زيلينسكي مستعد للتنحي بعد الحرب وتهم لروسيا بجرائم ضد الأسرى
صلاح شرارة رويترز، أ ف ب
٢٥ سبتمبر ٢٠٢٥
في تصريحات لافتة أعلن زيلينسكي استعداده للتنحي بعد انتهاء الحرب مع روسيا، مؤكدًا أن هدفه الأساسي هو إنهاء النزاع، وليس البقاء بالسلطة. بينما تواجه روسيا اتهامات دولية جديدة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد أسرى حرب أوكرانيين.
قال زيلينسكي لموقع أكسيوس إنه مستعد للتنحي بعد انتهاء الحرب مع روسيا صورة من: Jeenah Moon/REUTERS
إعلان
في مقابلة مع موقع أكسيوس الأمريكي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هدفه هو إنهاء الحرب، وليس الاستمرار في المنصب.
أضاف الرئيس الأوكراني الذي تحدث للموقع على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "أردت بشدة، في فترة زمنية صعبة للغاية، أن أخدم بلدي".
وردًا على الانتقادات الأمريكية بشأن تعليق الانتخابات، أوضح زيلينسكي في لقائه مع الموقع، الذي نشر مقتطفات منه اليوم الخميس (25 سبتمبر/ أيلول 2025)، أنه لن يسعى للبقاء في السلطة بعد تحقق السلام، مشيرًا إلى أنه سيطلب من البرلمان تنظيم انتخابات فور التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وكانت الانتخابات الرئاسية لعام 2024 قد أُرجئت حتى إشعار آخر على وقع الحرب بسبب الأحكام العرفية المفروضة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/ شباط 2022.
ورغم تشكيك موسكو في شرعيته، أظهر استطلاع حديث لمعهد كييف الدولي أن 59% من الأوكرانيين لا يزالون يؤيدون زيلينسكي، مقابل 34% يعارضونه.
تحديات أمام إجراء انتخابات في أوكرانيا
04:08
This browser does not support the video element.
تحذير أوكراني ورد روسي حاد
وفي المقابلة ذاتها، كشف زيلينسكي أن كييف تسعى للحصول على أسلحة أمريكية بعيدة المدى، دون أن يسميها، قائلاً: "إذا رفضت موسكو إنهاء الحرب، فعلى مسؤولي الكرملين أن يعرفوا مكان أقرب ملجأ من القنابل".
ونقل أكسيوس عن زيلينسكي قوله للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما في نيويورك: "ما نحتاج إليه هو شيء واحد… إذا باتت لدينا أسلحة كهذه من الولايات المتحدة، فسنستخدمها".
تصريحات زيلينسكي قوبلت برد روسي سريع عبر دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الذي قال: "روسيا قادرة على استخدام أسلحة لا يمكن لأي ملجأ أن يحمي منها، ويجب على الأمريكيين أخذ ذلك في الاعتبار".
اتهامات دولية لروسيا بارتكاب جرائم ضد أسرى الحرب
وفي سياق متصل، نشرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تقريرًا جديدًا اليوم الخميس حمّلت فيه روسيا مسؤولية "انتهاكات جسيمة" بحق أسرى الحرب الأوكرانيين، قد ترقى إلى "جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية".
وذكر التقرير أن هذه الانتهاكات تشمل "أعمال تعذيب" و"إعدامات تعسفية"، وغالبًا ما تحدث بعد استسلام الجنود. وأشارت المنظمة إلى أن روسيا ترفض منح الأسرى الأوكرانيين وضع "أسير حرب"، وتُصنّفهم كـ"أشخاص محتجزين لمعارضتهم العملية العسكرية الخاصة"، مما يفتح الباب أمام ملاحقات جنائية.
ووفقًا للتقرير، فقد أُسر نحو 13,500 جندي أوكراني منذ فبراير/شباط 2022، قُتل منهم 169 خلال الاحتجاز، وأُفرج عن 6,800، بينما لا يزال 6,300 قيد الاعتقال.
التقرير، الذي أعده خبراء من فرنسا وتشيكيا والسويد، هو الثامن ضمن "آلية موسكو"، وجاء بطلب من 41 دولة. ودعا الخبراء في ختامه المحكمة الجنائية الدولية إلى مواصلة التحقيقات "في حال توافر أدلة كافية".
تحرير: عماد حسن
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.