لم تنجح زيارة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في ردم الهوة بين موسكو والرياض حول الموقف من الملف السوري ومن مصير الرئيس السوري بالخصوص. فالجبير ولافروف لم يخفيا خلافاتهما حول سوريا أمام وسائل الإعلام.
إعلان
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السعودي عادل الجبير الثلاثاء (11 آب/ أغسطس 2015) في موسكو استمرار الخلافات العميقة بين موسكو والرياض حول سوريا ومصير الرئيس بشار الأسد. وشدد الجبير على أن "أي توقعات أو تصريحات أو تعليقات في وسائل الإعلام أو من قبل مصادر مجهولة عن تغير في موقف المملكة تجاه سوريا لا أساس لها وغير صحيحة".
وأكد الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف "إن موقف المملكة لم يتغير وهو مبني على حل سلمي بموجب إعلان جنيف 1"، مكررا ما قاله في برلين يوم أمس حول الأسد إذ قال بوضوح: "لا دور للأسد في مستقبل سوريا". وشدد الجبير على "أهمية الحفاظ على المؤسسات الحكومية والعسكرية للحفاظ على سوريا ما بعد الأسد".
وردا على سؤال حول قيام تحالف ضد الإرهاب يشمل السعودية وتركيا والعراق والنظام السوري قال الجبير "هذا الموضوع لم يطرح والرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين يطالب بمواجهة الإرهاب ونحن ندعمه في ذلك والتحالف ضد الإرهاب قائم ضد داعش والمملكة جزء منه"، في إشارة إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ آب/أغسطس 2014.
لافروف يسعى لتسويق مبادرة بوتين
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلق في نهاية حزيران/يونيو فكرة إنشاء تحالف واسع يضم خصوصا تركيا والعراق والسعودية وكذلك الجيش النظامي السوري لمكافحة تنظيم "داعش" بشكل أفضل. ويحاول لافروف تسويق هذه المبادرة، لكن دون نجاح ملحوظ. فموسكو تعتبر أن "داعش"، هو العدو الذي يجب محاربته بينما يعتبر العرب والغربيون وتركيا أن بشار الأسد هو هذا العدو.
وقال الوزير الروسي إنه خلافا لتنظيم "داعش" فإن "بشار الأسد لا يهدد أي بلد مجاور"، داعيا "الجميع إلى المقارنة بين حجم هذه التهديدات". بيد أن الوزير السعودي رد عليه بالقول: "نحن نعتقد أن بشار الأسد جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل ونعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية في نمو داعش في سوريا هو بشار الأسد".
من جهته أعاد لافروف التأكيد على أن الشعب السوري وحده يمكنه تقرير مصير الأسد. وقال "القرار حول كافة قضايا التسوية ومن بينها ما يتعلق بإجراءات المرحلة الانتقالية والإصلاحات السياسية، يجب أن يتخذه السوريون أنفسهم". وأشار لافروف إلى أن "الاختلافات مستمرة" بين الدولتين، مؤكدا أن "مصير الرئيس الأسد جزء من هذه الخلافات".
وقال المسؤول السعودي إنه "بالرغم من وجود بعض الاختلاف في وجهات النظر بما يتعلق بالشأن السوري، فإن هناك توافقا حول توحيد صف المعارضة السورية لاستخدامها في العملية السياسية". وهو ما أشار إليه أمس وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي دعا إلى إيجاد حل للأزمة السورية قبل الانهيار الكامل لمؤسسات الدولة السورية.
أ.ح/ ع.ج (أ ف ب)
داعش..الخطر المتمدد في العراق وسوريا
بعد سيطرته الكاملة على تدمر، بات تنظيم"الدولة الإسلامية" يسيطر على نحو نصف التراب السوري. كما تمكن التنظيم الإرهابي في العراق من السيطرة على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. تقدم استراتيجي خطير لا يخلو من الإخفاقات.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
سيطر تنظيم " الدولة الإسلامية" مساء الخميس 21 مايو/ أيار 2015 على آخر معبر للنظام السوري مع العراق، وذلك بعد انسحاب قوات النظام السوري من معبر الوليد الواقع على الحدود السورية، المعروف باسم "معبر التنف".
صورة من: picture alliance/AP Photo
قبل ذلك بساعات سيطر التنظيم الارهابي "داعش" الخميس على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص وهو ما فتح له الباب للتوجه إلى الحدود العراقية حيث "معبر تنف"، حيث تمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media/Pictures From History/D. Henley
تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية "داعش"، يوم الأحد الماضي 17 مايو/ أيار 2015، من بسط سيطرته بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب العراق. وهو ما يعد أكبر تقدم ميداني له في العراق منذ سيطرته على مدينة الموصل قبل نحو عام. تطور تسبب في نزوح مئات الآلاف من سكان المدينة.
صورة من: Reuters/Stringer
فرض مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرتهم على مدينة الموصل مركز محافظة نينوي، التي تعد ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد. وذلك في 10 يونيو/ حزيران 2014. وهو ما اعتبره المتتبعون آنذاك تطورا خطيرا، خاصة وأن التنظيم تمكن من بسط سيطرته على المدينة بسرعة فائقة بعد أن انسحب الجيش العراقي من المنطقة.
صورة من: picture-alliance/abaca
سيطر داعش بمساعدة العشائر العراقية المحلية، على مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الانبار بغرب العراق في مطلع 2014. ويعتبر ذلك أول نجاح كبير في حملة عسكرية واسعة النطاق من قبل التنظيم الإرهابي في العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستيلاء على جبل سنجار حيث قتل وتشريد الآلاف من الأقلية الايزيدية، واجه داعش هجوما مضادا من مختلف الميليشيات الكردية. كما قم التحالف الدولي بتوجيه ضربات جوية ضد التنظيم.
صورة من: Reuters/A. Jalal
بعد عدة محاولات فاشلة من قبل الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، ساعدت الميليشيات الشيعية في طرد عناصر التنظيم من المدينة في نيسان/ أبريل الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
يسيطر تنظيم "داعش" منذ صيف 2013، على أغلب مناطق محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد. وتعتبر محافظة الرقة المعقل الأساسي للتنظيم "|الدولة الإسلامية" في سوريا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تمكن التنظيم الإرهابي السنة الماضية من السيطرة أيضا بشكل شبه كامل على محافظة دير الزور في سوريا، كما استطاع تنظيم "داعش" من السيطرة على معبر البوكمال بريف دير الزور الذي يصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية.
صورة من: Ahmad Aboud/AFP/Getty Images
يسيطر التنظيم أيضا على الجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية ومحيطها. وقد نجح داعش تقريبا في اجتياح هذه المدينة الكردية الواقعة في شمال سوريا. غير أن الضربات الجوية الأمريكية والهجمات المضادة المنسقة من قبل الميليشيات الكردية أدت في نهاية المطاف إلى استعادة المنطقة بالكامل تقريبا من التنظيم في كانون ثان/ يناير الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa
تمكنت قوات البيشمركة الكردية نهاية السنة الماضية أيضا من إجبار مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الانسحاب من جسر الزرقا الاستراتيجي بالقرب من كركوك شمالي العراق.