سابقة في السويد .. سجن عجوز سويدية ارتكبت جرائم حرب في سوريا
١١ فبراير ٢٠٢٥
في 2015، قامت امرأة سويدية منضمة لـ"داعش" باحتجاز تسعة من الأقلية الإيزيدية بسوريا بينهم ستة أطفال وعاملتهم كسبايا وعبيد والآن أدانتها محكمة بستوكهولم بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب جسيمة.
صورة رمزية لنساء وأطفال من الأقلية الإيزيدية يفرون من شمال العراق بعد تقدم تنظيم "داعش" في المنطقة (أرشيف: 20/8/2014)صورة من: picture-alliance/Y. Akgul
إعلان
حكمت محكمة سويدية على امرأة بالسجن 12 سنة بتهمة الإبادة الجماعية في أول قضية من نوعها بشأن الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ضد الأقلية الايزيدية. وعادت السويدية لينا إسحاق (52 عاما) إلى السويد في 2020 وتقضي حاليا عقوبة بالسجن بسبب جرائم أخرى ارتكبتها في سوريا.
وقالت المحكمة في حكمها الصادر الثلاثاء (11 فبراير/شباط 2025): "الجرائم تشكل انتهاكا خطيرا للغاية، ليس فقط لحياة وسلامة أفراد بعينهم ولكن أيضا للقيم الإنسانية".
وسيطر تنظيم "داعش" على مساحات شاسعة من العراق وسوريا خلال الفترة من 2014 إلى 2017 قبل دحره في معاقله الأخيرة في سوريا في 2019. واضطهد التنظيم الإرهابي الإيزيديين، وهم أقلية دينية متجذرة بالمنطقة، فقتل أكثر من ثلاثة آلاف منهم واستعبد سبعة آلاف امرأة وفتاة إيزيدية وقام بتهجير معظم أفراد الطائفة التي يبلغ تعدادها 550 ألف نسمة من موطنهم الأصلي في شمال العراق.
وقالت المحكمة في حكمها بحق لينا إسحاق: إن جرائمها تستحق الحكم عليها بالسجن 16 عاما، لكن مع الأخذ في الاعتبار الحكم السابق، تقرر أن تكون العقوبة 12 عاما. وُضعت المرأة، وهي مواطنة سويدية، في السجن بعدما حُكم عليها بالسجن ست سنوات عام 2022 لأنها سمحت بتجنيد ابنها البالغ 12 عاما للقتال مع تنظيم الدولة الإسلامية.
لماذا يرفض المجتمع الإيزيدي أطفال المغتصبات من عناصر داعش؟
01:32
This browser does not support the video element.
وقالت المحكمة إن قضية الثلاثاء تتعلق بتسعة متضررين، ستة منهم كانوا أطفالا وقت حدوث الجرم. وأوضحت أن المرأة "احتجزتهم وعاملتهم كممتلكات لها من خلال احتجازهم سبايا وعبيدا لمدد تصل إلى خمسة أشهر" تم خلالها تقييد حركتهم، وأجبروا على القيام بالأعمال المنزلية وتم تصوير بعضهم لتسليمهم إلى آخرين. وقالت المحكمة "نظرا إلى أنها شاركت في نقل المتضررين، فهي مسؤولة أيضا عن جعل استمرار سجنهم واستعبادهم ممكنا". وأكدت المحكمة أن "نظام الاستعباد الشامل" كان أحد "العناصر الحاسمة" التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في "ارتكاب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب الجسيمة التي تعرض لها الايزيديون".
وعلى هذا النحو، قالت المحكمة "إن المرأة شاركت تنظيم داعش في نية تدمير مجموعة دينية". وانضم نحو 300 سويدي أو مقيم في السويد، ربعهم من النساء، إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، معظمهم في عامَي 2013 و2014، وفقا لجهاز الاستخبارات السويدي (سابو).
وقال محامي المرأة السويدية لرويترز إن لينا إسحاق تنفي الاتهامات وستدرس الاستئناف.
ف.ي/ص.ش (ا.ف.ب، رويترز)
محنة الأقلية الأيزيدية في العراق ـ في صور
تسكن الأقلية الإيزيدية بالعراق وسوريا، ولعدة قرون تعرضت للاستهداف بسبب معتقداتها الدينية. أكبرها كان عام 2014، حين هاجمت "الدولة الإسلامية" القرى الإيزيدية في العراق، وارتكبت مجازر وُصفت بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: altreligion.about.com
تاريخ من الاضطهاد
على مدى مئات السنين، اضطُهدت الأقلية الإيزيدية بسبب بعض معتقداتها الدينية، حيث تجمع الإيزيدية بين الزرادشتية والمانوية والمسيحية والإسلام. على مدار التاريخ، تعرض الإيزيديون للقتل أو الإجبار على التحويل إلى دياناتٍ أخرى ووصل الحد إلى استعبادهم. ورغم أن الأقلية الإيزيدية، الناطقة باللغة الكردية، قد تعرضت للاضطهاد من قبل، خاصةً في العراق، إلا أن ما حدث عام 2014 كان بمثابة تحول مأساوي في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/D. Honl
إبادة جماعية
في عام 2014، شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كبيراً على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وسيطر التنظيم في وقتها على مساحات شاسعة من الأراضي، وعاث فسادً في مناطق مثل جبل سنجار، موطن أجداد الإيزيديين. قتل التنظيم في وقتها أكثر من 5000 شخص واختطف ما يصل إلى 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، والنساء، ووصفت الأمم المتحدة الحدث بأنه "إبادة جماعية".
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/Y. Akgul
العبودية والسبي
قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بـ"سبي" مئات الفتيات والنساء في أعقاب الاعتداء، وعرضوهن في ما يسمى "سوق النخاسة"، فباعوا النساء الإيزيديات واشتروهن كـ"سبايا"، وأنشأوا قاعدة بيانات لجميع النساء، بما في ذلك صور لهنّ، لتوثيق من اشتراهنّ ولضمان عدم هروبهن. وبينما تمكنت عشرات من النساء من الهرب والنجاة، ما زالت مئات آخريات في عداد المفقودات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Alleruzzo
المفقودون
ما زال الآف الرجال والنساء والأطفال من الإيزديين في عداد المفقودين. فيما يتهم البعض السلطات العراقية بأنها لم تقم بخطوات جدية للعثور على المفقودين، بعد عمليات تحرير الموصل في كانون الأول/ ديسمبر 2017. ويخشى الإيزيديون أن يبقى مصير ما يقارب 3000 إيزيدي مجهولًا إلى أجلٍ غير مسمى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/G. Romero
الشتات
في أعقاب هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد على الإيزيديين، فر العديد منهم إلى الدول المجاورة أو إلى أوروبا وخارجها. وبينما وجدت بعض الأسر ملجأ خارج بلدها، أُجبر آخرون على البقاء في مخيمات في كردستان العراق. تساعد الأمم المتحدة في إعادة بناء منازل الإيزيديين في موطن أجدادهم، لكن الكثيرين لازالوا يعتقدون بأن "داعش" يشكل تهديدًا على وجودهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Deop Photos/Y. Akgul