زيهوفر يعقد اجتماعا أخيرا مع ميركل وبعده يحسم مسألة استقالته
٢ يوليو ٢٠١٨
بعد إعلانه عرض استقالته من منصبه كوزير للداخلية بسبب خلافه مع المستشارة ميركل على خلفية أزمة الهجرة، زيهوفر يقول إنه سيتراجع عن تقديم استقالته إذا تراجع حزب ميركل عن موقفه بشأن سياسة الهجرة.
إعلان
قال رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري ووزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، إنه سيتراجع عن تقديم استقالته إذا تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تقوده المستشارة أنغيلا ميركل، عن موقفه بشأن الهجرة. وأكد زيهوفر، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين (الثاني من تموز/يوليو) في ميونيخ، أنه سيحاول في اجتماع أخير مع مع قيادة الحزب المسيحي الديمقراطي، بقيادة ميركل التوصل إلى تفاهم بين الحزبين.
من جانبها، قالت متحدثة باسم الحزب الديمقراطي المسيحي في برلين إن حزب المستشارة ميركل سيستأنف مداولاته بشأن قضية الهجرة صباح الاثنين.
سياسة اللجوء تهز عرش ميركل. ردود أفعال من اللاجئبن والألمان.
01:44
وكان زيهوفر قد أعلن في وقت سابق من يوم أمس الأحد أنه يعتزم الاستقالة من منصبه بسبب خلافه مع المستشارة ميركل على خلفية أزمة الهجرة، ما يثير شكوكا حول مستقبل الائتلاف الحكومي. وقالت مصادر مقربة من الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري لوكالة فرانس برس إن زيهوفر (68 عاما) أبدى نيته الاستقالة في اجتماع مغلق لحزبه في ميونيخ.
وينوي زيهوفر الاستقالة من رئاسة الحزب المسيحي الاجتماعي المشارك في الائتلاف الحكومي الهش، الذي تم التوصل إليه أواخر آذار/مارس بعد مفاوضات شاقة مع الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي. وأشار أحد المصادر إلى أن زيهوفر "يريد الاستقالة من منصبه كوزير وكرئيس للحزب" لأنه يعتبر أنه "لا يحظى بالدعم" اللازم. وأوضحت المصادر أن مقربين من زيهوفر داخل الحزب يحاولون إقناعه بالعودة عن قراره الاستقالة من منصبه. وفي حال حصول الاستقالة لم يتضح ما سيكون وقعها على مستقبل الحكومة الألمانية.
والسؤال المطروح هو ما إذا كان الحزب المسيحي الاجتماعي ينوي البقاء ضمن الائتلاف الحاكم بعد استقالة زيهوفر أو الخروج منه، وإذا حدث ذلك فستعاني حكومة المستشارة ميركل من فقدان الأغلبية في البرلمان وإغراق البلاد في أزمة سياسية كبرى. وقد يلجأ الحزب البافاري، الذي يواجه قريبا حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي في انتخابات محلية، إلى استبدال زيهوفر الذي تدهورت علاقاته بالمستشارة، بشخصية قادرة على التفاوض مع ميركل من أجل التوصل إلى تسوية في ملف الهجرة.
والنزاع يتعلق بكيفية التصدي لتدفق المهاجرين المسجلين في دول أخرى من الاتحاد الأوروبي إلى ألمانيا. ويريد زيهوفر إعادة طالبي اللجوء المسجلين في دول أخىر من على الحدود، وهو ما ترفضه ميركل خشية "تمدده" إلى كل الدول الأوروبية.
ونالت المستشارة ميركل دعم شخصيات بارزة في الحزب الديمقراطي المسيحي، فقد حذر رئيس الوزراء في ولاية هيسن فولكر بوفيير من أنه سيكون من "غير المستحسن اتخاذ إجراءات وطنية بدون التشاور مع (الشركاء الأوروبيين) الآخرين".
ز.أ.ب/ف.ي (د ب أ، أ ف ب)
ميركل وزيهوفر .. قصة خلاف معلن!
الخلاف قائم بين المستشارة أنغيلا ميركل ووزير الداخلية هورست زيهوفر منذ سنوات إلا ان الخلاف تفاقم بينهما مؤخراً. لقطات مصورة تبرز أهم مواقف الخلاف بينهما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
صفعة في وجه ميركل
الصدام بين الحليفين حصل لأول مرة خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي في نوفمبر 2015، فبعدما شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمام المندوبين على رفضها وضع حدٍ أقصى لعدد اللاجئين، إعتلى زيهوفر المنصة ليطالب بتقنين عدد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا. واضطرت المستشارة ميركل إلى الوقوف بجانبه طيلة 13 دقيقة وقد عيل صبرها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
سحر البداية
ساد الإنسجام بالفعل بين الشريكين، في كانون الثاني/ ديسمبر 2013 ـ قبل أزمة اللجوء . في الصورة رؤساء الأحزاب زيغمار غابرييل (الحزب الاشتراكي الديمقراطي ) وأنغيلا ميركل ( الحزب المسيحي الديمقراطي) وهورست زيهوفر ( الحزب المسيحي الاجتماعي) يمسكون باتفاقية التحالف الموقعة لتشكيل ائتلاف حكومي كبير. وللمرة الثالثة يحكم ألمانيا تحالف من الأحزاب الثلاثة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
"سننجح في إتمام المهمة"
في نهاية أغسطس 2015، أثناء المؤتمر الصحفي الاتحادي تشرح ميركل جملتها التي طبعت فترة حكمها أكثر من أي تصريح آخر: "سننجح في ذلك". وقالت أمام الصحفيين بأن هذه الجملة كانت تحمل نبرة تشجيع واعتراف. وأن يستوعب زيهوفر ذلك بشكل مختلف، فهذا لا يُعتبر سرا. وسيعرض هذا الأخير قريبا مخططاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
يظهر مستعدا للمقارعة
خلال اجتماع الحزب المسيحي الاجتماعي في يناير 2016 طالب زيهوفر لأول مرة بتحديد عدد المهاجرين. وبوسع ألمانيا استقبال 200.000 لاجئ كأعلى سقف سنويا. وهذه المبادرة من قبل رئيس وزراء بافاريا السابق فاجأت ميركل. وبعدها بقليل هددت الحكومة البافارية برفع دعوى أمام محكمة الدستور الاتحادية ضد سياسة اللجوء التي تنهجها ميركل.
صورة من: Imago/L. Barth
قرع الكؤوس تيمنا بمستقبل مشترك
بمشاعر التشكيك يراقب ميركل وزيهوفر بعضهما البعض. ورغم جميع الخلافات هما يدركان تبعية بعضهما لبعض ويتقاربان مجددا بصعوبة. وفي مايو 2017 يقومان معا بحملة انتخابية داخل خيمة بيرة بافارية. إلا أن ميركل تبدو غير مقتنعة بالمبادرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
انسجام مفتعل
من خيمة البيرة إلى قاعة المؤتمرات. في ديسمبر 2017 تظهر خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي صورة مختلفة عن الخلاف في 2015. زيهوفر وميركل والخصام بسبب اللاجئين يبدو وكأنه انتهى. لكن وراء الواجهة يستمر الغليان.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Gebert
في الطريق إلى محادثات تشكيل ائتلاف حكومي
مشاهد الوئام أتت بثمارها. ميركل وزيهوفر يستعدان في نهاية أكتوبر 2017 بعد الفوز بالانتخابات التشريعية لخوض محادثات تشكيل تحالف. لكنهما لا يظهران كفريق واحد في المقر الرئيسي للحزب المسيحي الديمقراطي في برلين. ولا عجب في ذلك. وانصب النقاش على سياسة اللجوء للاتحاد المسيحي بالنظر إلى تحديد سقف أعلى.
صورة من: Imago/Ipon
حكومة جديدة، فرصة جديدة
ميركل وزيهوفر أثناء تسلم المناصب. الرئيس فرانك فالتر شتاينماير يكلف في قصر "بيلفو" وزراء الحكومة الجديدة. وبالنسبة إلى الخصمين من الحزبين المتحالفين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي تلوح في الأفق فرصة بداية جديدة.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
هو يلسع وهي تسكت
بصفته وزيراً للداخلية انتقل زيهوفر من ميونيخ إلى برلين. منصبه كرئيس وزراء تولاه ماركوس زودر. ومقابل ذلك ينغص زيهوفر في العاصمة ضد سياسة ميركل حتى ولو كان ذلك أخف من السابق. ويظهر خلاف جديد لاسيما فيما يخص القوانين الجديدة الخاصة بلم الشمل العائلي للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
مشاكس ميركل
زيهوفر يؤجل عرض "مخططه الشامل حول الهجرة" بسبب خلافات مع المستشارة. وفي الوقت الذي دعت فيه المستشارة لقمة الاندماج، التقى الزعيم البافاري مع المستشار النمساوي سباستيان كورتس الذي يشعر بأنه مقرب منه سياسيا. صدام جديد مع المستشارة. والكتل الحزبية للاتحاد المسيحي تعقد اجتماعات منفصلة.