بلا حدود" الطرق التي تعرض بها الصحفيون لسوء المعاملة. وجاء في التقرير: "الطرق الأكثر شيوعا في عام 2023 كانت الركلات واللكمات أو الضرب بأشياء مثل مشاعل أو عُصِّي طبول. وتُصنف مثل هذه الوقائع على أنها هجوم إذا أصابت بالفعل أجساد الصحفيين أو معداتهم.
مظاهرات حاشدة في المدن الألمانية ضد اليمين المتطرف
01:54
This browser does not support the video element.
كما تم انتزاع معدات عاملين في مجال الإعلام، أو إلقائها على الأرض، أو رشقها بالرمال والحجارة، أو تم في إحدى الحالات تلطيخها بالبراز". وبحسب البيانات، فإن معظم الهجمات الـ 41 التي تم التحقق منها لعام 2023 وقعت في ولاية سكسونيا (12)، تليها بافاريا (6)، وبرلين (5)، وشمال الراين-ويستفاليا (5)، وسكسونيا السفلى (4)، وهامبورج (2)، وهيسن (2)، وراينلاند-بفالتس (1)، وتورينجن (1)، وشليسفيج-هولشتاين (1). وأشارت المنظمة إلى أنه تعذر تحديد هجومَيْ قرصنة جغرافياً.
ووفقا للتقرير كانت أخطر الأماكن بالنسبة للعاملين في مجال الإعلام عام 2023 هي التجمعات السياسية، مثل الفعاليات الحزبية أو المظاهرات أو الاحتجاجات. وتم هنا إحصاء 32 حالة من أصل الـ 41 حالة. وأشارت المنظمة إلى أن التجمعات التي تهيمن عليها نظريات المؤامرة أو التجمعات اليمينية المتطرفة صارت معادية بشكل خاص للتغطية الإعلامية، حيث وقع جزء كبير من الهجمات هنا في عام 2023 (18 حالة).
ع.م/ع.ج (د ب أ)
حرية الصحافة.. الصورة أقوى وأكثر بلاغة من الكلمة
قد تقف الكلمات عاجزة عن التعبير أمام قوة الصورة وتأثيرها. هذا ما تعكسه هذه الصور التي نشرت ضمن كتاب "صور لأجل حرية الصحافة 2021" الذي أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود في اليوم العالمي لحرية الصحافة.
صورة من: Ivor Prickett/Panos Pictures
فستان الزفاف ضد العنف
هل هي الأميرة ليا وهي متأهبة للمعركة ضد جيش دارث فيدر؟ للوهلة الأولى يبدو المشهد وكأنه من سلسة أفلام "حرب النجوم”. لكن الصورة من روسيا البيضاء، حيث احتج عشرات الآلاف بشكل سلمي ضد رئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو عام 2020 .ارتدى كثير من المتظاهرين والمتظاهرات ملابس بيضاء، مثل هذه الفتاة التي اختارت فستان الزفاف كرمز للاحتجاج ضد القمع والعنف.
صورة من: Violetta Savchits
التشبث بالحرية
سواء أكان المتظاهرون يرتدون الأبيض أو الأحمر، فإنهم يتحدون قوات الأمن البيلاروسية التي ترتدي الزي العسكري. هذه الشابة أيضا تحتج ضد لوكاشينكو، لكنها بدلاً من فستان الزفاف، اختارت احتضان هذا الجندي الشاب. بينما تتظاهر بكل جوارحها وجسدها من أجل السلام والحرية، يبدو الجندي في حيرة من أمره ولا يعرف كيف يتعامل مع الموقف. نجحت المصورة البيلاروسية فيوليتا سافشيتس في التقاط صورتين قويتين رمزياً.
صورة من: Violetta Savchits
صور القمع
متظاهرون يعبرون عن رغبتهم في تغيير البلاد ويحتجون ضد قوات الأمن التركية في اسطنبول من أجل حقوقهم. وضع المتظاهرون أيديهم على دروع ومصدات شرطة مكافحة الشغب. لا يتعرض المتظاهرون وحدهم للضغط السياسي في تركيا، بل الكثير من الصحفيين أيضاً. المصور الصحفي ياسين أكغول نجح في التقاط صور رائعة وقوية مثل هذه.
صورة من: Yasin Akgül/AFP/Getty Images
الجانب السلبي للصورة!
لولا الرجل بالزي العسكري، قد تبدو مثل صورة زوجين أمام فندق والموظف ينتظر حمل أمتعتهما. لكنها للصحفي قادري غورسل عند إطلاق سراحه واستقبال زوجته له أمام بوابة السجن. أثرت الصورة على الكثيرين في تركيا، حتى على الحكومة. يقول المصور ياسين أكغول: "منذ ذلك الحين، لم يعد يتم الإفراج عن السجناء أمام بوابة السجن (...) ولكن في محطات الخدمة على الطريق السريع وهذا هو الجانب السلبي لهذه الصورة الناجحة".
صورة من: Yasin Akgül/AFP/Getty Images
رحيل بلا وداع
لقي أكثر من 400 ألف شخص حتفهم بسبب وباء كورونا في البرازيل.هذا ما جعلها الدولة الأكثر تسجيلاً للوفيات بعد الولايات المتحدة الأمريكية. ورغم ذلك يقلل الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو من شأن الجائحة، ويتحدث عن أنفلونزا خفيفة ولا يتخذ أي إجراءات لحماية السكان. والنتيجة مقابر جماعية مثل مقبرة ساو لويز في ضواحي ساو باولو. تغيرت طقوس الجنازات ولم يعد لدى الناس الحزينين فرصة لإلقاء نظرة الوداع على أحبائهم.
صورة من: Lalo de Almeida/Panos Pictures
جسر فوق الرأس
حتى هؤلاء الأشخاص الذين لا مأوى لهم في ساو باولو لا يستطيعون حماية أنفسهم من كورونا. فقط بطانية رقيقة تفصلهم عن الرصيف الصلب والسيارات تمر من حولهم، لكن هناك "جسر" فوق رؤوسهم. الصورة للمصور لالو دي ألميدا الذي أراد استخدام صوره للفت الانتباه إلى الأزمة في بلد يبلغ عدد سكانه 200 مليون نسمة. إنه يصور أشخاصا لا تعتبر وقاية الفم والنظافة أكبر مشاكلهم، بل العثور على ما يكفي من الطعام لهم ولأطفالهم.
صورة من: Lalo de Almeida/Panos Pictures
النوم في أخطر الأماكن
بدلاً من تحت الجسر، ينام الناس هنا تحت مضخة الغاز. كان مخيم موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية أكبر مخيم للاجئين في الاتحاد الأوروبي قبل الحريق الهائل الذي دمره في سبتمبر/ أيلول 2020. كان اللاجئون يعيشون في ظروف صعبة "لا إنسانية" في المخيم المكتظ، لكن بعد الحريق، بات هؤلاء بلا مأوى واضطروا للنوم في الشارع، أو تحت سقف محطة الوقود كما في هذه الصورة.
صورة من: Louisa Gouliamaki/AFP/Getty Images
خطوات صغيرة نحو حياة أفضل
حريق مخيم موريا والأوضاع السيئة للاجئين في جزيرة ليسبوس تزامن مع تفشي وباء كورونا، مما دفع بعض الدول الأوروبية إلى استقبال بعض اللاجئين من بين 12 ألف لاجئ ممن كانوا في المخيم. كذلك الأمر بالنسبة للفتاة الصغيرة في الصورة والتي تسير نحو الحافلة في ميناء بيرايوس بالقرب من أثينا. التقطت المصورة لويزا جولياماكي الصورتين للاجئين.
صورة من: Louisa Gouliamaki/AFP/Getty Images
العيش وسط الدمار
هذه البنايات كانت في السابق مبان سكنية قبل الحرب. من الصعب اليوم تخيل أن الناس ما زالوا يعيشون هنا. تقع هذه المباني في مدينة بنغازي القديمة شرقي ليبيا. أعقبت الإطاحة بالقذافي في عام 2011 تسع سنوات من الحرب الأهلية. والبنية التحتية المدمرة التي يظهرها المصور الصحفي الأيرلندي إيفور بريكيت في صوره، شاهدة على الدمار الذي لحق بالبلاد.
صورة من: Ivor Prickett/Panos Pictures
الحلوى ضد مرارة الحرب
تقع عربة الحلوى هذه في ساحة الشهداء بوسط مدينة طرابلس الليبية. حلوى غزل البنات أم الفشار؟ هذا سؤال لا يثير اهتمام الناس في بلد ابتلي بحرب أهلية وبالموت والدمار، لكنه مازال يحتفظ ببعض أوجه الحياة. بعض الحلوى قد تنسي المآسي بعض الوقت. هذه الصورة أيضا للمصور الإيرلندي إيفور بريكيت الذي زار ليبيا الآن للمرة الثانية منذ عام 2011. إعداد: ماركو مولر/ إيمان ملوك