وكشفت دراسة أمريكية حديثة أن شبه الجزيرة العربية شهدت هطول أمطار أكثر كثافة من المعدلات الحالية بخمس مرات قبل 400 عام، بحسب موقع ساي تيك ديلي SciTechDaily العلمي.
واعتمد فريق البحث على عينات من الرواسب مستخرجة من عمق يصل لحوالي ميل بحري من بركة مياه مالحة عميقة في خليج العقبة، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة ساينس أدفانسيس Science Advances العلمية. إذ تساعد الطبيعة الملحية لمياه البحر على الحفاظ على الرواسب بما يوفر سجلاً فريداً ودقيقاً لطبيعة هطول الأمطار في عصور سابقة.
وتوصلت الدراسة، التي أجراها باحثون من كلية روزنستيل للعلوم البحرية والجوية والأرض بجامعة ميامي الأمريكية، إلى أن الألفي عام الماضية كانت أكثر رطوبة بشكل ملحوظ. ويعني هذا أن مناخ شبه الجزيرة العربية ربما كان يشبه يوماً ما حقول السافانا، بما يمكن أن تحتوي عليه من نباتات وكائنات حية.
وجدير بالذكر، أُجريت الدراسة بالتعاون مع مشروع إنشاء مدينة نيوم NEOM شمال غرب السعودية على البحر الأحمر. وتعتبر شبه الجزيرة العربية ومنطقة الشرق الأوسط من أكثر الأجزاء المتأثرة بتغير المناخ، لعل من آثارها الفيضانات الكارثية التي ضربت أجزاء منها الشتاء الماضي.
ويقول أستاذ علوم الأرض البحرية بجامعة ميامي والمشرف على الدراسة، سام بوركيس: "بينما تستمر مشاريع التنمية الكبرى في إعادة تشكيل المشهد، فإن هذه النتائج تؤكد على الحاجة الماسة إلى تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ والاستعداد للكوارث لمعالجة التهديد المتزايد للأحداث الجوية المتطرفة في المنطقة".
د.ب.
أمطار غزيرة وفيضانات - مشاهد غير مسبوقة في تاريخ الإمارات العربية
غمرت الأمطار الغزيرة البلدان الخليجية، لدرجة تسببت في إغلاق مطار دبي الدولي لساعات، وتوقف الدراسة والعمل في مختلف المدن والمناطق.
صورة من: GIUSEPPE CACACE/AFP/Getty Images
أمطار غزيرة وفيضانات غير مسبوقة بالخليج!
توالت التساقطات المطرية الغزيرة لأيام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصلت إلى معدل 260 ملم في دبي يوم الثلاثاء (16 أبريل/ نيسان 2024)، أي ما يفوق أكثر من عامين من هطول الأمطار. مطار دبي الدولي صار خارج الخدمة لساعات. وغمرت المياه الطرق والمناطق السكنية. كما شهدت كل من البحرين وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية تساقط أمطار غزيرة.
صورة من: Rula Rouhana/REUTERS
"حدث مناخي تاريخي"
يحذر خبراء الأرصاد الجوية من عواصف شديدة مستقبلاً، وتعتبر مثل هذه التساقطات المطرية غير عادية بالنسبة للمنطقة الصحراوية الجافة، كما أن العديد من الطرق فيها لا تحتوي على شبكة صرف صحي تكفي لتصريف كميات الأمطار المتهاطلة. ووصفت وكالة أنباء الإمارات الرسمية الحدث يوم الثلاثاء بأنه "حدث مناخي تاريخي" "يتجاوز كل ما تم توثيقه منذ بدء تجميع البيانات عام 1949".
صورة من: Amr Alfiky/REUTERS
توقف التنقل والعمل!
في دبي، أُغلقت المدارس قبل بدء هطول الأمطار الغزيرة، فعمل العديد من الأشخاص في مختلف القطاعات من المنزل. كما كان التنقل عبر السيارات أو أي وسيلة نقل صعبا، بسبب كميات المياه الكبيرة التي كانت في الشوارع، ولم تتحملها صرافات المياه المعتادة.
صورة من: AHMED RAMAZAN/AFP/Getty Images
مناطق حيوية غمرتها المياه كاملة!
تأثرت المناطق التجارية والسكنية بشكل كبير في العاصمة الشهيرة في منطقة الخليج. دبي، حيث عادة ما تكون الحرارة والشمس الحارقة سبباً في فرار الناس إلى مراكز التسوق المكيفة، صارت مياه الأمطار في شوارعها تغمر السيارات وتمنع التنقل وسط الشوارع الرئيسية بسبب الأمطار الغزيرة.
صورة من: Jon Gambrell/AP/dpa/picture alliance
ظروف جوية خطيرة على السائقين!
غمرت المياه أجزاء من طريق الشيخ زايد، وهو طريق سريع رئيسي يمر عبر دبي. كانت السيارات تمر بمشقة بسبب كميات المياه الكثيرة، وفي رأس الخيمة، أقصى شمال البلاد، توفي رجل يبلغ من العمر 70 عاماً بعدما جرفت الفيضانات سيارته.
صورة من: Amr Alfiky/REUTERS
سحب كميات كبيرة من الماء لتفريغ الشوارع!
شاحنات صهاريج تسحب المياه من الشوارع التي غمرتها تهاطلات الأمطار في الشارقة. الفيضانات سببها ضغط منخفض قوي غير اعتيادي أدى إلى العديد من العواصف الرعدية الشديدة، وفقًا لجيف ماسترز، خبير الأرصاد الجوية في شركة Yale Climate Connections.
صورة من: AHMED RAMAZAN/AFP/Getty Images
مسافرون تقطعت بهم السبل!
العديد من الركاب في مطار دبي الدولي، ظلوا محبوسين مع أطقم الطائرات، إذ لم يكن من الممكن توفير رحلات طيران آمنة بسبب الأوضاع الجوية، وتم تحويل مسار مئات الرحلات الجوية. بول غريفيث، المدير الإداري للمطار، قال إنه "لا يتذكر أنه رأى مثل هذه الظروف المناخية على الإطلاق".
صورة من: -/AFP/Getty Images
طقس غريب على بيئة صحراوية
في عمان، قُتل ما لا يقل عن 19 شخصاً بسبب الأمطار الغزيرة، من بينهم 10 من أطفال مدارس.
ويحذر الخبراء من تزايد الظواهر الجوية غير المألوفة والخطيرة في الخليج. وقد كتبت صحيفة ذا ناشيونال ومقرها أبو ظبي في مقال افتتاحي، أن هطول الأمطار الغزيرة كان بمثابة تحذير لدول المنطقة "لحماية مستقبلها المناخي".