زيهوفر يرى انخفاض شعبية الاتحاد المسيحي "إشارة إنذار"
٤ أبريل ٢٠٢١
حذر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر من أن انخفاض شعبية الاتحاد المسيحي، الذي ينتمي إليه مع المستشارة أنغيلا ميركل، "إشارة إنذار"، داعياً إلى حسم مسألة مرشح الاتحاد لمنصب المستشارية ووضع قانون اتحادي لمواجهة كورونا.
إعلان
قال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر إن انخفاض شعبية الاتحاد المسيحي الحاكم في ألمانيا "إشارة إنذار". وأضاف زيهوفر لـصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الصادرة اليوم الأحد (الرابع من نيسان/أبريل 2021): "لا نحصل في أي استطلاع للرأي على أكثر من 30% من الأصوات ... وهذه إشارة إنذار بالنسبة لي".
وقال زيهوفر إن أنصار وأعضاء الاتحاد المسيحي يريدون معرفة إلى أين يذهبون، مضيفاً أن الاتحاد المسيحي "يحتاج في الوقت الحالي إلى ثلاثة أمور: استراتيجية وساسة حقيقيون وبرنامج سياسي جذاب".
ولم يكشف زيهوفر عما إذا كان يدعم رئيس ولاية بافاريا ماركوس زودر، أم رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت، في الترشح لمنصب المستشارية، لكنه دعا إلى حسم هذا الموضوع "بسرعة". ومن المقرر أن يحسم زودر ولاشيت مسألة المرشح لمنصب المستشارية بين عيد الفصح وعيد الخمسين (23 أيار/مايو). وستجري الانتخابات العامة في ألمانيا في 26 أيلول/سبتمبر.
ورغم أن استطلاعاً حديثاً أجراه معهد كانتار-إمنيد لصالح "بيلد أم زونتاغ" أظهر تحسناً طفيفاً في نتائج الاتحاد المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه المسيحي الاجتماعي)، إلا أن أصواته لم تتجاوز 30%.
وبحسب الاستطلاع الحديث، تقدم الاتحاد المسيحي نقطة واحدة، مقارنة بآخر استطلاع، ليحصل على 26% من الأصوات، مقارنة بـ23% لحزب الخضر الذي سيصبح، وفقاً للاستطلاع، ثاني قوة سياسية في البلاد. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك الحالي في الائتلاف الحكومي، فقد نقطة واحدة ليحصل على 16% من الأصوات، بحسب الاستطلاع.
ولم تتغير نسبة أصوات حزب البديل اليميني الشعبوي لتبقى عند 10%، وكذلك أصوات حزب اليسار (9%)، فيما تقدم الحزب الليبرالي نقطة واحدة لتصل نسبة أصواته إلى 9%. واستطلع معهد كانتار-إمنيد آراء 1429 ناخباً في الفترة ما بين 25 و31 آذار/مارس 2021.
وبحسب نتائج الاستطلاع، لن يتمكن الائتلاف الحكومي الحالي في ألمانيا، المكون من الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي، من الحصول على غالبية الأصوات، لو أن الانتخابات جرت اليوم الأحد. اقرأ أيضاً: ميركل ترى أن الإجراءات الحالية لا تكفي لكسر الموجة الثالثة من كورونا
"قانون اتحادي للتعامل مع أزمة كورونا"
ويأتي انخفاض شعبية الاتحاد المسيحي، وسط موجة استياء من الإدارة الحكومية لأزمة كورونا، ولذلك دعا زيهوفر إلى قواعد موحدة في التعامل مع فيروس كورونا المستجد على مستوى ألمانيا عن طريق قانون اتحادي.
وقال زيهوفر في حديثه مع صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية: "هناك تطلع كبير بين المواطنين لقواعد موحدة. لذا اقتراحي هو وضع قواعد موحدة من خلال قانون اتحادي... هذا القانون يجب أن ينص بالتحديد على نوعية الخطوات التي يجب اتخاذها مع كل مستوى لمعدل حدوث العدوى بالفيروس- بدءاً من تشديد القواعد وصولاً إلى تخفيفها".
وبحسب تصريحات الوزير الألماني، من الممكن إقرار مثل هذا القانون في أقصر وقت ممكن، وقال أيضاً: "نظراً لأنه، مثل جميع القوانين الاتحادية، ستتم المصادقة عليه من خلال البرلمان الألماني (بوندستاغ) ومجلس الولايات (بوندسرات)، وبذلك يمكن إرساء أكبر قدر ممكن من الشرعية عليه، الأمر الذي دعت إليه المعارضة دائماً ... يبقى الآن أنه يتعين على الحكومة والولايات التعاون سوياً".
وكان متحدث باسم الحكومة صرح من قبل بأنه من أجل كسر موجة كورونا الثالثة أن يتم التفكير حالياً إذا ما كانت الحكومة ستضع معايير موحدة للحد من فيروس كورونا وكيفية القيام بذلك - إذا لم يكن إجراء الولايات كافياً.
م.ع.ح/خ.س (د ب أ، رويترز)
15 عاماً على دفة القيادة ـ محطات في مسيرة المستشارة ميركل
كأول امرأة في تاريخ بلادها تشغل أنغيلا ميركل منصب مستشارة ألمانيا منذ عام 2005. قادت أربع حكومات، وأدارت أزمات صعبة بحنكة سياسية وجدارة أبهرت العالم، وهي اليوم أشهر قادة العالم. محطات في مسيرة ميركل السياسية.
"تلميذة كول"
كان المستشار الألماني الأسبق، هيلموت كول، يطلق على أنغيلا ميركل، لقب "تلميذة". لم تخرج ميركل من عباءته إلا بعد فترة طويلة في عام 2001، عندما كان الحزب المسيحي الديمقراطي CDU في المعارضة، وكانت ميركل زعيمة الحزب، غير أن فرصتها الكبيرة لم تأت إلا عام 2005.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Altwein
بداية متعثرة
بفارق ضئيل فاز الاتحاد المسيحي الديموقراطي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU على الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بقيادة المستشار غيرهارد شرودر في انتخابات عام 2005. سجل الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة المرشحة لمنصب المستشارة، أنغيلا ميركل أسوأ نتيجة له منذ عام 1949. هذه الظروف كانت لا تبدو جيدة في بداية مشوار أي مستشار جديد، لكن ميركل سرعان ما ثبتت أقدامها بين كبار الساسة.
صورة من: dpa
أول مستشارة في تاريخ ألمانيا
في نهاية المطاف، أتفق التحالف الاتحاد المسيحي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي تشكيل تحالف كبير. شرودر هنأ المستشارة الجديدة أنغيلا ميركل، التي تم انتخابها في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2005 من قبل البرلمان الألماني كأول مستشارة امرأة في تاريخ ألمانيا، وأصغر سياسية، والأولى من ألمانيا الشرقية سابقا، وأول عالمة فزياء في هذا المنصب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Reiss
الهيمنة على المشهد السياسي
تمكنت ميركل من الهيمنة على الساحة السياسة بسرعة. في قمة مجموعة الثماني في عام 2007، استقبلت رؤساء دول وحكومات أهم سبع دول صناعية وروسيا في منتجع هيليغيندام على بحر البلطيق، ومازحت الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش (إلى اليسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من الناحية الجيوسياسية، فقد كانت أجواء عالم السياسية في هذه الفترة أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
صورة من: AP
لعبة الألوان والسياسة
مظهر وأزياء المستشارة، ملفتة للنظر أيضاً، فهي دائما ما تطل بسترات ذات ألون معينة وعادة ما يظل لون البناطيل التي ترتديها غامق اللون، وما يتغير هو لون السترة فقط. بسبب تغير الألوان هذا، يعتقد الخبراء أنهم يستطيعون معرفة الحالة المزاجية للمستشارة أو الرسالة التي تحاول نقلها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
الأكثر شعبية داخل الاتحاد الأوروبي
في بداية الأزمة المالية، صعدت شعبية ميركل بسرعة وتحولت إلى رقم واحد بلا منازع في الاتحاد الأوروبي. هنا في خريف عام 2008، تظهر ميركل بابتسامة لطيفة أمام اثنين من مفتولي العضلات على المسرح الأوروبي، الرئيس الفرنسي آنذاك، نيكولا ساركوزي (في المقدمة) ورئيس الوزراء الإيطالي في ذلك الحين، سيلفيو برلسكوني.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Cerles
التعامل مع الأزمة المالية
عندما ازدادت ديون العديد من الدول الأوروبية، وأصبحت العملة الموحدة في خطر، وافقت ميركل على مساعدات مكثفة، لكنها في المقابل طالبت بإجراءات تقشفية في البلدان المعنية، ما أثار نقمة على ميركل هناك أعاد الذكريات المرة، خاصة في اليونان، حيث قارنت الصحف اليونانية تعاملها بالاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Panagiotou
منبر الشعب
هي متحدثة متمكنة، حب الظهور لا يعنيها كثيراً، غالباً ما تبدو صلبة، وحازمة في سياستها، لكن أسلوبها الرصين والواقعي والمتواضع يروق للكثيرين، وإلا لما كانت ستستطيع أن تدير الأمور في بلادها كل هذه السنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
"ماما ميركل"
في مرحلة ما اطلق عليها لقب "ماما ميركل". وطبعا ليس المقصود الأم بل أم الأمة، إنه نوع من السخرية أو المحبة وهو تقليد قديم. إذ لم يعد هذا الوصف يستخدم من قبل الصغار اليوم. الأم تعطي الاهتمام والعناية، ما يبدد الخوف. أما الجانب السلبي لهذا الوصف، هو أن الأطفال يبقون دائماً أطفالًا ولا يحب الجميع هذا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
"يمكننا فعل ذلك"
أكثر ما اشتهرت به أنغيلا ميركل، هو جملتها الشهيرة "يمكننا فعل ذلك"، التي قالتها إبان موجة اللاجئين.، عندما أبقت الحدود مفتوحة أمام اللاجئين والمهاجرين في عامي 2015 و2016. لذلك اعتبرها البعض بمثابة قديسة لكن البعض الآخر أنتقدها بشدة. الانقسام في تقييم سياستها تجاه اللاجئين ما يزال قائما حتى اليوم.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
"شخصية العام" 2015
في عام 2015 ، أطلقت مجلة "تايم" على ميركل لقب "شخصية العام" وحتى "مستشارة العالم الحر"، بسبب قدرتها على الإدارة في المواقف الصعبة، بدءاً من تعاملها مع الأزمة المالية العالمية ومروراً بأزمة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Time Magazine
ملهمة النساء
ميركل هي أول امرأة في المستشارية، لكنها لم تجعل من ذلك قضية سياسية كبرى لها، غير أنه بفضل دعمها كان لبعض النساء مسيرة مهنية بارزة في الحكومة الألمانية. من أبزر الأسماء النسائية البارزة في المشهد السياسي الحالي: أنغريت كرامب كارينباور (رئيسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي ووزيرة الدفاع)، و أورزولا فون دير لاين (رئيسة المفوضية الأوروبية)، وجوليا كلوكنر (وزيرة الزراعة).
صورة من: picture-alliance/M. Schreiber
المصلحة الوطنية
ميركل متحفظة ولا تظهر آراءها السياسية أو الشخصية بشأن رؤساء الدول والحكومات، وفي أغلب الأحيان تعبر عن آراء غامضة للغاية. هي تحرص في تعاملها على ما تقتضيه المصلحة الوطنية.
صورة من: picture-alliance/C. Hartmann
الغرور ليس من صفاتها
تعلم كم يبلغ ثمن لتر من الحليب!. حتى بعد سنوات من توليها منصب المستشارة، لم يغر ذلك شيئاً من أنغيلا ميركل. هنا في عام 2014 زارت أحد المحلات التجارية في برلين مع ضيفها المسؤول الصيني لي كه تشيانغ. لكنها شوهدت أيضا وهي تتسوق وحدها، كربة منزل.
صورة من: picture alliance/dpa/L.Schulze
سر حركة اليد المقبوضة
اشتهرت ميركل بحركة اليد المقبوضة، ولا أحد يعلم ما الذي تخفيه تلك الحركة. هي نفسها تقول إن الحركة تساعدها في الحفاظ على الجزء العلوي من جسمها مستقيماً ولا توجد رسالة أخرى من وراءها. على أي حال، استخدم الحزب المسيحي الديمقراطي حركة اليد على هذا الملصق الضخم خلال الحملة الانتخابية الألمانية لعام 2013 للتعبير عن الثقة والهدوء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Simon
حياة ميركل الخاصة
لا يُعرف سوى القليل عن حياة ميركل الخاصة. إنها لا تكشف الكثير عنها، وربما لا يهتم الناس بذلك. نعلم، على سبيل المثال، أن ميركل وزوجها يواخيم زاور، العالم الفيزيائي أيضاً (في الصورة) يقضيان كل سنة إجازة عيد الفصح في جزيرة إيشيا الإيطالية، لكن هذا لم يكن ممكنا هذا العام بسبب الجائحة.
صورة من: picture-alliance/ANSA/R. Olimpio
إدارة أزمة كورونا
لقد غير الوباء الكثير في ألمانيا، ليس فقط طقوس إجازة المستشارة. ولطالما تعرضت سياسة ميركل الجادة والموضوعية للانتقادات، لكن تعاملها مع الوباء قد سجل أيضاً أرقاماً قياسية جديدة في شعبيتها.
صورة من: Johanna Geron/Reuters
قرب الوداع
أعلنت ميركل قبل عامين عن عدم رغبتها الترشح لولاية خامسة في انتخابات خريف عام 2021، لكنها حتى ذلك الحين تريد البقاء في المنصب. في حالة استمرارها في المنصب، كانت ميركل ستقترب من الحكم لما يقرب من 16 عاماً وبمدة أقصر بقليل من هيلموت كول، صاحب الرقم القياسي السابق في المستشارية.