أزمة اللجوء.. وزير الداخلية الألماني يواصل ضغوطه على ميركل
٢٣ يونيو ٢٠١٨
فيما يستمر الشد والجذب بين الحزبين المحافظين الحليفين بشأن إجراءات طرد اللاجئين على الحدود، وفق رغبة وزير الداخلية زيهوفر، عبر نائب المستشارة ميركل ووزير المالية شولتس عن رفضه لفكرة إجراء انتخابات مبكرة في البلاد.
إعلان
واصل هورست زيهوفر، وزير الداخلية الألماني، ضغوطه على المستشارة انغيلا ميركل، في الخلاف بينهما حول طرد اللاجئين الذين تم تسجيل طلب لجوئهم في دولة أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي، من عند الحدود الألمانية.
وفي تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، قال زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري إن مبدأ صلاحية مستشار ألمانيا في إصدار تعليمات لأعضاء الحكومة لن يردعه عن طرد هؤلاء اللاجئين من عند الحدود الألمانية، وقال " لن نقبل بهذا".
وانتقد زيهوفر ما اعتبره تهويلا من جانب مكتب المستشارية لهذا الإجراء قائلا:" لقد جعلوا من البعوضة، فيلا، ومن بين أشد الأمور غير المألوفة هي أن يتم تهديد زعيم الحزب البافاري الشريك في الائتلاف، بممارسة المستشارة لصلاحياتها الدستورية في إصدار تعليمات لأعضاء الحكومة".
وأعلن زيهوفر أنه "إذا لم تقدم قمة الاتحاد الأوروبي حلولا فعالة، فإنه سيتم طرد المهاجرين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى تابعة للتكتل". وأضاف أنه لن يغير موقفه وقال إن هذه الإجراءات تتعلق " بالقدرة على الطرد بفعالية وتشمل هذه الإجراءات من وجهة نظري، فرض رقابة مؤقتة ورقابة عند الحاجة على معابر الحدود الأخرى بخلاف الرقابة الثابتة عند ثلاثة معابر في بافاريا".
من جانبه، حذر أولاف شولتس، وزير المالية الألماني ونائب المستشارة انغيلا ميركل، من أن الخلاف بين طرفي تحالف ميركل المسيحي، حول سياسة اللجوء، من شأنه أن يضر بالبلاد. ففي مقابلة مع صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة اليوم السبت أعرب نائب زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن رفضه لتكهنات بشأن إجراء انتخابات جديدة في ظل خلاف محتدم لا يبدو له مخرج بين ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي ووزير داخليتها هورست زيهوفر زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، حول طرد اللاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة تابعة للاتحاد الأوروبي، من عند الحدود الألمانية.
وقال شولتس:" لقد تلقينا من الناخب تفويضا بأن ندفع البلاد قدما، ومعاهدة الائتلاف تمثل أساسا جيدا لعمل الحكومة، ونحن متمسكون بذلك". في الوقت نفسه، دعا شولتس، التحالف المسيحي، إلى إنهاء صراعها الدائم ". فهذا النزاع الدائم بين حزب ميركل والحزب البافاري، يضر ببلادنا ولا يسعني إلا أن أتمنى أن يجد الطرفان مخرجا سريعا".
ومنحت قيادة الحزب البافاري، ميركل، مهلة حتى نهاية الشهر، للتوصل إلى الحل الذي تفضله على المستوى الأوروبي، وإلا فإن زيهوفر وبوصفه وزيرا للداخلية سيتصرف، رغما عن رغبة ميركل، في مسار وطني منفرد، ويأمر بطرد هؤلاء اللاجئين. ويمكن أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى انهيار التحالف المسيحي ومن ثم إلى انهيار الائتلاف الحاكم.
ح.ع.ح/ه.د(د.ب.أ)
ميركل وزيهوفر .. قصة خلاف معلن!
الخلاف قائم بين المستشارة أنغيلا ميركل ووزير الداخلية هورست زيهوفر منذ سنوات إلا ان الخلاف تفاقم بينهما مؤخراً. لقطات مصورة تبرز أهم مواقف الخلاف بينهما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
صفعة في وجه ميركل
الصدام بين الحليفين حصل لأول مرة خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي في نوفمبر 2015، فبعدما شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمام المندوبين على رفضها وضع حدٍ أقصى لعدد اللاجئين، إعتلى زيهوفر المنصة ليطالب بتقنين عدد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا. واضطرت المستشارة ميركل إلى الوقوف بجانبه طيلة 13 دقيقة وقد عيل صبرها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
سحر البداية
ساد الإنسجام بالفعل بين الشريكين، في كانون الثاني/ ديسمبر 2013 ـ قبل أزمة اللجوء . في الصورة رؤساء الأحزاب زيغمار غابرييل (الحزب الاشتراكي الديمقراطي ) وأنغيلا ميركل ( الحزب المسيحي الديمقراطي) وهورست زيهوفر ( الحزب المسيحي الاجتماعي) يمسكون باتفاقية التحالف الموقعة لتشكيل ائتلاف حكومي كبير. وللمرة الثالثة يحكم ألمانيا تحالف من الأحزاب الثلاثة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
"سننجح في إتمام المهمة"
في نهاية أغسطس 2015، أثناء المؤتمر الصحفي الاتحادي تشرح ميركل جملتها التي طبعت فترة حكمها أكثر من أي تصريح آخر: "سننجح في ذلك". وقالت أمام الصحفيين بأن هذه الجملة كانت تحمل نبرة تشجيع واعتراف. وأن يستوعب زيهوفر ذلك بشكل مختلف، فهذا لا يُعتبر سرا. وسيعرض هذا الأخير قريبا مخططاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
يظهر مستعدا للمقارعة
خلال اجتماع الحزب المسيحي الاجتماعي في يناير 2016 طالب زيهوفر لأول مرة بتحديد عدد المهاجرين. وبوسع ألمانيا استقبال 200.000 لاجئ كأعلى سقف سنويا. وهذه المبادرة من قبل رئيس وزراء بافاريا السابق فاجأت ميركل. وبعدها بقليل هددت الحكومة البافارية برفع دعوى أمام محكمة الدستور الاتحادية ضد سياسة اللجوء التي تنهجها ميركل.
صورة من: Imago/L. Barth
قرع الكؤوس تيمنا بمستقبل مشترك
بمشاعر التشكيك يراقب ميركل وزيهوفر بعضهما البعض. ورغم جميع الخلافات هما يدركان تبعية بعضهما لبعض ويتقاربان مجددا بصعوبة. وفي مايو 2017 يقومان معا بحملة انتخابية داخل خيمة بيرة بافارية. إلا أن ميركل تبدو غير مقتنعة بالمبادرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
انسجام مفتعل
من خيمة البيرة إلى قاعة المؤتمرات. في ديسمبر 2017 تظهر خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي صورة مختلفة عن الخلاف في 2015. زيهوفر وميركل والخصام بسبب اللاجئين يبدو وكأنه انتهى. لكن وراء الواجهة يستمر الغليان.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Gebert
في الطريق إلى محادثات تشكيل ائتلاف حكومي
مشاهد الوئام أتت بثمارها. ميركل وزيهوفر يستعدان في نهاية أكتوبر 2017 بعد الفوز بالانتخابات التشريعية لخوض محادثات تشكيل تحالف. لكنهما لا يظهران كفريق واحد في المقر الرئيسي للحزب المسيحي الديمقراطي في برلين. ولا عجب في ذلك. وانصب النقاش على سياسة اللجوء للاتحاد المسيحي بالنظر إلى تحديد سقف أعلى.
صورة من: Imago/Ipon
حكومة جديدة، فرصة جديدة
ميركل وزيهوفر أثناء تسلم المناصب. الرئيس فرانك فالتر شتاينماير يكلف في قصر "بيلفو" وزراء الحكومة الجديدة. وبالنسبة إلى الخصمين من الحزبين المتحالفين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي تلوح في الأفق فرصة بداية جديدة.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
هو يلسع وهي تسكت
بصفته وزيراً للداخلية انتقل زيهوفر من ميونيخ إلى برلين. منصبه كرئيس وزراء تولاه ماركوس زودر. ومقابل ذلك ينغص زيهوفر في العاصمة ضد سياسة ميركل حتى ولو كان ذلك أخف من السابق. ويظهر خلاف جديد لاسيما فيما يخص القوانين الجديدة الخاصة بلم الشمل العائلي للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
مشاكس ميركل
زيهوفر يؤجل عرض "مخططه الشامل حول الهجرة" بسبب خلافات مع المستشارة. وفي الوقت الذي دعت فيه المستشارة لقمة الاندماج، التقى الزعيم البافاري مع المستشار النمساوي سباستيان كورتس الذي يشعر بأنه مقرب منه سياسيا. صدام جديد مع المستشارة. والكتل الحزبية للاتحاد المسيحي تعقد اجتماعات منفصلة.