زيلينسكي يقر بـتنفيذ "عمليات مضادة" تاركاً الباب للتأويلات
١١ يونيو ٢٠٢٣
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يقرّ بأن جيش بلاده بدأ عمليات "هجوم مضاد" ودفاع، لكنه رفض الإدلاء بتفاصيل أكثر في ردٍّ على تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ادعى فيه أن "حملة كييف بدأت بالفعل دون جدوى".
إعلان
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء السبت (10 يونيو/ حزيران 2023)، قيام مقاتلي بلاده بشنّ هجمات مضادة على طول الجبهة مع القوات الروسية، دون تقديم أيّ تفاصيل أخرى.
وتركت تصريحاته الباب مفتوحا بشأن ما إذا كانت هذه هي بداية الهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا. وفي وقت سابق صرّح نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن الهجوم المضاد بدأ لكنه لم يحقق أهدافه.
وأحجم زيلينسكي عن التعليق عندما طُلب منه في مؤتمر صحفي في كييف أن يعقب على كلام بوتين. وردّ بالقول "يجري الهجوم المضاد والعمليات الدفاعية في أوكرانيا، لكنني لن أتحدث بالتفصيل عن المرحلة التي وصلنا إليها"، وأشار إلى كبار القادة العسكريين في أوكرانيا بالاسم.
وأضاف زيلنسكي مبتسما: "كلهم في حالة تفاؤل. أرسلوا ذلك إلى بوتين"، وكان إلى جواره في المؤتمر الصحفي رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي يزور البلاد.
كذلك لم تعلق هيئة الأركان العامة الأوكرانية على الهجمات التي كانت متوقعة على نطاق واسع في الوقت الذي تسعى فيه كييف لاستعادة الأراضي التي خسرتها خلال الحرب المستمرة منذ 15 شهرا.
وظهرت تقارير حديثة بشأن إندلاع قتال عنيف في جنوبي أوكرانيا. ولاحقا، شكر زيلينسكي مقاتليه فقط على احتفاظهم بمواقعهم والتقدم للامام.
ونفذت أوكرانيا هجمات مضادة في أربعة قطاعات على الأقل من الجبهة الأمامية خلال الأيام القليلة الماضية، وفقا لمعهد دراسة الحرب الأمريكي. وقال المعهد، نقلا عن معلومات من كييف وموسكو ومدونين عسكريين روس، إن أقوى الاشتباكات كانت بالقرب من باخموت وكريمينا وجنوب غربي دونيتسك وغربي زابوريجيا.
ولم يكن من الواضح إلى أي مدى نجحت محاولات أوكرانيا. ويعتقد مراقبون أن الموجات الأولى من الهجوم المضاد تهدف إلى استكشاف نقاط الضعف في دفاعات روسيا وكشف التكتيكات الدفاعية المحتملة لموسكو قبل أن ترسل كييف أعدادا أكبر من جنودها الذين تلقوا تدريبا في الغرب وكذلك الأسلحة الغربية التي تم الحصول عليها من الغرب إلى المعركة.
في المقابل، قال الجيش الروسي إنه صدّ التقدم الأوكراني في منطقة زابوريجيا وجنوبي دونيتسك وألحق خسائر فادحة بقوات كييف.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن "إجمالي خسائر القوات الأوكرانية في المناطق المذكورة أعلاه خلال يوم واحد بلغ ما يصل إلى 300 جندي و9 دبابات، بما في ذلك 4 (دبابات) ليوبارد، و11 مركبة قتالية للمشاة، بما في ذلك 5 برادلي الأمريكية". وأضاف أنه تم أيضا تدمير مدفع هاوتزر فرنسي من طراز سيزار.
ويبقى من الصعب التحقق من رواية الطرفين بشكل مستقل.
في ظل هذه الأجواء، كشف المستشار الألماني أولاف شولتس نيته التحدث مع بوتين مرة أخرى "قريبا". وكان شولتس قد تحدث مع بوتين بعد بدء الحرب. وقال شولتس في مؤتمر كنسي بمدينة نورنبرغ الألمانية " أنوي أن أفعل هذا مرة أخرى قريبا". وقال إن أحد الشروط الأساسية لتحقيق "سلام عادل" هو أن تسحب روسيا قواتها.
و.ب/ع.غ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
قتال لم يقع مثله في أوروبا منذ 1945- محطات من الغزو الروسي لأوكرانيا
في نزاع لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، تتواصل المعارك الشرسة بين الغزاة الروس وبين الأوكرانيين. وبحسب تقديرات يزيد عدد قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر عن 150 ألف شخص.
صورة من: Zohra Bensemra/REUTERS
بوتين يناقض نفسه ويبدأ الهجوم على أوكرانيا
بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس 24 شباط/ فبراير 2022، ما أسماه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. وكان الكرملين قد سبق ونفى مراراً التقارير الغربية حول نية بوتين في غزو أوكرانيا. وقد بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء أوكرانيا، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا حليفة موسكو، ومن الشرق والجنوب.
صورة من: Ukrainian Police Department Press Service/AP/picture alliance
نزوح ملايين الأوكرانيين هرباً من الحرب
مع بداية الهجمات الروسية بدأت موجة نزوح الأوكرانيين من مناطق القتال. ونزح نحو 5.9 مليون شخص داخلياً بسبب الحرب الروسية العام الماضي. كما فر الملايين إلى خارج أوكرانيا، وفقاً لتقرير مركز مراقبة النزوح الداخلي ومقره جنيف (الخميس 11 مايو/ أيار 2023). ومعظم النازحين هم من النساء والأطفال وكبار السن وغير القادرين على القتال.
صورة من: Andriy Dubchak/AP/picture alliance
محاولة فاشلة للسيطرة على العاصمة كييف
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، إضافة لعدة بلدات حول كييف في وسط شمال البلاد. لكن محاولتها السيطرة على كييف اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي. وفي الثاني من نيسان/ أبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد "الانسحاب السريع" للقوات الروسية.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
كليتشكو من نزال الملاكمة إلى قتال المعارك
هب الأوكرانيون للدفاع عن بلادهم، فإضافة إلى القوات العسكرية كان هناك المتطوعون المدنيون من كافة الأطياف. هنا مثلاً بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، وقد ارتدى سترة عسكرية خلال تواجده على الأرض لمشاركة أهل بلده في صد الغزو الروسي. كما تطوع أيضاً شقيقه الأصغر وبطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو للقتال. كما وظّف الشقيقان شهرتهما لكسب التعاطف العالمي مع قضية بلدهما.
صورة من: Sergei Supinsky/AFP
توالي العقوبات الغربية على روسيا
اتخذ الغرب، خصوصاً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مسار فرض عقوبات على روسيا، سواء في استيراد البضائع والطاقة منها أو تصدير التكنولوجيا إليها أو مصادرة أموال رجال أعمال مرتبطين بالكرملين. وفي قمة مجموعة السبع في قصر إلماو في بافاريا الألمانية (يونيو/حزيران 2022)، اتخذت المجموعة، التي تضم ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، قرارات بتوسيع العقوبات على روسيا.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
مساعدات عسكرية مكنت أوكرانيا من الصمود
وأعلنت دول غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم مساعدات عسكرية بالمليارات لأوكرانيا. فقدمت واشنطن أسلحة ومعدات في 2022 بقيمة 22.9 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الدول الداعمة عسكريا لأوكرانيا، فيما حلت بريطانيا بالمركز الثاني خلال 2022 بمساعدات بقيمة 4.1 مليار يورو. أما ألمانيا فقدمت في العام نفسه 2.3 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بين داعمي أوكرانيا عسكرياً.
صورة من: Polish Chancellery of Prime Ministry/Krystian Maj/AA/picture alliance
اتهامات بجرائم حرب مروعة في بوتشا
في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف. وأثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.
صورة من: Carol Guzy/Zuma Press/dpa/picture alliance
حصار ماريوبول وسقوط آزوفستال
في 21 أبريل/نيسان 2022، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف. سمحت السيطرة على ماريوبول لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من القرم والمناطق الانفصالية في دونباس. لكن حوالي ألفي مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى آخر طلقة. وقالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
صورة من: Peter Kovalev/TASS/dpa/picture alliance
يوم تاريخي في خيرسون
في بداية سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، لكنه حقق اختراقًاً خاطفًاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي وأرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف. في أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي" كما وصفه الرئيس زيلينسكي.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
مذكرة توقيف بحق بوتين وروسيا ترد
في مارس/ أذار 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني. وقالت كييف إنه تم ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا. وأصدرت المحكمة أيضاً مذكرة مماثلة بحق مفوضة حقوق الأطفال في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا. وفي مايو/ أيار ردت روسيا بإصدار مذكرة توقيف بحق المدعي العام للمحكمة كريم أحمد خان، وهو بريطاني الجنسية.
صورة من: Rich Pedroncelli/AP Photo/picture alliance
الاستعداد لهجوم مضاد
في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات. وفي 19 أبريل/ نيسان 2023، أعلنت كييف تلقيها أول منظومة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت. في نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون مستعدة قريباً لشن هجوم مضاد بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
صورة من: Susan Walsh/POOL/AFP/Getty Images
قتال طيلة شهور في باخموت
في يناير/ كانون الثاني 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من مرتزقة مجموعة فاغنر المسلّحة ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/سبتمبر. احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف. وشهدت باخموت أطول المعارك وأكثرها فتكاً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تضارب بشأن سقوط باخموت
وأعلنت روسيا مساء السبت 19 مايو/ أيار 2023 استيلاءها على باخموت بالكامل، بعدما أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين في نفس اليوم أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 مايو/ أيار وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي. في غضون ذلك، قالت كييف إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها "حرجاً". إعداد صلاح شرارة/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ).