انتقد زيلينسكي البيان الأمريكي "الضعيف" بعد مقتل 18 شخصا في هجوم صاروخي روسي. تزامن هذا مع زيارة رئيس أركان الجيش الفرنسي ونظيره البريطاني إلى كييف لبحث خيارات "الطمأنة".
انتقد زيلينسكي البيان الأمريكي "الضعيف" ردا على مقتل 18 قتيلا في هجوم صاروخ روسي صورة من: Alina Smutko/REUTERS
إعلان
انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت (الخامس من أبريل/نيسان 2025)، السفارة الأمريكية في أوكرانيا بسبب ما وصفه بأنه بيان "ضعيف" لم يحمّل روسيا المسؤولية عن ضربة أوقعت 18 قتيلا في وسط البلاد، بينهم أطفال.
وطال هجوم بصاروخ روسي الجمعة منطقة سكنية قرب ملعب للأطفال في مدينة كريفي ريغ مسقط رأس زيلينسكي.
وكتبت السفيرة الأمريكية بريدجيت برينك في منشور على منصة "إكس" "أشعر بالهلع من سقوط صاروخ بالستي الليلة بالقرب من ملعب ومطعم" في كريفي ريغ، من دون أن تذكر مصدر الصاروخ في بادئ الأمر.
وردا على ذلك، نشر زيلينسكي تغريدة ذكر فيها أسماء الأطفال الذين قتلوا في الهجوم، متهما السفارة الأمريكية بتجنب الإشارة إلى روسيا كمعتدية.
وكتب زيلينسكي أن "رد فعل السفارة الأمريكية مفاجئ وغير سار..يا لها من دولة قوية وشعب قوي ورد فعل ضعيف.. إنهم يخشون ذكر كلمة "روسي" عند الحديث عن الصاروخ الذي قتل الأطفال".
وعقب انتقادات زيلينسكي تحدّثت برينك عن "الهجمات الروسية" خلال زيارة إلى خاركيف، في شمال شرق أوكرانيا.
وانتقد زيلينسكي تغريدة برينك التي كتبت فيها أنه بسبب مثل هذه الضربات "يجب أن تنتهي الحرب". وقال زيلنسكي السبت "نعم يجب أن تنتهي الحرب. ولكن لإنهائها، يجب ألا نخشى تسمية الأشياء بمسمياتها"، داعيا إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا.
قتل 18 شخصا في قصف روسي قرب ملعب للأطفال في مدينة كريفي ريغ مسقط رأس زيلينسكي.صورة من: Uncredited/AP/dpa/picture alliance
خيارات "الطمأنة"
وفي السياق ذاته، رحّب الرئيس الأوكراني بـ"التقدم الملموس" و"التفاصيل الأولية" بشأن نشر قوة أوروبية على أراضي بلاده إذا ما تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار غداة زيارة رئيس أركان الجيش الفرنسي تييري بوركار ونظيره البريطاني الأدميرال توني راداكين إلى كييف.
إعلان
وقالت في تغريدة "نعمل على ضمان الأمن في أوكرانيا وإرساء ضمانات أمنية موثوقة. هناك تقدم ملموس وتفاصيل أولية حول كيفية نشر وحدة أمنية شريكة. أُعرب عن امتناني لجميع الدول التي تدعمنا في هذا الجهد وللمملكة المتحدة وفرنسا على قيادتهما. هذا النوع من العمل المشترك يُساعدنا على تحقيق سلام دائم ودائم في أوكرانيا."
وأكد رئيس الأركان الفرنسي على منصة "اكس" أنهم ناقشوا "الحفاظ على دعم حازم للجيش الأوكراني، يسمح له بمواصلة القتال" ضد روسيا.
وناقش المسؤولان العسكريان مسألة نشر قوات حفظ سلام دولية في أوكرانيا في حال تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وفقا لما أشار إليه بوركار.
قام رئيس أركان الجيش الفرنسي ونظيره البريطاني بزيارة كييف.صورة من: AFP via Getty Images
وتقترح فرنسا وبريطانيا نشر قوة تشارك بها دول أوروبية في أوكرانيا لضمان منع استئناف الحرب بمجرد تطبيق وقف إطلاق النار.
وكتب بوركار "معا، نريد ضمان سلام دائم وصلب في أوكرانيا، وهو شرط أساسي مهم لأمن القارة الأوروبية".
ويبذل القادة الأوروبيون جهودا للاتفاق على سياسة منسقة بعد أن همّشهم ترامب وأطلق محادثات مباشرة مع الكرملين.
وكانت الولايات المتحدة الداعم العسكري والمالي الرئيسي لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022، لكن صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقاداته لزيلينسكي في الأشهر الأخيرة.
ودارت مشادة كلامية حادة بين الرئيسين في أواخر شباط/فبراير في البيت الأبيض.
ورغم تراجع حدة التوترات منذ ذلك الحين، ما زالت تبدو علاقتهما هشة.
وسعى ترامب إلى التقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤكدا أنه يريد التفاوض معه لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن.
م ف/ف.ي (أ ف ب، د ب أ)
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.