زيهوفر "لم يطلب" اعتذارا من ميركل لكن الخلاف معها "انتهى"
٨ يوليو ٢٠١٨
فيما يعتبر إشارة نهاية لنزاعه مع المستشارة أنغيلا ميركل بشأن سياسة اللجوء قال وزير الداخلية هورست زيهوفر إنه ينظر إلى الأمام. في حوار لصحيفة ألمانية كشف زيهوفر تفاصيل عن خلافه الشخصي والسياسي مع ميركل.
إعلان
قال هورست زيهوفر وزير الداخلية الألماني لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد (الثامن من يوليو/ تموز 2018): "إننا ننظر إلى الأمام". وأكد زيهوفر أنه لم يطلب الاعتذار من ميركل.
وقال زيهوفر الذي يتزعم أيضاً الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري: "كان لدينا خلاف بشأن المحتوى، ولكن لم يكن هناك مطلقاً انتقاص شخصي. وبذلك لا يزال يمكن للمرء النظر في عيون (الآخر) بعد انتهاء الخلاف".
يذكر أن زيهوفر هدد بتقديم استقالته من منصبه كوزير داخلية اتحادي لألمانيا وكذلك الحزبي في ذروة الخلاف مع ميركل حول سياسة اللجوء.
وكان قد صرح لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية قبل وقت قصير من المحادثات بين قيادات الاتحاد المسيحي الذي تتزعمه ميركل والتي تم التوصل خلالها لحل توافقي بشأن الخلاف: "لن اسمح بفصلي من جانب مستشارة، أصبحت مستشارة بفضلي".
يُشار إلى أن الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل يتكون من حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري الذي يرأسه زيهوفر. ويشكل الاتحاد مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الائتلاف الحاكم في ألمانيا.
وكان زيهوفر قد هدد قبل التوصل لهذا الحل التوافقي برفض طالبي لجوء على الحدود الألمانية رغما عن إرادة ميركل.
وأكد وزير الداخلية الاتحادي في تصريحاته الأخيرة لصحفية "بيلد أم زونتاغ" أنه يمكنه "بالطبع" مواصلة التعاون بثقة مع ميركل، وقال: "إن ذلك هو التزامنا، ومسؤوليتنا تجاه المواطنين". وتابع قائلاً: "لا أحد منا شكك في استمرارية الحكومة - ولو للحظة. إننا كافحنا من أجل التوصل للحل في قضية مطروحة، وتوصلنا لحل جيد في النهاية".
وعن تهديده بتقديم استقالته، قال زيهوفر للصحيفة الألمانية الصادرة اليوم الأحد: "إنها قصة، ربما يهتم مؤرخ بها يوما ما. بشكل عام تماماً، فإن الاستقامة كانت دائما أهم من المنصب في حياتي المهنية".
وكانت مسألة إرجاع طالبي اللجوء المسجلين مسبقاً في إحدى دول الاتحاد الأوروبي من على الحدود الألمانية مباشرة دون السماح لهم بدخول ألمانيا، نقطة خلاف رئيسية بين طرفي التحالف المسيحي في الحكومة الألمانية، قبل أن يتفقا على إقامة مراكز العبور. فبعد إصرار المستشارة ميركل على رفض هذه الخطوة من الأساس، مؤكدة على ضرورة الوصول إلى حل أوروبي، توصلت مع وزير داخليتها زيهوفر إلى فكرة إقامة مراكز العبور.
م.س/ ع.غ ( د ب أ، أ ف ب)
ألمانيا - هل اُستبعد سيناريو الطلاق نهائيا من طريق التحالف المسيحي؟
خلاف المستشارة ميركل وحليفها البافاري زيهوفر جعل عقودا من الاتحاد بين حزبيهما على المحك. التوصل إلى تسوية الخلاف حول ملف الهجرة واللجوء لا يبدو أنه يُنهي التساؤلات حول مصير أعرق تحالف حزبي بألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
"الحزب االشقيق"
تأسس الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) سنة 1945. الحزب الذي ترأسه حاليا المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تحالف مع "شقيقه" الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU) منذ تأسيسه تقريبا في 1949. ويجتمع الحزبان في "الاتحاد المسيحي"، الذي ينعت بالأقوى. إذ بقي الحزبان متحدين لعقود من الزمن في الانتخابات وعلى صعيد الحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
عمل مشترك منذ البداية
حسب الاتفاق بين طرفي الاتحاد، (المسيحي الديمقراطي، المسيحي الاجتماعي البافاري) فإن الحزبين لا يتنافسان فيما بينهما داخل أية ولاية فيدرالية. من هنا نجد أن الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU) يتنافس في ولاية بافاريا فقط، في حين يركز المسيحي الديمقراطي (CDU) على الولايات الـ 15 الباقية. ويشكل نواب الحزبين كتلة واحدة داخل البرلمان الألماني، هي كتلة الاتحاد المسيحي.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Sanden
ميركل أول مستشارة عن التحالف المسيحي
ولأن كتلة الاتحاد المسيحي كانت هي الأكبر في البرلمان الألماني "البوندستاغ" بعد الانتخابات المبكرة عام 2005 فإن مرشحته أنغيلا ميركل، رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي، أصبحت أول مستشارة في ألمانيا. فقد قادت ميركل الائتلاف الكبير مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد خسارة المستشار الاشتراكي غيرهارد شرودر الانتخابات. في الصورة ميركل مع رئيس وزراء ولاية بافاريا آنذاك إدموند شتويبر.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
"حل توافقي جيد"
وصفت المستشارة ميركل الاتفاق الذي توصلت إليه مع ووزير داخليتها بأنه "حل توافقي جيد بحق". الخطوة من شأنها ان تنقذ الائتلاف الحكومي الهش من السقوط. الاتفاق يتضمن إقامة مراكز إيواء مؤقتة على حدود ألمانيا مع النمسا، للاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي، لكنه يحتاج إلى موافقة من الشريك الثالث في الإئتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Pförtner
سيناريو إنفصال الشقيقين هل هو مستبعد نهائيا؟
الخلاف بين حزبي الاتحاد المسيحي، هل طوي فعلا؟ بعد تراجع زيهوفر عن تقديم استقالته من وزارة الداخلية ورئاسة الحزب البافاري، إثر توصله لإتفاق مع المستشارة ميركل، يرى مراقبون أن الخلاف لم يطو بشكل تام وأن سيناريو "الانفصال" داخل الاتحاد ليس مستبعدا في المستقبل. إعداد: مريم مرغيش.