سالفيني يحظر على "آلان كردي" دخول المياه الإيطالية
١ أغسطس ٢٠١٩
منع وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني سفينة الإنقاذ الألمانية "آلان كردي" من دخول المياه الإقليمية الإيطالية أو عبورها، وذلك بعد أن قامت السفينة بإنقاذ 40 مهاجراً قبالة السواحل الليبية.
إعلان
وقّع وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني يوم الأربعاء (31 تموز/يوليو) مرسوماً بحظر دخول وعبور سفينة الإنقاذ "آلان كردي"، التابعة لمنظمة "سي آي" الألمانية، إلى المياه الإيطالية. ونشر الوزير الإيطالي صورته وهو يوقع المرسوم على تويتر وكتب: "إذا كانت المنظمة غير الحكومية (سي آي) تهتم حقاً بصحة المهاجرين، يمكنها أن تتوجه إلى تونس: لكن إذا فكرت بدلاً من ذلك بالمجيء إلى إيطاليا وكأن شيئاً لم يحدث، فإن أمامها الوزير الخطأ".
ويأتي هذا الحظر في وقت أنقذت فيه سفينة "آلان كردي" صباح الأربعاء 40 مهاجراً كانوا على متن زورق صغير يبحر على بعد حوالي 55 كيلومتراً قبالة السواحل الليبية. وقال جوردن إيسلر المتحدث باسم منظمة الإغاثة الألمانية في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "إن منظمة سي آي تبحث عن مكان آمن للرسو" مضيفاً: "من الناحية الجغرافية، تعد لامبيدوزا هي أقرب ميناء آمن. سنرى كيف تسير الأمور خلال الساعات المقبلة".
وبعد مرسوم الحظر، قالت متحدثة أيضا باسم المنظمة لوكالة الأنباء الكاثوليكية إنه وبغض النظر عما نشره سالفيني على مواقع التواصل الاجتماعي فإنهم لايزالون بانتظار جواب من منظمة خلية إدارة الإنقاذ التابعة لخفر السواحل الإيطالي في روما.
وأضافت المتحدثة، كارلوته فايبل، إن سفينة "آلان كردي" لم تحصل على أجوبة سوى من وحدة إدارة الإنقاذ البحري في مدينة بريمن الألمانية، ووحدة إدارة الإنقاذ في مالطا بالإضافة إلى وزارة الخارجية الألمانية في برلين.
وأكدت فايبل أن ميناء لامبيدوزا الإيطالي هو أقرب ميناء آمن، ولذلك توجهت إليه سفينة "آلان كردي". واتهمت المتحدثة وحدات إدارة الإنقاذ التي لا تجيب بارتكاب خطأ، وأضافت: "على وحدات إدارة الإنقاذ البحري أن تتجاوب مباشرة، حالما كانت هناك حالة طارئة، ولا يجب أن يكون للحسابات السياسية أي دور". وتابعت: "نطالب بأن يتم السماح بإيصال الـ40 شخصاً على متن سفينة (آلان كردي) فوراً إلى اليابسة، بحسب القوانين الدولية، لكي تتم مواصلة العناية بهم".
م.ع.ح/ ع.ج (د ب أ، ك ن أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو