ساسة وخبراء البيئة - نتائج قمة المناخ مخيبة للآمال
٢٠ ديسمبر ٢٠٠٩حذرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، من التقليل من شأن نتائج قمة الأمم المتحدة لحماية المناخ أو وصفها بالفاشلة. وقالت ميركل لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الصادرة اليوم الأحد إن القمة التي اختتمت أعمالها أمس السبت في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن "خطوة أولى نحو نظام عالمي جديد لحماية المناخ .. ليس أكثر ولا أقل".
وأضافت أن من يتحدث بشكل سيء عن القمة يعرقل عملية تطوير حماية المناخ بدلا من دفعها للأمام، مشيرة في الوقت نفسه إلى مسئولية ألمانيا في دعم حماية المناخ خلال مؤتمر مدينة بون المزمع عقده منتصف العام المقبل. ومن جانبه وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاتفاق "بأنه لا يمثل ربما كل ما نأمل فيه، لكن القرار الصادر عن مؤتمر الأطراف يشكل مرحلة أساسية" بعد أسبوعين من المفاوضات وقمة جمعت 130 رئيس دولة وحكومة وليلة من المناقشات الحامية.
"نتائج القمة انتكاسة"
ومن ناحية أخرى وصف وزير البيئة الألماني، نوربرت روتجين، نتائج قمة كوبنهاجن الدولية للمناخ بالانتكاسة وقال أمس السبت في كوبنهاجن معلقا على نتائج القمة "أردنا المزيد ولكن هذا ما استطعنا التوصل إليه". وأضاف روتجين، العضو بحزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي أن "ما حدث كان انتكاسة لمثل هذه الفرصة التاريخية و للحظة التي كان علينا فيها أن نترجم أقوالنا إلى أفعال". كما اتهم الوزير الألماني الصين بتبني موقف مضاد لإنجاح القمة.
وفي السياق نفسه أكد رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض ووزير البيئة الألماني السابق زيجمار جابريل أن قمة كوبنهاجن فشلت وقال على هامش مؤتمر محلي لحزبه في مدينة ماجدبورج أمس السبت "أرى أنها فضيحة أن يخاطر رؤساء الدول والحكومات بمستقبل أولادهم وأحفادهم". ورأى جابريل أن الدول الصناعية الكبرى والولايات المتحدة لم تفعل ما هو ضروري لحماية المناخ وقال "على الصعيد الدولي فإن ما أنجزه رؤساء دول وحكومات العالم يعد كارثة على المدى المتوسط.. علينا ألاّ نستسلم، لابد من مؤتمر آخر".
استياء العلماء الألمان
وفي الوقت نفسه أعرب علماء المناخ الألمان عن خيبة أملهم تجاه الاتفاق الغامض الذي تم التوصل إليه في قمة المناخ بكوبنهاجن وقالوا إن الاتفاق لن يساهم في منع ارتفاع درجة حرارة الأرض. وقال مجيب لطيف من معهد آي أف إم جيومار ليبنيز لعلم المحيطات في مدينة كييل الساحلية "بالطبع أنا محبط تماما بأنه لم يخرج شيء مهم من المؤتمر.. وفي الواقع إنه أقل كثيرا مما قد توقعه أحد في أسوأ الكوابيس".
وفي مؤسسة بارزة أخرى لعلم المحيطات وهي معهد ألفريد فيجنر في بريمرهافن، قال كبير علماء المناخ بيتر ليمكه "من دون وجود أي أهداف متفق عليها لتقليل الانبعاثات الغازية لا يستطيع أحد تقييد ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار يصل إلى درجتين مئويتين". وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن اتفاق كوبنهاجن لا يمكن أن يوقف ارتفاع درجة الحرارة. كما حث الاتحاد الأوروبي على السير قدما في طريقه قبل قمة المناخ التالية العام المقبل في المكسيك والالتزام بتقليل انبعاثاته الكربونية من 30 إلى 40 في المائة بحلول عام 2020 . وأضاف الخبير الألماني الذي شارك في إعداد تقرير المناخ العالمي إنه وجد أن نتيجة كوبنهاجن محبطة بشكل خاص لأن الحاجة إلى التحرك بشأن ارتفاع درجة حرارة الأرض قد ثبتت بالفعل من الناحية العلمية.
(ط. أ /د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: هشام العدم