لزيت جوز الهند فوائد يصفها بعض خبراء الصحة بـ"الخارقة". فهو يحتوي على الكثير من المركبات المفيدة، فضلا عن دوره الفعال في منع التصاق البكتيريا على الأسنان. فهل يصبح زيت جوز الهند المكون الأساسي لمعجون الأسنان مستقبلا؟
إعلان
تكثر الدراسات التي تتحدث عن فوائد زيت جوز الهند على الصحة عموما، وعلى البشرة بشكل خاص. فزيت جوز الهند هو من الدهون المشبعة المفيدة للجسم، ويملك خصائص تجعله مكونا مفيد لتجديد البشرة وحمايتها من التجاعيد. فضلا عن استخدامه منذ قديم الزمن كوسيلة لعلاج الحروق والجروح.
وفقا لموقع "غيروندهايت هويته" فإن زيت جوز الهند، من الممكن أن يصبح أحد المكونات الأساسية لمعجون الأسنان. فبحسب دراسة أجريت على مجموعة من الزيوت الطبيعية في معهد "أثلون" للتكنولوجيا في ايرلندا، أكد الخبراء أن زيت جوز الهند، هو من أكثر الزيوت الطبيعية القادرة على إزالة البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان. ووجد القائمون على هذه التجربة أن معالجة زيت جوز الهند بأنزيمات الهضم تعيق نمو أغلب البكتيريا المضرة في الفم.
وتعد البكتيريا المكورة العقدية هي البكتيريا المسؤولة عن تسوس الأسنان، ويمكن لزيت جوز الهند أن يعيق التصاق هذه البكتيريا بميناء الأسنان، ما يمنع من حدوث التسوس. وهو ما يعاني منه حوالي 90 بالمئة من سكان البلدان الصناعية.
"زيت جوز الهند بديلا جذربا للمواد الكيميائية"
زيت النخيل يكتسح حياتنا دون إشارة إلى وجوده
كل ما يوصف في مستحضرات التجميل بزيت أو دهن نباتي ليس في العادة شيئا آخر سوى زيت النخيل. ويجري تدمير مساحات شاسعة من الغابات البرية سنويا لإفساح المجال لمزارع زيت النخيل، ما يمثل كارثة بيئية حقيقية.
صورة من: DW
احتجاج ضد الشكولاته
زبدة الكاكاو ليست المكون الوحيد في صناعة الشكولاته، فهي تعتمد أيضا على زيت النخيل. في عام 2010 نظمت منظمة "السلام الأخضر" حملة ضد شركة نيستله متهمة إياها باستعمال زيت النخيل بكثافة، والتسبب بالتالي في تدمير مزيد من الغابات. وبعد تلك الحملة وعدت الشركة باحترام المعايير الاجتماعية والبيئية في شرائها لزيت النخيل.
صورة من: Fabrice Coffrini/AFP/Getty Images
وبالطبع في صناعة الكعك والحلويات
يستخدم زيت النخيل في صناعة معظم الحلويات، لأنه سهل المعالجة والاستعمال ومنخفض التكلفة. وهو يعتبر من أكثر الزيوت استعمالا في العالم بنسبته 30% قبل زيت فول الصويا. وتتوقع منظمة الأغذية والزراعة (فاو) أن تتضاعف نسبة استهلاك زيت النخيل بحلول عام 2030.
صورة من: Fotolia/Andrea Klinger
وفي الوجبات الجاهزة
يستعمل زيت النخيل بكثافة في الأطعمة الجاهزة، وعادة ما يشار إليه تحت غطاء زيوت أو دهون نباتية. وتشير التقديرات إلى أن 90% من الإنتاج العالمي لزيت النخيل يستعمل في الصناعات الغذائية. ويعود هذا الإقبال إلى انخفاض درجة انصهاره وخصائصه الجيدة في التصنيع.
صورة من: picture-alliance/dpa
من الحوت إلى النخيل
تصنع زبدة المارغارينا من دهون نباتية وتستعمل عادة كبديل للدهون الحيوانية، لكنها تحتوي عادة على زيت النخيل. في بداية القرن التاسع عشر، كان يستعمل زيت الحوت بكثافة. زيت النخيل مكًن من الحفاظ على ثروة الحوت من الانقراض، إلا أنه بات يهدد مستقبل الغابات البرية.
صورة من: picture-alliance/dpa
وفي مستحضرات التجميل
من أحمر الشفاه إلى مساحيق العيون وصولا إلى أنواع الكريمات المختلفة، نجد زيت النخيل عنصرا حاضرا في صناعة كل مستحضرات التجميل تقريبا. ونجده أيضا في الشموع ومواد التنظيف. وتقدر الكميات المستعملة عالميا في صناعة التجميل بـ 53 مليون طن سنويا.
صورة من: Fotolia/VILevi
محطات الوقود أيضا
في دول الاتحاد الأوروبي يُخلط زيت النخيل بالوقود الحيوي بدلا من الزيوت المحلية لقلة تكلفته. إلا أن نسبة استعمال زيت النخيل في الوقود الحيوي تقل عن خمسة بالمائة مقارنة بمجموع الإنتاج العالمي.
صورة من: dapd
على مدى ما تبصر العين
ينمو الطلب العالمي على زيت النخيل بشكل مطرد سواء في الصناعات الغذائية أو التجميلية أو في الوقود الحيوي. وقد التزم الاتحاد الأوروبي بالعمل على الحد من تراجع الغابات البرية، إلا أن الخبراء يقدرون بأن استهلاك دول الاتحاد من هذا الزيت ساهم في الفترة الممتدة بين 1990 و2008 في تدمير ما لا يقل عن تسعة ملايين هكتار من الغابات، وهو ما يوازي مساحة إيرلندا.
صورة من: CC/a_rabin
تهديد للحياة البرية
بتدمير الغابات، تنقرض عدة أنواع من النباتات والحيوانات. في عام 2005 قدرت منظمة "الفاو" للأغذية والزراعة أن ما لا يقل عن 13 مليون هكتار من الغابات يتم تدميرها كل عام، وهو ما يساوي تدمير مساحة 36 ملعبا لكرة القدم في كل دقيقة.
صورة من: picture alliance/dpa
ماليزيا وأندونيسيا
تعاني الغابات البرية كما المدن الكبيرة في آسيا من التلوث وتدهور المحيط البيئي الذي يعود جزء منه لزراعة زيت النخيل، فبشكل منتظم تغرق المدن الكبرى في ماليزيا واندونيسيا في ضباب النيران التي تلتهم الغابات. والبلدان يعتبران أكبر مصدرين لزيت النخيل في العالم.
صورة من: Getty Images/Afp/Str
9 صورة1 | 9
ورغم عدم توفر معلومات جديدة بخصوص قدرة زيت جوز الهند على القضاء على البكتيريا، لكن اختبارات حديثة تابعة لجامعة "واريك" البريطانية، أثبتت دور انزيم زيت جوز الهند في القضاء على ما يعرف بـ"المبيضة البيضا" وهي نوع من الجراثيم المعوية وتنتشر في الفم مسببة ما يعرف بمرض القلاع.
الأمر الذي ربما يعجل في اعتماد جوز الهند في صناعة منتجات تنظيف الأسنان على حدّ اعتبار الباحث داميان برادي من معهد "أثلون" للتكنولوجيا الايرلندي، مضيفا بالقول "إدماج إنزيم زيت جوز الهند المعدل في منتجات تنظيف الأسنان يعد بديلا جذابا للمواد الكيميائية المستعملة في الوقت الحالي".
وتكمن أهمية هذه الدراسة في البحث عن طرق جديدة لمحاربة الجراثيم المسببة للتسوس، في الوقت الذي تتزايد فيه مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، حسبما يؤكد البروفسور داميان مشيرا إلى أن التأثير الفعال لزيت جوز يظهر حتى لدى استخدامه بكميات منخفضة.
ولم تقتصر الأبحاث على أهمية زيت جوز الهند على صحة الفم فحسب، بل تناولت فوائده على صحة الأمعاء أيضا، وذلك من خلال فحص تأثير زيت جوز الهند على علمية الهضم.
وأشارت البيانات الناتجة عن الأبحاث أن المواد التي ينتجها جهاز الهضم لها دور فعال في القضاء على الجراثيم. ولزيت جوز الهند تأثير مشابه على البكتيريا الموجودة داخل خلايا الجهاز الهضمي على حد اعتبار داميان.