سباق دولي على شراء لقاح لفيروس اتش1 أن1 والدول الفقيرة خارج اللعبة
٢٨ يوليو ٢٠٠٩ترى منظمة الصحة العالمية أن غالبية سكان الكرة الأرضية معرضون للإصابة بفيروس "اتش1 أن1" المُسبّب لأنفلونزا الخنازير. وفي انتظار كمية اللقاحات، التي يتوقع أن تكون متوفرة في نهاية أيلول/ سبتمبر أو مطلع تشرين الأول/ أكتوبر، اتخذت الحكومات تدابير للحد من انتشار فيروس "إتش1إن1" الذي أدى منذ آذار/مارس إلى وفاة أكثر من 800 شخص. وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن المختبرات المنتجة للأدوية التي تؤمن العلاج لمكافحة هذا الفيروس غير قادرة على إنتاج إلا حوالي 900 مليون جرعة سنوياً، في حين يقدر عدد سكان العالم بـ 6.8 مليار نسمة.
وذكرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت تشان أن "النقص المفجع" في إمدادات اللقاح المضاد لهذا المرض في العالم يرجع إلى قلة القدرات التصنيعية مقارنة بالكمية المطلوبة على مستوى العالم. بينما أعربت شركات صناعة الأدوية عن تفاؤلها حول قدراتها الإنتاجية، وتحدثت عن إمكانية إنتاج أكثر من ملياري جرعة سنوياً. لكن هذه الكمية تبقى بعيدة عن سد حاجة سكان الأرض إلى هذا اللقاح.
الدول الغنية تتسابق لتأمين احتياجاتها
ومع الانتشار المتسارع للفيروس تتسابق الدول لتأمين احتياجاتها من اللقاح، إذ قدمت 50 دولة على الأقل طلبات شراء إلى شركات الأدوية أو دخلت في مفاوضات معها لتدبير احتياجاتها من اللقاحات المضادة لفيروس "اتش1 أن1"، والتي لا تزال في مرحلة التطوير والاختبار. ففي أوروبا أوصت بريطانيا الأكثر تأثراً بالفيروس في القارة على 132 مليون جرعة لقاح لحوالي 60 مليون نسمة، ستكون 60 مليوناً منها متوفرة قبل نهاية السنة. ووضعت فرنسا والنمسا واستراليا خططا لإطلاق حملة تلقيح جماعية وقدمت طلبات لشراء ملايين الجرع. وفيما تحضر الولايات المتحدة لحملة تلقيح واسعة، تأمل اليابان التي تنتج لقاحها بنفسها في إنتاج 17 مليون جرعة بحلول نهاية هذا العام.
أما ألمانيا فقد طلبت 50 مليون جرعة لقاح وتأمل في الحصول عليها نهاية أيلول/ سبتمبر، لكن السلطات الألمانية أكدت أن العدوى لا تزال طفيفة حتى الآن. وأمام النقص في اللقاحات تعتزم ألمانيا تلقيح شريحة المجتمع الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس كالمرضى وكبار السن والعاملين في المجال الطبي. وقال بيتر ووتزلر، رئيس الجمعية الألمانية لمكافحة الإمراض المعدية: "إن السباق من أجل الحصول على اللقاح بين الدول أمر سيء".
الدول الفقيرة على قائمة الانتظار
ومع انتشار الفيروس في أقصى إرجاء المعمورة كما قالت منظمة الصحة العالمية فإن التحدي أصبح أكبر، لاسيما وأن عدد الجرعات المصنعة محدودة، إذ أشارت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت تشان أثناء مؤتمر حول الملكية الفكرية في جنيف إلى أن قدرات التصنيع "محدودة وقاصرة بصورة كبيرة". وأوضحت الخبيرة بالقول "أن الجزء الأكبر من تلك الإمدادات المحدودة سيذهب إلى الدول الغنية"، مشيرة إلى أن سبب ذلك يرجع إلى عدم قدرة الدول الفقير على شراء الكمية الكافية من هذا اللقاح. من جانبها استبعدت شركة نوفارتيس السويسرية، التي كانت أول من أعلن عن إنتاج كمية من اللقاحات، فكرة منح الدول الفقيرة لقاحات مجانية، قائلة إنها ستقوم بتخفيض أسعارها فقط.
وإزاء ذلك أعربت دول أميركا اللاتينية، الأكثر تأثرا بالفيروس حيث بلغ عدد الوفيات فيها أكثر من 500 حالة، عن قلقها من إمكانية الحصول على اللقاح بإنصاف. وطلبت المكسيك، التي كانت أول دولة تفشى فيها مرض أنفلونزا الخنازير وتسبب بوفاة 138 شخصا، بتوزيع اللقاحات بالتساوي على كل الدول.
(ي.ب/ د ب أ/ أ ف ب/ رويتر)
مراجعة: عماد مبارك غانم