زيهوفر يؤكد تراجع أعداد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا
١٠ أكتوبر ٢٠١٨
أكدت وزارة الداخلية الألمانية تراجعا ملحوظا في عدد اللاجئين الذين قدموا إلى البلاد منذ بداية العام الجاري، فيما سبق للمستشارة أنغيلا ميركل أن أكدت أن الوضع تغير تماما مقارنة بذروة أزمة اللاجئين في صيف عام 2015.
إعلان
قال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر اليوم (الأربعاء 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) أن حوالي 100 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا إلى ألمانيا منذ يناير/ كانون الثاني من العام الجاري. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول، هما شهران لا تصل فيهما تقليديا، إلا أعداد قليلة من المهاجرين، فإن الوزير أكد أن العدد الإجمالي للوافدين على ألمانيا هذا العام سيقل بكثير عن حاجز 200 ألف لاجئ ومهاجر في السنة الذي حدده الحزب الاجتماعي المسيحي الذي ينتمي له زيهوفر.
وسبق للوزير أن ذكر في يونيو/ حزيران الماضي أن ذكر أن الأعداد القصوى التي حددها التآلف الحكومي في برلين بين 180 و220 ألف لاجئ في عام 2018، قد تم فعلا تحقيقه كهدف حتى قبل نهاية العام. ويذكر أن التحالف قد اتفق على "حد أقصى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم البلاد سنويا، كما عدد الذين يسمح القانون بإبعادهم أو أولك الذين يعودون إلى بلادهم بشكل طوعي.
عينٌ على أوروبا - سر الكراهية في شرق ألمانيا ضد المهاجرين
27:30
من جهتها، سبق للمستشارة أنغيلا ميركل أن طالبت تحالفها المسيحي بإنهاء الخلافات الداخلية حول قضايا الهجرة واللاجئين، وذلك في ظل تراجع شعبية التحالف في استطلاعات الرأي. وقالت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي خلال "مؤتمر ألمانيا" لشباب التحالف المسيحي في مدينة كيل نهاية الأسبوع لماضي إن الهجرة الوافدة من أفريقيا ستلعب دورا أكبر في المستقبل فيما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين المنحدرين من سوريا أو العراق. وأضافت ميركل "يتعين علينا أن نتفاعل مع ذلك كتحالف مسيحي بخطة مشتركة"، موضحة أنه يتعين إدراك التعامل مع أفريقيا على أنه فرصة وليس مشكلة.
وقالت ميركل إنه لا ينبغي للتحالف المسيحي الانشغال على الدوام بالماضي، موضحة أن التحالف يدير أحيانا نقاشات تبدو كما لو أننا لا نزال في صيف 2015 (بدء أزمة تدفق اللاجئين). وذكرت ميركل أنه بالرغم من أن المشكلات لم تحل كلها حتى الآن، فإن الوضع تغير تماما مقارنة بذروة أزمة اللاجئين في صيف عام 2015.
ح.ز /ج.ع.م (ك.ن.أ / د.ب.أ)
ميركل وزيهوفر- نقاط خلافية إطارها اللاجئون والهجرة
تصاعدت حدة الخلاف بين قطبي التحالف المسيحي بألمانيا بشأن اللاجئين والهجرة حتى أن زيهوفر لوح بتقديم استقالته. الخلاف بات مفتوحاً على سيناريوهات عدة. لكن ما هي أهم نقاط الخلاف بين ميركل وحليفها هورست زيهوفر؟
صورة من: Imago/Ipon
انتقاد لنتائج قمة بروكسل
الخلاف الحالي بين المستشارة ميركل وحليفها زيهوفر، لم يكن صادرا عن القرارات التي تم التوصل إليها في القمة الأوروبية التي انعقدت ببروكسل الأسبوع الماضي، ولكنه تأجج بفعلها. النتائج لم تُوافق خطة وزير الداخلية الألماني. وحسب ما تناقله مشاركون في اجتماع حزبه المسيحي البافاري، فإن زيهوفر اعتبر هذه النتائج لا تتمتع بتأثير مماثل لنجاعة مراقبة الحدود وإرجاع اللاجئين إلى نقطة وصولهم في أوروبا.
صورة من: Getty Images/J. Taylor
خطة شاملة وخلاف في الجزئيات
وفي أوج الخلاف لوح زيهوفر بتقديم استقالته، فهو يتمسك بأحدى نقاط خطته الخاصة باللجوء والتي يريد أن يمنع فيها زيهوفر يريد طرد طالبي اللجوء المسجلين في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، من عند الحدود الألمانية، بينما ترفض ميركل ذلك مفضلة حلاً أوروبياً شاملاً لهذه القضي، إذ ترى أن الأمر يجب ألا يقتصر على الجانب الألماني وحده.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
مراقبة الحدود
من بين نقاط الخلاف بين زيهوفر وميركل قضية مراقبة الحدود أيضاً، إذ يوجد خلاف في تفسير معنى "الاجراءات الداخلية"، فأعضاء حزب زيهوفر يعتبرونها "إجراءات وطنية"، غير أن المتحدث باسم الحكومة الألمانية قال إن المقصود ليس هو "إجراءات أحادية على حساب دول أخرى". وقد تم التطرق في قمة بروكسل إلى تأسيس مراكز لمعالجة طلبات اللجوء خارج الحدود الأوروبية كلها.
صورة من: Reuters/M. Dalder
مراكز المرساة
يدفع وزير الداخلية الألماني زيهوفر بإقامة "مراكز مرساة". وبجسب المقترح يجب على طالبي اللجوء المكوث فيها حتى البت بطلبات لجوئهم. على عكس ما يجري به العمل، حيث يحق لطالبي اللجوء الذين تبدو فرص حصولهم على حق اللجوء جيدة، العيش خارج مراكز اللجوء مباشرة بعد تقديم طلب اللجوء. ويسعى زيهوفر لبناء ستة مراكز من هذا النوع، غير أن معظم الولايات الألمانية ترفض تواجد تلك المراكز فيها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
حد أعلى
نقطة خلافية أخرى تعود إلى 2016، إذ طالب زيهوفر للمرة الأولى بوضع حد أعلى للاجئين الذين تستقبلهم ألمانيا، وأقترح أن يكون 200 ألف شخص سنويا، ما رفضته ميركل رفضاً قاطعاً. ونص البرنامج الانتخابي لحزبه عليها، بل وجعل منه شرطاً لدخوله في تحالف حكومي مع ميركل. ورغم اتفاق الحزبين عليها فيما بعد خلال محادثات تشكيل الحكومة، إلا أن كلمة "الحد الأعلى" لم ترد في وثيقة التحالف بينهما في أكتوبر 2017.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Gindl
حماية الحدود الخارجية لأوروبا
من بين العناصر التي يؤكد عليها زيهوفر "العبء" الذي تتحمله ألمانيا بسبب أزمة اللاجئين في أوروبا. وكان قد طالب الاتحاد الأوروبي، قبيل انعقاد قمة بروكسل، بضمان حماية الحدود الخارجية للاتحاد وكذلك التوزيع العادل للأشخاص الذين يسمح لهم بالبقاء وسرعة عودة الذين ليس لهم ذلك الحق. ويرى مراقبون في رغبة زيهوفر تأثيراً سلبياً على اتفاقية منطقة "شينغن" فيما يخص حرية مرور الأشخاص. إعداد: مريم مرغيش.