سامي خضيرة ـ 2014 عام استثنائي للاعب استثنائي
١٨ نوفمبر ٢٠١٤ مر عام بالتمام والكمال على إصابة سامي خضيرة بقطع في الرباط الصليبي خلال المباراة التي جمعت المنتخب الألماني بنظيره الإيطالي في إطار استعدادات المنتخبين لنهائيات كأس العالم في البرازيل. وبعد تأكيد نتائج التشخيص الأولي، أجمع كثير من المراقبين الرياضيين على حتمية غياب لاعب ريال مدريد عن منافسات المونديال، داعين المدير الفني للمنتخب الألماني إلى سرعة البحث عن بدائل لسد الفراغ الذي سيخلفه غياب سامي خضيرة في خط وسط المانشافت، خاصة في ظل عدم جاهزية لاعب بايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايغر آنذاك.
وبينما كانت توقعات المحللين الرياضيين ترصد السيناريوهات المحتملة لتعويض غياب خضيرة، كان نجم ريال مدريد قد خضع لجراحة ناجحة وبدأ في تطبيق برنامج التأهيل الطبي تمهيداً للعودة إلى الملاعب. وكان ذلك بداية حكاية لا تصدق انتهت بعد ثمانية أشهر بتتويج خضيرة بلقب دوري الأبطال الأوروبية في صفوف فريقه ريال مدريد وبلقب كأس العالم مع المنتخب الألماني.
وبعد نهاية المباراة التي جمعت المنتخب الألماني بمنتخب جبل طارق، قال سامي خضيرة لقناة سبورت 1 الألمانية مسترجعاً ما عاشه خلال الموسم الكروي الحالي من نجاحات رغم لعنة الإصابة: "بعد إصابتي لم أكن أفكر فيما سيحدث خلال الموسم ككل، بل كنت أركز فقط على الأهداف القصيرة المدى التي وضعتها لنفسي".
ولعل أبرز هذه الأهداف التي تحدث عنها خضيرة هي العودة إلى مداعبة الكرة والتدريب مع زملائه في ريال مدريد. وهو ما تأتى له بعد مرور أربعة أشهر ونصف من الإصابة، رغم أن الأطباء في بداية الأمر تنبؤوا بغيابه عن الملاعب لمدة ثمانية أشهر على الأقل. ويرجع خضيرة عودته في وقت قياسي إلى الملاعب إلى انضباطه غير العادي خلال فترة التأهيل الطبي وإلى الدعم المعنوي الذي كان يحظى به من طرف المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف، الذي كان يؤكد لوسائل الإعلام الألمانية أنه "سيستدعي خضيرة للتشكيلة المشاركة في منافسات مونديال البرازيل حتى ولو لم يكن جاهزاً بنسبة مائة في المائة".
وفي الـ11 من مايو/ أيار 2014، لعب خضيرة أول مباراة مع فريقه ريال مدريد أمام فريق سيلتا فيغو في الدوري الإسباني. وبعد مرور 12 يوماً على ذلك، وجد خضيرة نفسه ضمن التشكيلة الأساسية لريال مدريد التي خاضت المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام الغريم التقليدي أتليتيكو مدريد. وعن فوزه بلقب دوري الأبطال الأوروبية، قال خضيرة في حوار مع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ: "وجدت صعوبات كبيرة في استيعاب ذلك، كل شيء مرة بسرعة فائقة".
وكما كان منتظراً، وكما وعد لوف بذلك، كان اسم سامي خضيرة ضمن تشكيلة المانشافت التي حطت الرحال بالبرازيل لخوض غمار منافسات نهائيات كأس العالم. وبالفعل شارك سامي خضيرة في المباراة الأولى التي خاضها المنتخب الألماني أمام المنتخب البرتغالي عن المجموعة السابعة. ومع مرور المباريات استرجع خضيرة لياقته وبدأت تظهر فعاليته كأحد الدعامات الأساسية للمنتخب الألماني. وشهدت مباراة نصف نهائي كأس العالم بين ألمانيا والبرازيل (7/1) ظهور خضيرة بمستوى رائع، كلّله بتسجيل الهدف الرابع لمنتخب بلاده في مباراة فقد فيها راقصوا السامبا الإيقاع أمام قوة هدير الماكينات الألمانية.
بيد أن لعنة الإصابة، عادت لتلاحق سامي خضيرة. وهذه المرة دقائق قبل إجراء المباراة النهائية لكأس العالم أمام المنتخب الأرجنتيني. ففيما كان سامي خضيرة يقوم بتمارين إحمائية قبل بداية المباراة، أحس بألم في عضلة الساق. وفي حوار مع مجلة "كيكر" الرياضية يسترجع لاعب خط وسط المنتخب الألماني هذه اللحظة قائلاً: "حينها استرجعت شريط استعداداتي لهذه البطولة ولهذه المباراة بالذات خلال الثمانية أشهر السابقة"، وتابع خضيرة "كنت أمام سيناريوهين، إما أن أغلب الجانب الأناني وأشارك في المباراة رغم الآلام أو أغلب مصلحة الفريق". وكما هو معروف، فقد تخلى خضيرة عن تحقيق حلمه الشخصي كي لا يعرض حلم الفريق الجماعي للخطر.
بطل دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد وبطل العالم مع المنتخب الألماني هي حصيلة سامي خضيرة في عام 2014. حصيلة، ربما لن يتمكن سامي خضيرة من إعادة تحقيقها مرة أخرى وهو في أحسن حالاته الصحية.