إطفاء الأضواء بأشهر المواقع في العالم في "ساعة الأرض"
٢٨ مارس ٢٠٢١
في خطوة تهدف إلى تقديم القدوة لحماية البيئة، شاركت مدن ومواقع شهيرة من أنحاء عديدة في العالم في تظاهرة "ساعة الأرض" الرمزية التي انطلقت من هونغ كونغ بإطفاء الأنوار. وفي ألمانيا كانت المشاركة قياسية.
إعلان
اطفأت مدن في العالم بأسره أنوارها لمدة ساعة مساء السبت (26 مارس/آذار) بمناسبة "ساعة الأرض" التي تهدف إلى تعبئة الصفوف في محاربة التغير المناخي والمحافظة على الطبيعة.
ومع انطلاق الحدث أطفئت الأنوار في ناطحات السحاب في المدن الآسيوية من سنغافورة إلى هونغ كونغ عند الساعة 20,30 بالتوقيت المحلي فضلا عن معالم شهيرة مثل دار سديني للأوبرا.
وكانت نيوزيلندا أول من اتخذ هذه الخطوة، حيث أُغلق برج سكاي تاور في أوكلاند ومبنى البرلمان في ولينغتون الأنوار الساعة 08.30 مساء (07.30 صباحا بتوقيت غرينتش).
بعدها غرق في العتمة، الكولسيوم في روما والساحة الحمراء في موسكو فضلا عن بوابة براندنبورغ في برلين وقصر ويستمنستر في لندن وكذلك الألواح المضيئة في بيكاديلي سيركس في العاصمة البريطانية أو برج إيفل.
وأطفئت أضواء مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وغردت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين على حسابها بموقع تويتر قائلة إن الإجراءات الصغيرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا "خاصة عندما يعمل العالم معًا".
وفقًا للصندوق العالمي لحماية الطبيعة، شاركت 575 مدينة وبلدية و 448 شركة في 716 موقعًا في ألمانيا - وهي مشاركة قياسية. ففي أنحاء مختلفة من ألمانيا، انطفأت الأنوار في العديد من قاعات البلديات والكنائس والآثار ومقار الشركات والملاعب. وبقيت مواقع عددية في الظلام مثل قلعة نويشفانشتاين وكاتدرائية كولونيا وفرانكفورت بولسكيرش، وكذلك المعالم الصناعية مثل منتزه دويسبورغ للمناظر الطبيعية وملاعب كرة القدم مثل الساحات في مونشنغلادباخ وشالكه، وفق تقرير لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
ومن بين المعالم الكثيرة التي شاركت في تظاهرة "ساعة الأرض"، كاتدرائية ساغرادا فاميليا من تصميم انتوني غاودي في برشلونة في شمال شرق إسبانيا وقصر شونبرون في فيينا. وقد أطفأت أنوارها بين الساعة 20.30 و21.3 بالتوقيت المحلي.
وقال لندساي هويل رئيس مجلس العموم في بريطانيا "إنه لأمر رائع أن يكون البرلمان مشاركا مجددا في ساعة الأرض لينضم إلى معالم أخرى في البلاد والعالم لزيادة الوعي بالتغير المناخي".
وتبعا لحركة الشمس، كانت المعالم في القارة الأمريكية التالية في إطفاء الأنوار من بينها المسلة في وسط بوينوس آيريس ومتحف الغد في ريو دي جانيرو مرورا ببرج "بي بي في ايه" في مكسيكو.
"ساعة الأرض" في زمن الجائحة
ويهدف إحياء "ساعة الأرض" وهي مبادرة من الصندوق العالمي لحماية الطبيعة إلى الدفع باتجاه تحرّك للتصدي للتغير المناخي ومراعاة البيئة.
ويعتقد خبراء أن الأنشطة البشرية على غرار تزايد إزالة الأشجار، وتدمير موائل الحيوانات والتغير المناخي ظواهر تفاقم زيادة الأمراض، ويحذّرون من أوبئة جديدة إن لم تتّخذ تدابير لمعالجة الأمر.
وقال ماركو لامبرتيني، المدير العام للصندوق العالمي لحماية الطبيعة، الجهة المنظمة للحدث "من تراجع الملقّحات، وتضاؤل الثروة السمكية في الأنهار والمحيطات، إلى قضم الغابات والخسارة المتزايدة للتنوع البيولوجي، تتزايد الأدلة على أن الطبيعة في سقوط حر"، معتبرا أن السبب في ذلك هو "طريقة عيشنا وإدارتنا لاقتصاداتنا".
وقال لامبرتيني إن "حماية الطبيعة مسؤولية أخلاقية ملقاة على عاتقنا، وخسارتها تفاقم ضعفنا إزاء الأوبئة، وتسرّع التغيّر المناخي وتهدد أمننا الغذائي".
وفي سنغافورة، شاهد المارة عند الواجهة البحرية إطفاء أنوار ناطحات السحاب فضلا عن منحوتات "غاردنز باي ذي باي" الشهيرة.
في هذا المتنزه، قال إيان تان البالغ 18 عاما لوكالة فرانس برس أن ساعة الأرض حدث "يتخطى مجرّد توفير الطاقة، إنه يذكرنا بتأثيرنا على البيئة". لكنه أعرب عن عدم اقتناعه بأن فاعليات "ساعة الأرض"، الحدث الذي ينظّم منذ العام 2007، تحدث تأثيرا كبيرا. وقال إن "ساعة واحدة لا تكفي لكي نتذكّر أن التغيّر المناخي هو مشكلة فعلية، لا أعتقد حقيقة أن (ساعة الأرض) تحدث تأثيرا كبيرا".
وفي هونغ كونغ خفتت أنوار ناطحات السحاب الكثيرة، وفي سيول أطفئت أنوار بوابة "نامدايمون" الشهيرة. كما وفي تايلاند، أجري عد عكسي في مركز "سنترال وورلد" التجاري وصولا إلى الساعة 20.30 أطفئت إثره الواجهة الزجاجية الخارجية لمدة ساعة، علما أن الأنوار داخل المركز التجاري بقيت مضاءة.
م.س/ و.ب ( أ ف ب، د ب أ)
أفكار معمارية صديقة للبيئة لمواجهة الحرارة
ترتفع درجات الحرارة في العالم، حيث يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل متزايد كل عام. ولكن هل يمكن للتصميم والهندسة المعمارية مساعدة الناس على التخفيف من حدة الحرارة المرتفعة ومحاربة مسببات الاحتباس الحراري؟
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv
مكيف الهواء هو المشكلة، وليس الحل
بالطبع لا شيء يضاهي متعة المشي في غرفة مكيفة الهواء بعد قضاء عدة ساعات في الحر. لكن الوكالة الدولية للطاقة (IEA) حددت استخدام مكيف الهواء كأحد المسببات الرئيسية لتزايد الطلب على الكهرباء، بما يعادل 10 في المائة من إجمالي استهلاك الكهرباء في العالم. وإذ ينطوي إنتاج كل تلك الطاقة الكهربائية بطريقة أو بأخرى على حرق الوقود الأحفوري.
صورة من: picture-alliance
"خطة غيديس" في تل أبيب
قبل تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948، تمت استشارة المخطط الحضري الاسكتلندي باتريك غيديس عام 1925 حول إمكانية وضع تصميم لمدينة تل أبيب يواجه آثار المناخ الصحراوي السائد إلى أدنى حد، حيث بنيت طرقها على شبكات لتوجيه نسيم البحر من البحر المتوسط إلى المدينة. وحتى يومنا هذا، يستفيد وسط هذه المدينة المليونية بشكل كبير من هذا التصميم.
صورة من: JACK GUEZ/AFP/Getty Images
باوهاوس: التصميم الألماني الرائع
استفادت المباني في تل أبيب أيضاً من مدرسة باوهاوس الألمانية للهندسة المعمارية والتصميم، والتي تشدد على كل من البراغماتية والجماليات. على سبيل المثال، أثبت ميل باوهاوس للأسقف المسطحة أنه مفيد أيضاً لعكس حرارة الشمس. ومع ظهور تكنولوجيا جديدة مثل ظهور الألواح الشمسية مع مرور الوقت، ظلت الأسقف المسطحة تحظى بشعبية في المراكز الحضرية في المناطق الحارة.
صورة من: DW/I. Rottscheidt
ساحات خضراء في برشلونة
إذا كانت الساحات توفر هواء أكثر برودة، فإن مدناً مثل باريس وبرشلونة قد اختارت طريقها الصحيح. بإنشاء المجمعات السكنية حول الأفنية العملاقة، حيث لا يستفيد السكان فقط من مناخ أكثر برودة، بل وأيضاً من العيش في محيط جميل. في الآونة الأخيرة، بدأت المدينة تغيير الطريقة التي توجه بها حركة المرور حول أكثر من 500 مبنى في محاولة للحد من انبعاثات الكربون.
صورة من: picture-alliance/DUMONT Bildarchiv/F. Heuer
الحماية من الفيضانات والحرارة
عرف سكان المناطق الساحلية المنخفضة منذ فترة طويلة أن بناء المنازل المرتفعة يوفر الحماية من الفيضانات، التي تعد من الآثار الجانبية المتفاقمة للاحتباس الحراري. كما تساعد هذه الطريقة في البناء على تبريد المنازل من الأسفل.
صورة من: Reuters/S. Nesius
بناء مدن مقاومة لتغير المناخ
يرتبط العدد المتزايد من الكوارث الطبيعية ارتباطاً مباشراً بتغير المناخ. عندما ضرب إعصار "هارفي" هيوستن بالولايات المتحدة في عام 2017، استفادت المدينة من التصميم الذكي لمنتزه "بوفالو بايو" الذي تبلغ مساحته 64 هكتاراً، والذي كان بمثابة سهل تحمل العبء الأكبر من الفيضان. مما حمى الحديقة التي لم تشهد أضراراً بالغة.
صورة من: Photo by Jim Olive, courtesy of Buffalo Bayou Partnership
مكافحة تغير المناخ والحرارة في الشرق الأوسط
في هذه الأيام، هناك مدن تنشأ بين عشية وضحاها في الشرق الأوسط، مما يوفر فرصاً جديدة لمعالجة آثار تغير المناخ منذ البداية. إلى جوار مطار أبو ظبي، هناك مدينة كاملة في الضواحي بنيت وصممت لتعمل بالطاقة المتجددة دون انبعاثات. قد تكون مدينة "مصدر" مدينة مثالية اليوم، لكنها قد تقدم في نفس الوقت مخططات لمشاريع مستقبلية مماثلة.
صورة من: Masdar
تصميم قديم من عمان
تصل درجة حرارة الشارع في حي مدينة "مصدر" بأبوظبي إلى 20 درجة مئوية، أي أنها أكثر برودة من الحرارة في الصحراء التي تحيط بها، حيث يعمل برج الرياح على تبريد الهواء من السماء ويدفعه إلى الأسفل لتشكيل نسيم بارد. غير أن هذه الفكرة قد أخذت من مدينة مسقط القديمة بسلطنة عمان، حيث صُممت المباني الطويلة لتوجيه الرياح إلى الشوارع الضيقة بطريقة مماثلة.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv
البماني القديمة
في حين أن المباني القديمة ساحرة، غير أنها غالباً قد بنيت بطريقة تزيد من آثار درجات الحرارة العالية إلى الحد الأقصى، مما يساهم عن غير قصد في ظاهرة الاحتباس الحراري. تضغط بعض الدول مثل المملكة المتحدة على تحديث هذه المنازل مع عزل محسّن في محاولة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 80 في المائة.
صورة من: Imago/Future Image
الإسمنت: مرحبا أو وداعاً؟
لتلبية احتياجات المناخ في المستقبل، يتعين على الناس تبني مواد بناء جديدة. قبل كل شيء، هناك دعوة لوقف الاستخدام الكبير للخرسانة أو الباطون والكربون الذي يطلقه. غير أن المباني الخرسانية الضخمة وخاصة الهياكل العملاقة التي تعود إلى ستينيات القرن الماضي، تعتبر أيضاً عوازل حرارية كبيرة. ببساطة: توقف عن استخدام الخرسانة، ولكن استفد إلى أقصى حد من الهياكل الخرسانية.
صورة من: DW/K. Langer
بيت المستقبل
إذا كنت ستقوم ببناء منزل في المستقبل القريب، فكر في ما يدعى "المنزل السلبي" (Passive house). يتضمن هذا التصميم ميزات تقلل الأثر السلبي على البيئة. فكر في نوافذ أصغر، أو مساحة للألواح الشمسية أو حدائق على السطح، حيث تتغذى النباتات من الأمطار المتساقطة وتعوض تغذيتها انبعاثات الكربون. سيرتان ساندرسن/ ريم ضوا.