زيلنسكي يكثف اتصالاته وسط جهود دولية لزيادة الدعم لأوكرانيا
١٢ ديسمبر ٢٠٢٢
باتصالات مع رؤساء كل من أمريكا وفرنسا وتركيا في يوم واحد، يكثف الرئيس الأوكراني زيلنسكي نشاطه الدبلوماسي لزيادة الدعم الدولي لكييف. وأكد بايدن مواصلة دعم أوكرانيا، بينما تستضيف فرنسا مؤتمرًا لهذا الغرض.
إعلان
أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي محادثات مع رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا أمس الأحد (11 كانون الأول / ديسمبر 2022)، في تصعيد للنشاط الدبلوماسي حول الحرب التي بدأتها روسيا قبل نحو عشرة أشهر.
وقال زيلنسكي في كلمته الليلية المصورة: "إننا نعمل باستمرار مع الشركاء". وأضاف أنه يتوقع بعض "النتائج المهمة الأسبوع المقبل" من سلسلة من الفعاليات الدولية التي ستتناول الوضع في أوكرانيا.
وسيعقد المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الإثنين اجتماعًا عبر الإنترنت مع زعماء مجموعة السبع ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في محاولة للاتفاق على فرض مزيد من العقوبات على روسيا وإيران ومنح مساعدات إضافية أو شحنات أسلحة لأوكرانيا. وتستهدف عقوبات الاتحاد الأوروبي المقترحة إيران بسبب انتهاك حقوق الإنسان في حملتها على المحتجين المناهضين للحكومة وتزويد روسيا بطائرات مسيرة، بينما ستضع الحزمة التاسعة من العقوبات الروسية ما يقرب من 200 شخص وكيان آخرين على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقال زيلنسكي أيضًا إنه تحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن حاجة أوكرانيا لأنظمة دفاع مضادة للطائرات فعالة لحماية السكان. ونقل بيان للبيت الأبيض عن بايدن قوله لزيلنسكي إن واشنطن تعطي أولوية لجهود تعزيز الدفاع الجوي الأوكراني من خلال المساعدة التي تقدمها.
وأضاف البيان أن بايدن أكد "على مواصلة الدعم الأمريكي للدفاع الأوكراني فيما تواصل روسيا هجماتها على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا". وأكد بايدن لزيلنسكي أن الولايات المتحدة ستواصل أيضًا تزويد أوكرانيا بالمساعدات الأمنية والاقتصادية والإنسانية. وقال البيت الأبيض إن هناك أولوية كذلك "لمحاسبة روسيا على جرائم الحرب والفظائع التي ارتكبتها، وفرض تعويضات عن عدوانها".
وسلّط بيان البيت الأبيض الضوء على المساعدة الأمريكية الموعودة لأوكرانيا البالغة 53 مليون دولار لمنشآت الطاقة والتي أعلن عنها في تشرين الثاني/نوفمبر وحزمة بقيمة 275 مليون دولار من الذخيرة والمعدات تمّ الإعلان عنها في كانون الأول/ديسمبر. وقال زيلنسكي إنه شكر بايدن على المساعدة "الدفاعية والمالية غير المسبوقة" التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا وتحدث مع الرئيس الأمريكي بشأن تزويدها بأنظمة دفاعية فعالة مضادة للطائرات لحماية السكان.
وعلى الرغم من إجراء زيلنسكي محادثات عديدة مع الرئيس جو بايدن والرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان منذ غزو القوات الروسية في أواخر شباط/فبراير، فإن إجراء مثل هذه السلسلة من المناقشات في يوم واحد فقط ليس حدثًا عاديًا.
وفي وقت سابق، ذكر زيلنسكي أنه أجرى محادثة "هادفة للغاية" مع ماكرون حول "الدفاع والطاقة والاقتصاد والدبلوماسية" استمرت أكثر من ساعة. وتحدث الطرفان خصوصاً حول التحضير للمؤتمر الجديد لدعم أوكرانيا الذي سيُعقد الثلاثاء في باريس.
وقال الإليزيه إنّ حوالي 500 شركة فرنسية ستجتمع "لتلبية احتياجات أوكرانيا، وللمساهمة في إعادة بناء البلاد والاستثمار على المدى الطويل في الاقتصاد الأوكراني".
كما أجرى زيلنسكي محادثات "محددة للغاية" مع أردوغان بشأن ضمان صادرات الحبوب الأوكرانية. وعملت تركيا، التي لعبت دور الوسيط في محادثات السلام في الأشهر الأولى من الحرب، إلى جانب الأمم المتحدة في صفقة حبوب فتحت الموانئ الأوكرانية أمام الصادرات في تموز/يوليو بعد حصار روسي فعلي استمر ستة أشهر.
وقال مكتب أردوغان إن الزعيم التركي أجرى اتصالًا هاتفيًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأحد دعا فيه إلى إنهاء سريع للصراع. وقال بوتين الأسبوع الماضي إن فقدان موسكو شبه الكامل للثقة في الغرب ستجعل الوصول إلى تسوية نهائية بشأن أوكرانيا أكثر صعوبة وحذر من حرب طويلة الأمد. وتأتي هذه الاتصالات بينما تستهدف القوات الروسية البنى التحتية لمرافق حيوية، ممّا تسبّب، من بين أمور أخرى، في انقطاع التيار الكهربائي الذي يطال ملايين الأشخاص في الشتاء.
م.ع.ح/ح.ز ( د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة