قررت السلطات الاتحادية في ألمانيا إرسال تعزيزات من الشرطة إلى ولاية ساكسونيا بشرق البلاد تحسبا لتجدد المواجهات مع اليمين المتطرف المعارض للهجرة والمهاجرين بعد قرار محكمة إدارية السماح لهم بالتظاهر.
إعلان
أعلنت السلطات الاتحادية الألمانية عن إرسال تعزيزات من الشرطة إلى ولاية ساكسونيا شرق البلاد خشية تجدد المواجهات مع اليمين المتطرف المعارض للهجرة خلال نهاية الأسبوع بعد أن اعتبرت محكمة إدارية في دريسدن قرار منع التجمعات في مدينة هايديناو مخالفا للقانون.
وباتت ألمانيا، التي تتوقع استقبال 800 ألف لاجئ، أي أربعة أضعاف العدد المسجل العام الماضي، الوجهة الأولى للمهاجرين في أوروبا التي تشهد أضخم تدفق للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. وترافق ذلك مع زيادة الأحداث العنصرية على خلفية رفض استقبال المهاجرين.
وفي مدينة هايديناو الصغيرة في سكسونيا وقعت صدامات بين الشرطة الألمانية وناشطين يمينيين متطرفين كانوا يحتجون على فتح مركز للاجئين الأسبوع الماضي. كما وجه المحتجون الشتائم للمستشارة انغلا ميركل.
وقالت ميركل اليوم الجمعة(28 آب/أغسطس 2015) إن السلطات الفدرالية وافقت عبر وزارة الداخلية على بحث سبل "تعزيز الشرطة هناك وستفعل كل ما هو ممكن للمساعدة".
اللاجئون أكبر تحد تواجهه ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية
ندد الرئيس الألماني غاوك والمستشارة ميركل بشدة بأعمال العنف الأخيرة ضد اللاجئين. وتوقعت أوساط حكومية أن يصل عدد اللاجئين 800 ألف شخص هذا العام، وهو الأكبر في تاريخ ألمانيا الحديث. رغم ذلك تحاول ألمانيا مواجهة هذا التحدي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Ujvari
أكدت المستشارة أنغيلا ميركل أنه لن يكون هناك تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين في ألمانيا، وذلك عقب زيارتها لمركز إيواء اللاجئين في مدينة هايدناو بولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا، والذي شهد لعمال شغب قبل أيام من اليمين المتطرف.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
قوبلت زيارة المستشارة ميركل بصيحات استهجان ومظاهرة ضدها وضد اللاجئين في هايدناو. ورفعت إحدى المتظاهرات لوحة كتبت عليها "خائنة الشعب" موجهة اتهامها للمستشارة ميركل، فيما أصيب العديد من رجال الشرطة في المواجهات وأعمال الشغب في المدينة من قبل اليمين المتطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
وزار الرئيس الألماني يواخيم غاوك مركزا آخر لإيواء اللاجئين في برلين. وامتدح غاوك المتطوعين من أجل خدمة اللاجئين قائلا: المتطوعون يريدون إظهار أن هناك ألمانيا براقة تتجلى بسطوع في مواجهة ألمانيا المظلمة، التي نشعر بها عندما نسمع عن هجمات على نزل للاجئين أو حملات معادية للأجانب".
صورة من: Reuters/S. Loos
مئات اللاجئين الجدد في انتظار تقديم طلبات اللجوء في أحد مراكز استقبال اللاجئين الجدد في ألمانيا. وتواجه ألمانيا حاليا أكبر موجة لاجئين في تاريخها الحديث، وتوقعت أوساط رسمية ألمانية أن يصل عدد اللاجئين هذا العام إلى 800 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
العدد الكبير المتزايد للاجئين بدأ يشكل تحديا كبيرا أمام الألمان. وبدأت بعض المدن الألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء مؤقتة للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
اليمين المتطرف استغل مخاوف بعض الناس من تزايد عدد اللاجئين وبدأ ينظم نفسه في مظاهرات واحتجاجات ضد اللاجئين. فيما ازدادت في الأشهر الأخيرة الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين وحرقها في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ZB/N. Bachmann
حذرت منظمات غير حكومية ألمانية من تنامي عنف اليمين المتطرف وتزايد أعمال العنف والكراهية ضد اللاجئين في العامين الأخيرين، وأشارت الأرقام الرسمية إلى تزايد كبير في هذه الأعمال. فيما دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لوقف نشر مشاركات مستخدميه ذات المحتويات اليمينية المتطرفة والمليئة بالكراهية والعداء.
أغلب السياسيين الألمان نددوا بأعمال العنف ضد اللاجئين. فيما وصف نائب المستشارة ميركل، زيغمار غابريل، المعتدين بـ"الأوغاد". ومنذ ذلك الحين يتعرض المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتزعمه غابريل، لاعتداءات عنصرية.
صورة من: DW/R. Fuchs
تضامن الآلاف من الألمان مع اللاجئين في محنتهم، وتظاهر العديد منهم مرحبين باللاجئين ومنددين بالمظاهرات المضادة التي وصفوها "بالعنصرية". بالإضافة إلى ذلك يعمل آلاف الألمان كمتطوعين دون مقابل مالي في خدمة اللاجئين وفي مختلف المدن.
صورة من: imago/C. Ditsch
نجحت مبادرات ألمانية في كسب الكثير من الشباب اللاجئين إلى سوق التدريب المهني والعمل. فيما يطالب قانون الدراسة الألماني جميع الأطفال تحت سن 16 بالدراسة في المدارس الألمانية إلزاميا ومجانا.
صورة من: DW/C. Röder
لكن أغلب اللاجئين الراغبين في القدوم إلى ألمانيا لا يعرفون تفاصيل أزمة اللجوء في ألمانيا، وأكثر ما يهمهم هو النجاة بحياتهم وعبور البحار والدول وصولا إلى مكان آمن يستقبلهم، كما هو حال هؤلاء اللاجئين بالقرب من جزيرة كوس اليونانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Palacios
لاجئون يدخلون حدود الاتحاد الأوروبي عابرين من صربيا إلى المجر. رغم كل الصعوبات والمشاكل تبقى ألمانيا من أفضل البلدان في الاتحاد الأوروبي في التعامل مع العدد الكبير من اللاجئين. وقد سهلت السلطات الألمانية إجراءات قبول اللاجئين السوريين والعراقيين، فيما تحاول حكومات بعض الدول الأوروبية، كالمجر، وضع الجيش في مواجهة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Ujvari
12 صورة1 | 12
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية عن نشر تعزيزات في المنطقة خلال نهاية الأسبوع من دون تقديم أرقام.
في غضون ذلك، ألغى القضاء الألماني ظهر اليوم الجمعة قرار سلطات هايديناو بمنع التجمعات والتظاهرات من بعد ظهر الجمعة إلى صباح الاثنين القادم.
واعتبرت المحكمة الإدارية في دريسدن قرار حظر التظاهر "غير قانوني". ورفضت الحجة التي قدمتها السلطات المحلية بان شرطة المنطقة ليس لديها العدد الكافي لضمان امن التجمعات. وتابعت أن السلطات ربطت قرار منع التجمعات "بحوادث نهاية الأسبوع الماضي" لكنها لم توضح كيف يمكن "للتجمعات المقررة في نهاية هذا الأسبوع" أن تشكل "خطرا على الأمن العام".
ولم يكن القرار ينطبق فقط على التجمعات المعارضة للهجرة وإنما كذلك على تجمع للترحيب بالمهاجرين أعلن تنظيمه بعد ظهر اليوم الجمعة "التحالف ضد النازية" المناهض لليمين المتطرف في المدينة التي تضم 16 ألف نسمة.
وعارض السياسيون وكذلك رجال الشرطة قرار منع التظاهرات والتجمعات.
ومن المقرر في دريسدن تنظيم تجمع مناهض للعنصرية بعد ظهر السبت. وتعتبر دريسدن معقلا لحركة بيغيدا المناهضة للإسلام والتي نجحت في جمع 25 الف شخص في تظاهرات نظمتها مطلع هذا العام.
وسجلت زيادة في أعمال العنف العنصرية منذ بداية السنة في ألمانيا وهجمات ضد مراكز إيواء اللاجئين، لكن وزارة الداخلية اعتبرتها "حوادث معزولة".