1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سامي علاقي نجم ماينز: لا نفكر الآن في لقب البوندسليغا

١٥ أكتوبر ٢٠١٠

تألق ماينز المذهل، ومفاجآت البوندسليغا وفوزالمنتخب التونسي الثمين على توغو، قضايا يتحدث عنها سامي علاقي، مهاجم ماينز ولاعب المنتخب التونسي لكرة القدم، في حوار مع دويتشه فيله. علاقي تحدث أيضا عن قضية الإندماج في ألمانيا.

سامي علاقي مهاجم ماينز ولاعب المنتخب التونسي لكرة القدم.صورة من: AP

دويتشه فيله: بداية أين يكمن سر هذا النجاح الكبير لفريق ماينز؟

سامي علاقي: حاليا تجري الأمور لصالحنا بشكل جيد. خضنا مباريات جيدة، حققنا فيها انتصارات متتالية. ومن ثم تسود النادي أجواء طيبة جدا. وما يميز هذا الفريق، أنه مزيج بين لاعبين شباب موهوبين ومتعطشين للنجاح، وآخرين يتوفرون على خبرة طويلة في عالم كرة القدم. وأعتقد أنه هنا يكمن سر نجاح فريق ماينز.

وما هو دور المدرب توماس توخل الذي يشهد له المراقبون بأنه ومن دونه، لما حقق ماينز كل هذا، ولما استطاع إزاحة العمالقة من طريقه؟

هذا صحيح، من دون أدنى شك. توخل وبحكم أنه المدير الفني للفريق، فهو الذي يحسم الأمور ويتخذ القرارات. وهو أيضا، الذي يحدد طريقة اللعب والتشكيلة الأساسية.

وعادة ما يقوم بشرح الأسباب التي دفعته لاتخاذ قراراته. الأمر الذي يسهل مهمتنا على أرض الملعب. ويعتمد توخل على لغة الحوار والتواصل بينه وبين اللاعبين بغض النظرعن النتائج التي نحققها أو من سيكون منافسنا في المباراة. فضلا عن ذلك، يعزز توخل روح المنافسة بين اللاعبين، وحصصه التدريبية دائما ما تتميز بمستوى عالٍ جدا.

بعد المباراة المثيرة التي جمعتكم بالمدافع عن اللقب، الفريق البافاري، وفزتم فيها بهدفين مقابل هدف يتيم، صرح الهولندي فان خال، لأول مرة بأن ماينز قادر على انتزاع اللقب. تصريحات كهذه ومن مدرب بحجم فان خال، ألا تجعلكم كلاعبين متعطشين للنجاحات تعتقدون بأنكم قادرون على صنع المعجزة هذا الموسم؟

أعتقد أن لا أحد داخل الفريق يحلم حاليا باللقب. قد يلقي هذا اللاعب أو ذاك نظرة على القائمة، وتعتلي وجهه فرحة ودهشة في نفس الوقت، بعدم تصديق ما يحدث. لكن إذا ما نظرنا إلى المباريات التي خضناها منذ انطلاق الموسم إلى غاية اللحظة، فسنرى أن صدارتنا للقائمة كانت عن استحقاق.

أود التأكيد مرة أخرى، بأننا لا نفكر الآن في اللقب، لكننا لن نتوقف عن العمل في هذا الاتجاه. وسنسعى إلى تطوير مستوانا من مباراة إلى أخرى. نحن نركز اهتمامنا على المباراة المقبلة فقط، ثم التي تليها وهكذا حتى نهاية الموسم.

لكن هل حددتم أهدافا قصوى وأخرى دنيا لهذا الموسم، مثلا التأهل إلى أوروبا ليغ على الأقل؟

هدفنا الأساسي هو الحصول على أكبر نقاط للبقاء في دوري الدرجة الأولى. وأعتقد أننا وبرصيد إحدى وعشرين نقطة قطعنا شوطا كبيرا في هذا الاتجاه. وعندما يبلغ رصيدنا أربعين نقطة، سنفكر وقتها فيما يمكن تحقيقه في هذا الموسم. بالفعل، لا أحدا داخل الفريق يحلم باللقب، أو بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، أو أوروبا ليغ، لأن الموسم الواحد يتكون من أربع وثلاثين مرحلة. وهو مشوار ماراثوني، حافل بالمفاجآت. وبالتالي علينا التروي والمضي خطوة خطوة.

أو سؤالك عن الهدف الرائع الذي أحرزته ضد البافاريين بكعبك، والذيصُنف كهدف الشهر وربما سيكون هدف الموسم، وعلى غرار هدف غرافيتي في موسم 2009، الذي كان فأل خير على فريقه فولسفبورغ صاحب اللقب في ذلك الموسم. بالنسبة لسامي ماذا يمثل هذا الهدف؟

تغمرني فرحة لا توصف عندما أفكر في هذا الهدف. وكثيرا ما حدثني عنه مشجعون من شمال إفريقيا، قائلين: "إن ذلك الهدف كان شبيها بالهدف الذي أحرزه الجزائري رابح ماجر في شباك البافاريين، عام 1987، عندما كان يلعب في صفوف فريق بورتو البرتغالي.

في حقيقة الأمر، أنا سعيد جدا بهذا الهدف، خصوصا وأنني أحرزته على الملعب البافاري. ولكن ما حققته يدخل في إطار المستوى الجيد الذي ظهر به الفريق ككل. فقبل أن نتوجه إلى ميونيخ، قررنا أن نكشرعن أنيابنا، ونلعب بشجاعة غير آبهين بتلك الأسماء التي يعج بها بايرن ميونيخ. وجاء الهدف الأول وفق ذلك المخطط، فكانت تمريرة متقنة من وسط الميدان، أعقبتها بحركة لئيمة مني، أسفرت عن هدف السبق الذي صدم البافاريين.

حسب رأيك ما الذي يحدث للبافاريين في الوقت الحالي؟

يمر البافاريون بأزمة صغيرة. وهذا يحدث في كل موسم، وهذا شيء طبيعي. لكن الفريق البافاري يبقى أقوى فريق في البوندسليغا. وما هي إلا مسألة وقت حتى يستعيد ذلك الفريق قوته المعهودة.

وأنت شخصيا، كيف تتفاعل مع كل هذه التطورات التي تشهدها في مسيرتك حاليا. بالأمس القريب كنت تلعب في صفوف فريق غرويتر فورت، وهو من فرق الدرجة الثانية، وانتقلت هذا الموسم إلى ماينز وحاليا تعيش أسابيع حافلة، وفريقك يتصدر القائمة واهتمام الصحافة منصب على كل عنصر داخل الفريق؟

قررت الانتقال إلى ماينز للعب في دوري الدرجة الأولى. وأثبتت لي الأيام أن قراري كان صائبا. نعم نحن نعيش حلما في الوقت الحالي وكرة القدم حلم جميل. وبكل تأكيد قد نتعرض للهزيمة، لكننا لا نخشاها.

وماذا عن روح المنافسة الشديدة التي تعم الفريق. ألا تخاف من أن تفقد مقعدك داخل التشكيلة؟

في ماينز لا مكان للتشكيلة الأساسية، وفي المباريات السبع الأولى حصلنا على إحدى وعشرين نقطة، وكل مباراة شهدت تشكيلة مغايرة عن سابقتها. الأمر الذي يظهر قوة الفريق وإمكانياته.

ويقوم المدرب بإدخال كل لاعب وفق مميزاته ووفق ما تقتضيه الحاجة. مثلا هناك فرق يجب اللعب ضدها بالاعتماد على السرعة، أو بإدخال ثلاثة مهاجمين، عوض مهاجم فقط. ومن ثم يختار المدرب توخل تشكيلة تتماشى واحتياجات المباراة. وهذا يعني أن كل لاعب قد تتم دعوته من قبل المدرب في أي مباراة. وحينها، يتوجب عليه أن يكون على أتم الاستعداد.

ولكن ألا يمثل هذا عبئًا نفسيا على اللاعبين، لأنهم ينتظرون إلى اللحظات الأخيرة لمعرفة ما إذا كانوا سيشاركون في المباراة أم لا؟

أعتقد أن كل لاعب يود النزول إلى الملعب وليس الجلوس على مقاعد الاحتياط. من جهة أخرى، قد ينتظر اللاعب فرصته، وعندها عليه إثبات قدراته بشكل كامل، وهذا هو الإيجابي، لأنه يظل في سباق دائم مع نفسه ومع الآخرين.

سامي علاقي وصراع على الكرة بين قائد الفريق البافاري مارك فون بومل وباد شتوبير.صورة من: picture-alliance/dpa

وإلى تجربتك الشخصية في عالم كرة القدم، رغم أنك من مواليد مدينة دوسلدورف، إلا أن الانطلاقة الحقيقة التي شهدتها في مسيرتك كانت في بلجيكا لماذا؟

ولدت وكبرت في دوسلدورف. وهناك حصلت أيضا على شهادة الباكالوريا( الثانوية العامة). وانتقلت إلى بلجيكا، عندما بلغت الثامنة عشرة، وكان عرضا مغريا بالنسبة لي، إذ التحقت بصفوف فريق أندرلاخت الذي يعد من الفرق الكبرى في الدوري البلجيكي. واستطعت هناك تطوير قدراتي الفنية. كما أنني تعلمت اللغة الفرنسية بإتقان.

حديثك عن اللغة يجرنا إلى السؤال حول رأيك من النقاش الدائر حول "موضوع الاندماج" داخل ألمانيا، خصوصا وأن هذا النقاش طال أيضا لاعبي كرة القدم على غرار مسعود أوزيل؟

أراه نقاشا جيدا جدا. أنا أساند أوزيل تماما وأحترم خياره اللعب في صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم. واختياره هذا لا يعني أنه خان تركيا، بلاد آبائه وأجداده، بل بالعكس. أنا شخصيا، اخترت المنتخب التونسي، لأن لي علاقة قوية مع عائلتي في تونس التي أزورها باستمرار. وكان بإمكاني اللعب لصالح منتخب ألمانيا للشباب تحت سن الواحدة والعشرين، لكنني آثرت ارتداء قميص المنتخب التونسي، وهذا خيار شخصي مائة بالمائة.

يقول البعض إن الرياضة نجحت في ما فشلت فيه السياسة؟

هذا صحيح مائة بالمائة. فعندما يلتحق أحد اللاعبين بصفوف نادي ما، ورغم أنه يجهل اللغة الألمانية، إلا أن اللاعبين الآخرين يستقبلونه على أفضل وجه ويحاولون مساعدته على الاندماج داخل صفوف الفريق. كرة القدم تفتح العديد من الآفاق الإيجابية، بما في ذلك الانفتاح على الآخر وعلى الثقافات الأخرى، وهذا هو الجميل.

ماذا عن الفوز الذي حققه المنتخب التونسي يوم الأحد الماضي ضد نظيره التوغولي؟

لقد كان فوزا مهما بالنسبة لنا. كانت انطلاقتنا مخيبة نسبيا في تصفيات كأس الأمم الإفريقية. لكننا استطعنا في المباريات الثلاث الأخيرة انتزاع سبع نقاط ثمينة. فقد استعدنا المركز الثاني على قائمة المجموعة الحادية عشرة، خلف بوتسوانا. وبذلك أنعشنا آمالنا في التأهل إلى نهائيات الغابون وغينيا الاستوائية. وسيخفف هذا الأمر من غضب الجمهور التونسي، الذي يعشق كرة القدم حتى النخاع.

هل نفهم من ذلك أن كرة المنتخب التونسي في طريقها نحو التعافي، وأن الانتقادات الموجهة إلى المدرب لطفي بنزرتي ستقل؟

لم يكن المنتخب التونسي يعاني من أزمة لكي يتعافى منها.

لكن خروجه المبكر عن بطولة أنغولا الأخيرة، كان مخالفا عما عودتنا عليه الكرة التونسية التي كانت دائما حاضرة في الأدوار المتقدمة للبطولات الإفريقية؟

هذا صحيح، لكن هذه هي كرة القدم. كرة القدم ليست جهازا يعمل من دون انقطاع. هناك فرق تتطور ومنتخبات تتألق وأخرى يتراجع مستواها. إنه عمل جماعي، يعتمد على العديد من الشروط الذاتية والموضوعية لإحراز النجاح المنشود. المنتخب التونسي لا يستحق الفوز لمجرد كونه المنتخب التونسي، وكذلك الجزائري أو المالاوي، بل كل فريق يمكنه الفوز، إذا عمل بكد وجهد من أجل ذلك.

أجرت الحوار وفاق بن كيران

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW