سائق عربي لمترو برليني يروي مشاهد مثيرة من ليلة سقوط الجدار
٣ أكتوبر ٢٠١٧
إنه اشبه بـ"يوم قيامة"يقول سائق المترو البرليني، التونسي عم فاضل، وهو يروي لـ DW عربية في يوم الوحدة الألمانية، كيف عاش بقمرة قيادة المترو ليلة سقوط جدار برلين الذي مهد لقيام الوحدة.
إعلان
التونسي فاضل غربي .. شاهد عيان على سقوط جدار برلين
01:01
"أنا أعشق عملي هذا كسائق مترو - يقولها بالألمانية: شتراسن بان- في مدينة برلين. إنكم لا تتصورون الفرحة التي تغمرني حينما أقود المترو الذي يجر عديد القاطرات." كلمات كان يرددها العم الفاضل سائق المترو البرليني على مسمعنا ونحن نجلس في قمرة القيادة بجانبه. العم فاضل جاء إلى برلين قبل ما يزيد عن 3 عقود من الزمن إلى برلين. وعقب مرحلة تكوينية دامت 3 سنوات في شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان" أضحى العم فاضل الخمسيني في العمر سائقا لمترو المدينة في الجهة الغربية من الحاضرة البرلينية، وعقب سقوط جدار برلين بات يتنقل بقطاره بين الأحياء الشرقية النائية.
"لقد كان حدث سقوط جدار برلين الذي جاء هكذا صدفة حدثا كبيرا جدا.. لن أنسى ذلك اليوم العظيم الذي احتشد فيه مئات الآلاف من المسافرين القادمين من كل حدب وصوب في محطات المترو." ويضيف قائلا بأن ذلك اليوم يذكره "بيوم القيامة"، ناهيك عن الفوضى العارمة التي سادت محطات المترو. لقد كانت بالنسبة له تحديا كبيرا إذ انه لم يعرف في حياته مثل هذه الأيام.
كان العم فاضل يصف لنا ذلك اليوم المميز بالنسبة له وفي تاريخ ألمانيا الحديث بدقة كبيرة وكأنه لم يمر على ذلك اليوم سوى أياما معدودات، ثم مضى يتحدث عن الأجواء الاحتفالية التي شهدتها محطات المترو وداخل عربات القطارات التي كان يقودها:"لقد كان مسافرو المترو في أجواء احتفالية. لقد كانوا يغنون ويرقصون ويحتضنون بعضهم بعضا فرحين بسقوط جدار برلين الذي قسم المدينة إلى شطرين".
ويواصل العم فاضل حديثه عن تضاعف عدد المسافرين ما يزيد عن 6 مرات، إثر سقوط جدار برلين، قائلا:" بازدياد المسافرين المهول في شبكة نقل المترو ازدادت مسؤوليتنا كي لا تقع حوادث أليمة. حمدا لله مرت تلك الليلة بدون حدوث أي مكروه."
بعد أن كان العم فاضل قد علم، عبر اللاسلكي وهو في قمرة القيادة، بسقوط جدار برلين واستعداده لأفواج من المسافرين القادمين من الشق الشرقي من المدينة.
بينما كنا يقص علينا تلك الأجواء التاريخية وإذ بالقطار يدخل محطة "كزوند بروزنن" ليقف هنيهة ثم مد يده إلى مكبر للصوت لينبه المارة على استعداد القطار في السير مجددا محدقا في شاشة داخل الغمرة يرى من خلالها كل ما يجد على طول قاطرات المترو. ثم إنطلق رويدا رويدا متجها نحو المحطة الموالية.
شكري الشابي - برلين
يوم المسجد المفتوح في ألمانيا... فعاليات للتعريف بالإسلام
في يوم الوحدة الألمانية المصادف الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، تفتح المساجد في ألمانيا أبوابها فيما يعرف بـ"يوم المسجد المفتوح"، في خطوة تهدف لتعريف الزوار بالإسلام عن كثب من خلال إقامة العديد من النشاطات.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
منذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا". وفي هذه السنة يتوقع أن يبلغ عدد زوار المساجد 100 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
الجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ولعقد اللقاءات والندوات أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/Paul Zinken
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد المركزي في مدينة دويسبورغ هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في العام الماضي وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
أبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.
صورة من: picture-alliance/dpa
يحصل الناس أحياناً على بعض الهدايا الرمزية في هذا اليوم، كالصبي الصغير الذي يظهر في الصورة، والذي حصل على مَسبَحة في يوم المسجد المفتوح في منطقة بونامس بفرانكفورت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
ويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
وبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
مسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
وفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام.
هيلينا فايزه/ محي الدين حسين