ألمانيا والنمسا..عزم على إغلاق طرق اللجوء عبر المتوسط
٥ يوليو ٢٠١٨
رغم أهمية زيارة وزير الداخلية الألماني زيهوفر للنمسا، فإن لقاءه مع المستشار كورتز لم يسفر عن نتائج ملموسة. لكن المسؤولين أكدا على نيتهما "إغلاق" طرق عبور اللاجئين عبر البحر المتوسط، لكن كيف؟ ربما بالتنسيق مع إيطاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/H.Punz
إعلان
بعد اجتماع مع مستشار النمسا سيباستيان كورتز في فيينا، قال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر الخميس (الخامس من تموز/يوليو 2018) إن محادثات ستعقد الأسبوع المقبل بين ألمانيا والنمسا وإيطاليا لبحث كيفية "إغلاق" المسار الجنوبي لطالبي اللجوء إلى أوروبا وتعتزم العمل معا على هذا الأمر.
وقال زيهوفر، في مؤتمر صحفي مشترك مع كورتز، إن خطط الحكومة الألمانية في فرض إجراءات جديدة بشأن الهجرة واللجوء على حدودها مع النمسا لن تجعل الأخيرة مسؤولة عن الواصلين إلى هناك ممن قدموا اللجوء في دول أوروبية أخرى. وأضاف في إشارة إلى "مراكز العبور"، التي تنوي ألمانيا إقامتها على الحدود مع النمسا: "لن نحمل النمسا الآن، ولا في المستقبل مسؤولية اللاجئين".
وأوضح زيهوفر أن ألمانيا تسعى أيضا إلى إبرام اتفاقات مع اليونان وإيطاليا بأقصى سرعة ممكنة بشأن استعادة طالبي اللجوء الذين قدموا طلباتهم بالفعل في هاتين الدولتين. وأعرب عن تفاؤله في نجاح ذلك، قائلا: "إذا أخفقت المفاوضات، سيتعين علينا بالطبع إعادة التفكير من جديد بشأن اتخاذ إجراءات كي ننهي هذه الهجرة غير الشرعية".
بدوره أكد المستشار النمساوي بعد لقائه بزيهوفر في فيينا على نية الدولتين "إغلاق" طرق البحر المتوسط كما شدد على أهمية عقد اللقاء الثلاثي بين وزراء داخلية كل من النمسا وألمانيا وإيطاليا الأسبوع القادم في مدينة إنسبروك النمساوية. ورغم ملاحظاته على اتفاق ميركل مع زيهوفر حول "مراكز العبور"، أشار كورتز أيضا إلى أنه اتفق مع زيهوفر على أن الخطط الألمانية على الحدود (مراكز العبور) لن تضر النمسا.
يذكر أن ميركل ووزير داخليتها زيهوفر توصلا لحل توافقي في سياسة اللجوء بعد خلاف دام طويلا بينهما. وينص الاتفاق على إنشاء مراكز عبور على الحدود الألمانية-النمساوية لطالبي اللجوء الذين قدموا طلبات لجوئهم في دول أوروبية أخرى. بيد أن هذا التوافق يحتاج إلى موافقة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في برلين حتى يدخل حيز التنفيذ.
ز.أ.ب/ أ.ح (رويترز، د ب أ)
ألمانيا - هل اُستبعد سيناريو الطلاق نهائيا من طريق التحالف المسيحي؟
خلاف المستشارة ميركل وحليفها البافاري زيهوفر جعل عقودا من الاتحاد بين حزبيهما على المحك. التوصل إلى تسوية الخلاف حول ملف الهجرة واللجوء لا يبدو أنه يُنهي التساؤلات حول مصير أعرق تحالف حزبي بألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
"الحزب االشقيق"
تأسس الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) سنة 1945. الحزب الذي ترأسه حاليا المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تحالف مع "شقيقه" الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU) منذ تأسيسه تقريبا في 1949. ويجتمع الحزبان في "الاتحاد المسيحي"، الذي ينعت بالأقوى. إذ بقي الحزبان متحدين لعقود من الزمن في الانتخابات وعلى صعيد الحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
عمل مشترك منذ البداية
حسب الاتفاق بين طرفي الاتحاد، (المسيحي الديمقراطي، المسيحي الاجتماعي البافاري) فإن الحزبين لا يتنافسان فيما بينهما داخل أية ولاية فيدرالية. من هنا نجد أن الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU) يتنافس في ولاية بافاريا فقط، في حين يركز المسيحي الديمقراطي (CDU) على الولايات الـ 15 الباقية. ويشكل نواب الحزبين كتلة واحدة داخل البرلمان الألماني، هي كتلة الاتحاد المسيحي.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Sanden
ميركل أول مستشارة عن التحالف المسيحي
ولأن كتلة الاتحاد المسيحي كانت هي الأكبر في البرلمان الألماني "البوندستاغ" بعد الانتخابات المبكرة عام 2005 فإن مرشحته أنغيلا ميركل، رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي، أصبحت أول مستشارة في ألمانيا. فقد قادت ميركل الائتلاف الكبير مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد خسارة المستشار الاشتراكي غيرهارد شرودر الانتخابات. في الصورة ميركل مع رئيس وزراء ولاية بافاريا آنذاك إدموند شتويبر.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
"حل توافقي جيد"
وصفت المستشارة ميركل الاتفاق الذي توصلت إليه مع ووزير داخليتها بأنه "حل توافقي جيد بحق". الخطوة من شأنها ان تنقذ الائتلاف الحكومي الهش من السقوط. الاتفاق يتضمن إقامة مراكز إيواء مؤقتة على حدود ألمانيا مع النمسا، للاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي، لكنه يحتاج إلى موافقة من الشريك الثالث في الإئتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Pförtner
سيناريو إنفصال الشقيقين هل هو مستبعد نهائيا؟
الخلاف بين حزبي الاتحاد المسيحي، هل طوي فعلا؟ بعد تراجع زيهوفر عن تقديم استقالته من وزارة الداخلية ورئاسة الحزب البافاري، إثر توصله لإتفاق مع المستشارة ميركل، يرى مراقبون أن الخلاف لم يطو بشكل تام وأن سيناريو "الانفصال" داخل الاتحاد ليس مستبعدا في المستقبل. إعداد: مريم مرغيش.