زيهوفر يحتاج لوقت لتقييم تقرير رئيس الاستخبارات حول كيمنتس
١٠ سبتمبر ٢٠١٨
قدم رئيس مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية بألمانيا)، هانز-غيورغ ماسن، للحكومة الألمانية تقريرا بشأن تقديراته المثيرة للجدل لحجم أعمال العنف المعادية للأجانب التي وقعت في مدينة كيمنتس ولم يفصح عن فحوى التقرير.
إعلان
أعلن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أنه يرغب في تقييم تقرير هانز غيورغ ماسن، رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية بألمانيا) في هدوء ولا يرغب في إصدار حكم متعجل بشأنه.
وقال زيهوفر بمدينة ميونيخ اليوم الاثنين (العاشر من سبتمبر/ أيلول 2018): "مثل هذه الأمور يجب القيام بها بعناية"، لافتا إلى أنه لم يتسن له حتى الآن الاطلاع على التقرير، الذي وصل وزارته، وأنه لا يزال لديه كثير من المقابلات اليوم، ولن يمكنه العودة إلى برلين إلا بعد منتصف الليل.
يذكر أن زيهوفر كان قد طالب بإيضاح بعد تصريحات رئيس الاستخبارات بعد أعمال الشغب المعادية للأجانب في مدينة كيمنتس شرقي ألمانيا.
وكان ماسن قد شكك في مصداقية مقطع فيديو يظهر فيه هجوم على أجانب خلال الاحتجاجات اليمينية المتطرفة التي شهدتها كيمنتس مؤخرا، عقب مقتل مواطن ألماني هناك، وصرح "لا يوجد دليل على أن الفيديو المتداول على الإنترنت حول هذه الواقعة المزعومة، حقيقي". ووصف ماسن هذه المعلومات بأنها من المحتمل أن تكون مغلوطة بشكل متعمد. وعارض ماسن بذلك تصريحات للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ومتحدثها شتيفن زايبرت.
وكان المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت قد ذكر أن التقرير، الذي أعده ماسن، تم توجيهه أيضا إلى ديوان المستشارية في برلين. ولن يتم الإعلان عن تفاصيله إلا عقب إطلاع اللجان البرلمانية المختصة عليه.
ورفض زيهوفر التعجل في إثارة نقاش حول مستقبل ماسن على خلفية تصريحاته المثيرة للجدل عن أحداث كمنيتس. وقال زيهوفر اليوم الاثنين في ميونخ: "ننتظر الآن ما سيخبرنا به، وبعد ذلك سيكون هناك رد على كل شيء آخر"، موضحا أنه لا يستطيع استخلاص نتائج قبل الاطلاع على تقرير ماسن.
ورفض زيهوفر التعليق على مطالب باستقالة ماسن واستقالته هو شخصيا، والتي كان آخرها من رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر أنطون هوفرايتر، وقال: "لن أعلق على هذه الموجة السائرة منذ أيام".
وعقب تصريحات ماسن المثيرة للجدل عن حجم أعمال العنف المعادية للأجانب في مدينة كمنيتس، طالب زيهوفر بالكشف عن ملابسات هذا الأمر حتى اليوم وتقديم تفسيرات توضح نوعية الأدلة التي استند إليها ماسن في تصريحاته لصحيفة "بيلد" الألمانية يوم الجمعة الماضي.
ح.ز/ ص.ش/ع.خ (د.ب.أ)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.