حذر مشروعون من داخل أروقة الكونغرس الأمريكي، حيث أعربوا عن قلقهم من تقدم الصين في سباق الفضاء واستعمار القمر، محذرين من أن بكين تسعى للهيمنة على الفضاء الخارجي.
أصبح رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ أول إنسان تطأ قدماه القمر عام 1969.صورة من: NASA/Neil A. Armstrong/Cover Images/picture alliance
إعلان
سيكون العالم على موعد مع لحظة فارقة في عام 2029، حيث سيشاهد الملايين حول العالم هبوط أول طاقم صيني على سطح القمر.
لكن يبدو أن الساسة في الولايات المتحدة لم يستطيعوا الانتظار، فقد حاول عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي رسم سيناريو محتمل لهذه السابقة التاريخية.
وبحسب ما نشرته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، قال الأعضاء إن نحو مئتي مليون أمريكي سيشاهدون هذه اللحظة مباشرة بلهف وتشوق تماما كما حدث عام 1969 عندما هبط رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ على سطح القمر، ليصبح أول إنسان تطأ قدماه القمر.
لكن هذه المرة، لن يشاهد الأمريكيون علم بلادهم يُرفع على سطح القمر، بل علم الصين وهو يرفرف هناك.
أطلقت الصين مشاريع عديدة ضمن "حلم الفضاء" الصيني في ظل حكم الرئيس شي جي بينغ.صورة من: Mark Schiefelbein/AP/picture alliance
"سباق فضائي"
لم تكن جلسة مجلس الشيوخ هادئة، بل أثارت نقاشا ساخنا بدأ من عنوانها: "قمر سيئ يلوح في الأفق: لماذا يجب على الكونغرس وناسا وقف انخراط الصين في سباق الفضاء."
ونقلت الصحيفة عن السيناتور الجمهوري تيد كروز قوله "نحن في سباق فضائي من القرن الحادي والعشرين، لكن الصين الشيوعية لا تلعب وفق القواعد نفسها، فهي تستثمر بقوة للهيمنة على الفضاء."
وقد كرر عدد من الشخصيات الأمريكية التي حضرت الجلسة هذا التحذير، من بينهم مايك غولد، أحد مهندسي "اتفاقيات أرتيميس"، وهو البرنامج الذي تسعى الولايات المتحدة من خلاله إلى تأسيس وجود بشري مستدام على القمر بحلول العام الجاري.
وقال غولد، الذي وصفته "ذا تايمز" بأنه أحد المسؤولين عن صياغة خطة الولايات المتحدة للقمر، "إذا سبقتنا الصين، سنشهد إعادة تشكيل القواعد بما يؤثر على اقتصادنا، وقدرتنا على الابتكار، وحتى أمننا القومي."
يقول خبراء إن السباق نحو الهيمنة على القمر قد يطلق شرارة أول اقتصاد فضائي يعتمد على توليد الطاقة خارج الأرض.صورة من: CNSA/Handout/Xinhua/picture alliance
لماذا القمر؟
أشارت الصحيفة إلى أن خبراء أمريكيين يعبرون عن قلقهم إزاء تقدم الصين في سباق الفضاء، لكن في المقابل، يرى آخرون أن هذا القلق مبالغ فيه.
إعلان
ويقول أصحاب هذا الرأي إن وكالة ناسالديها برنامجها الخاص لاستكشاف القمر، ومن المقرر أن يهبط أول رواد فضاء أمريكيين هناك في عام 2027، أي قبل عامين من الموعد الذي تستهدفه الصين.
لكن الصحيفة أوضحت أن الأمر أكثر تعقيدا، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة سبق أن وضعت أهدافا طموحة لكنها أخفقت في تحقيقها.
ففي عام 1989، أعلن الرئيس جورج بوش الأب عن مبادرة لاستكشاف الفضاء تهدف للعودة إلى القمر في العقد الأول من القرن الجديد.
ثم جاء ابنه جورج بوش الابن في عام 2004 وحدد عام 2020 كموعد جديد. وفي عام 2017، وقع الرئيس دونالد ترامب في ولايته الأولى على توجيه فضائي جديد يستهدف عام 2024. أما سلفه جو بايدن، فقد جعل العام المقبل الموعد الحاسم.
في المقابل، تسير الصين بخطى ثابتة، دون أن تعيقها تغيّر الرؤساء أو تبدّل الأولويات أو الجدل حول الميزانيات.
وفي هذا السياق، قال جيم برايدنستاين، المدير السابق لناسا، خلال جلسة استماع في الكونغرس، "ما لم يحدث تغيير كبير، فمن غير المرجح أن تسبق الولايات المتحدة الجدول الزمني الذي وضعته الصين."
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة والصين تخططان لبناء قواعد على سطح القمر، بهدف استخدام المياه الموجودة في مناطقه القطبية، حيث يُعد الماء عنصرا حيويا لأي قاعدة قمرية مستقبلية، وربما يُستخدم لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين ووقود.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التوجه قد يطلق شرارة أول اقتصاد فضائي حقيقي، يعتمد على توليد الطاقة خارج الأرض.
تحرير"ع.ج.م
"صغيرة لكنها عملاقة" ـ الخطوات الأولى للإنسان على سطح القمر
قبل خمسين عاما وطأت أقدام الإنسان على سطح القمر وكان شرف هذه الخطوة التاريخية، من نصيب رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ. هذه الجولة المصورة تسترجع تفاصيل ذلك الحدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA/N. Armstrong
" خطوة صغيرة لكنها عملاقة"
الخطوات الأولى على سطح القمر.. عندما وضع نيل أرمسترونغ قدميه يوم 20 يوليو 1969 على سطح القمر قال واحدة من أكثر الجمل شهرة على الإطلاق: "هذه خطوة صغيرة للإنسان لكنها قفزة عملاقة للبشرية".
صورة من: NASA
العد التنازلي للدقيقة صفر
من غرفة التحكم في مركز كينيدي للفضاء يشرف مدير برنامج Apollo، صمويل سي. فيليبس، على التجهيزات قبل موعد الإطلاق في 16 من أبريل 1969. "أبولو 11" كانت أول بعثة لمهمة الهبوط على سطح القمر، انطلقت المركبة بحامل الصواريخ "Saturn V" وعلى متنها نيل أرمسترونغ وإدوين بوز- ألدرين ومايكل كولينز.
صورة من: NASA
في انتظار اللحظة التاريخية
هؤلاء الثلاثة (في الصورة) كانوا من بين آلاف الأشخاص الذين عاشوا بخيامهم على الشواطئ والطرق بجوار مركز كينيدي للفضاء التابع للناسا في فلوريدا لمتابعة إطلاق مركبة "أبولو 11" عن قرب. وزار حوالي مليون شخص مركز كينيدي للفضاء لمتابعة هذه الرحلة التاريخية.
صورة من: NASA/Kennedy Space Center
متابعة واهتمام عالمي
هذا الحدث التاريخي لم يتابعه آلاف الأشخاص المتحمسين فحسب، بل وأيضا آلاف المراسلين لتقديم تقارير إعلامية عن "أبولو 11". 3 آلاف وخمسمئة صحفي اجتمعوا في المكان المخصص للصحفيين بمركز كينيدي للفضاء. وفي 16 من يوليو 1969 أنطلق الصاروخ الحامل لمركبة "أبولو 11".
صورة من: NASA
زملاء الرحلة
أحد أفراد الطاقم لم يُسمح له بمرافقة الفريق الذي هبط على سطح القمر وكان عليه البقاء في المِسبار الفضائي. قال مايكل كولينز عام 2009: "شعرت بأنني جزء مما حدث على سطح القمر. وربما يقال عني أني كاذب أو أحمق إذا قلت إنني حصلت على أفضل ثلاثة مقاعد في مركبة "أبولو 11". ولكن يمكنني أن أقول بصراحة أنني راض جدا عن مشاركتي في هذه المهمة".
صورة من: NASA/Kennedy Space Center
هبوط الصقر
في 20 من يوليو 1969، على الساعة الـ8 و17 دقيقة و58 ثانية مساء، كانت أولى كلمات أرمسترونغ إلى مركز المراقبة والعالم الذي يشاهده: "هيوستن، قاعدة الهدوء هنا، هبط الصقر". ولكن مر وقت كبير حتى وضع أمسترونغ وألدرين أقدامهما على سطح القمر. فقد توجَّب على الطاقم أولا تحضير رحلة العودة، وبعد ذلك جاءت اللحظة التاريخية الكبيرة ووضع نيل أرمسترونغ قدمه على سطح القمر.
صورة من: picture-alliance/Heritage Images/NASA/Oxford Science Archive
صورة تاريخية
التقط هذه الصورة مايكل كولينز في 21 من يوليو 1969، ويظهر فيها "الصقر" أثناء رحلة العودة من القمر، وراءها سطح القمر وفي أفقها الأرض. في الوقت الذي كان أرمسترونغ وألدرين يضعان أقدامهما على سطح القمر كان كولينز مكلفا بوحدة القيادة "كولومبيا".
صورة من: NASA
عينات من سطح القمر
خلال عملية الاستكشاف التي استمرت ساعتين ونصف جمع أرمسترونغ وألدرين أكثر من 21 كيلوغراما من مواد من القمر أخذت إلى الأرض، هذه القطعة الصغيرة واحدة منها. تم التقاط هذه الصورة في 27 من يوليو بعد العودة. خلال المرات الست التي هبط فيها الإنسان على سطح القمر جمع رواد الفضاء 2415 عينة؛ أي ما يقارب 400 كيلوغرام تم جمعها في أرشيف خاص بالقمر.
صورة من: NASA/AccuSoft Inc.
تذكارات فلكية غريبة
زوار القمر تركوا خلفهم كذلك أشياء كثيرة هناك. دبوس الزينة الظاهر في الصورة، والذي يعد أحد الأشياء الأكثر رمزية، تركه نيل أرمسترونغ على سطح القمر. وهو عبارة عن غصن زيتون يبلغ طوله 15 سنتيمترا ويرمز للسلام. زوار الفضاء في المستقبل يمكنهم كذلك أن يعثروا على كرات الغولف وصورة عائلية مع كاميرا وأعمال للفنان أندي وارهول أو ريشة لصقر.
صورة من: NASA/Johnson Space Center
العودة إلى الأرض
في 24 من يوليو على الساعة الـ4 و50 دقيقة بعد الزوال بالتوقيت العالمي هبط طاقم "أبولو 11" في المحيط الهادئ على بعد 21 كيلومترا من حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هورنيت"، وعلى بعد 1480 كيلومترا جنوب غرب هاواي. ولتفادي إمكانية جلب رواد الفضاء لأي مسببات الأمراض معهم، تم وضع الطاقم تحت الحجر الصحي.
صورة من: NASA/Johnson Space Center
نجوم غير عاديين
رواد المهمة الفضائية "أبولو 11" دون بدلاتهم الفضائية المعتادة، عوض ذلك يحتفلون مع الجماهير بزي وعباءات وقبعات مكسيكية. جولة حول العالم قادت رواد الفضاء 45 يوما في 24 دولة و27 مدينة. أرادت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال هذه الجولة التأكيد على استعدادها لتبادل المعرفة الفضائية مع باقي العالم. وكما نرى هنا تم الاحتفال برواد الفضاء مثل النجوم في مدينة مكسيكو سيتي. إعداد: ه. فوكس / ترجمة: ع. اعمارا