ساسة ألمان يردون بغضب على تهديدات القتل من اليمين المتطرف
٣ نوفمبر ٢٠١٩
عبر ساسة ألمان عن غضبهم وإدانتهم للتهديدات بالقتل التي تلقاها ساسة من حزب الخضر الألماني. وأكد الساسة على أن التهديدات هي هجوم على الديمقراطية والتعددية الثقافية. واتخذت الحكومة الألمانية إجراءات لمكافحة اليمين المتطرف.
إعلان
التهديدات بالقتل التي تلقاها البرلمانيان جيم أوزدمير وكلاوديا روث من حزب الخضر، أثارت اليوم الأحد (03 نوفمير/ تشرين الثاني) ردود فعل غاضبة من سياسيين رؤوا فيها اعتداء على الديمقراطية وحرية التعبير. إذ قال وزير الداخلية الاتحادي، هورست زيهوفر، في تصريحات لصيحفة "زوددويتشه تسايتونغ" ستنشرها في عددها غدا الاثنين "بشكل عام: يعاني مجتمعنا من قسوة إشكالية".
وأكد وزير داخلية بافاريا، يواخيم هرمان أن "كل شخص في البلاد له حق التعبير بحرية عن رأيه في الجدل السياسي والقيام بمهامه السياسة دون أن يكون معرضا للتهديد". وأوضح هرمان أن الدولة يجب أن تواجه محاولات التخويف الصادرة عن متطرفين بكل قوة.
وأعلنت رئيسة حزب الخضر، أنالينا بيربوك أنه يجب ألا يتعود المجتمع على تلك التهديدات اليومية وقالت: "يجب علينا الوقوف جميعا للدفاع عن دولة القانون والديمقراطية. وبكل قوة ضد الكراهية، لاسيما لأولئك الذين لا يتمتعون بأية حماية". أما زعيمة حزب اليسار، كاتيا كيبينغ فقد كتبت على تويتر: "تحيات تضامنية تجاوزا لجميع الحدود الحزبية مع جيم أوزدمير وكلاوديا روث وجميع من يواجهون التهديد في حياتهم اليومية".
وذكرت صحف مجموعة فونكه الإعلامية أن اسم أوزدمير هو أول اسم على قائمة موت، حسب ما جاء في رسالة الكترونية أرسلتها مجموعة يمينية متطرفة تُدعى "قسم الأسلحة النووية- ألمانيا" إلى مكتب النائب البرلماني ذي الأصول التركية، أوزدمير. أما نائبة رئيس البرلمان الألماني، كلاوديا روث فقد وضعوها في المرتبة الثانية في تلك القائمة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة يمينية متطرفة تحمل نفس الاسم. وأشارت الشرطة الجنائية الألمانية في جواب على استفسار من كتلة حزب اليسار من يوليو/ تموز 2018 أنه لا توجد أدلة ملموسة على أن "وحدة الأسلحة النووية" تنظيم إرهابي. وأضافت الشرطة أن "الخطر الصادر عن أعمال العنف اليمينية المتطرفة في ألمانيا يبقى حتى بعد الإعلان عن وجود فرع ألماني لوحدة الأسلحة النووية على مستوى مرتفع مجرد".
واتخذت الحكومة الألمانية قبل أيام حزمة إجراءات لملاحقة أعمال العنف من اليمين المتطرف ووسعت صلاحيات السلطات الأمنية وشددت إجراءات المراقبة على مضامين الانترنيت لمكافحة خطاب الكراهية والعنصرية. وهذا البرنامج يشمل أيضا حماية أفضل لسياسيين محليين عقب اغتيال رئيس الحكومة في كاسيل، فالتر لوبكه في يونيو/ حزيران الماضي من قبل يميني متطرف مشتبه به.
م.أ.م/ ع.ج (د ب أ)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.