سبعة قتلى بإطلاق نار على رواد كنيس يهودي بالقدس الشرقية
٢٧ يناير ٢٠٢٣
لقي سبعة إسرائليين حتفهم، بعد أن أطلق مسلح فلسطيني النار عليهم، أمام كنيس بالقدس الشرقية، حسب الشرطة الإسرائيلية. ودانت واشنطن ذلك، مؤكدة أنه لن يغير في برنامج جولة وزير خارجيتها المرتقبة للمنطقة.
إعلان
قُتل سبعة أشخاص على الأقلّ بإطلاق نار وقع مساء الجمعة (27 يناير/كانون الثاني 2023) خارج كنيس يهودي في حيّ استيطاني بالقدس الشرقية المحتلّة ونفّذه مسلّح "تمّ تحييده"، بحسب ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية. أعقب غارة دامية في الضفة الغربية في اليوم السابق.
وأكّد متحدّث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس أنّ "سبعة أشخاص قتلوا" في الهجوم الذي وقع في مستوطنة نيفي يعقوب (النبي يعقوب)، الذي يعتبر حيا استيطانيا داخل الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، واستهدف أشخاصا يهود خارج كنيس بعد صلاة بدء السبت اليهودي.
وقالت الشرطة في بيان "وقع هجوم إرهابي خارج كنيس يهودي في القدس... تمّ في مكان الحادث تحييد منفّذ إطلاق النار وهناك انتشار لعدد كبير من قوات الشرطة في الموقع".
وفي بيان ثان أوضحت الشرطة أنّه "مساء اليوم، قرابة الساعة 20:30 (18:30 ت غ)، وصل إرهابي إلى كنيس يهودي فيحي نيفي يعقوب في القدس وأطلق النار على عدد من الأشخاص في الموقع".
وأضاف البيان أنّ "قوات الشرطة وصلت سريعاً إلى مكان الحادث واشتبكت مع الإرهابي وأطلقت النار عليه وتمّ تحييده".
وأظهرت وسائل الإعلام سيارة تويوتا بيضاء قالت إن منفذ الهجوم استقلها وحاول الفرار، لافتة الى أن المهاجم فلسطيني من مخيم شعفاط في القدس الشرقية، ويحمل بطاقة الإقامة الاسرائيلية في المدينة. وقالت إن لا سوابق له ولا علاقة بأي تنظيم أو فصيل فلسطيني.
وزار المكان وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، ورفض التحدث الى الصحافيين بحجة حفاظه على قدسية السبت.
وقال المفوض العامللشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي في بيان بالعربية: "هذا هجوم صعب ومعقد ويحوي عددا كبيرا من الضحايا. نجري حاليًا أنشطة مسح وتمشيط في المنطقة لاستبعاد احتمال وجود المزيد من المشتبه بهم المتورطين في الهجوم الإرهابي يتجولون في المنطقة". وأضاف "تم تحييد الإرهابي من قبل أفراد شرطة ومتطوع في شرطة إسرائيل، ومنعوا هجومًا أكبر مع تحييد الإرهابي".
وقال فادي دكيديك، المسعف في "نجمة داود الحمراء" لفرانس برس "إن هذا هجوم إرهابي خطير للغاية". وبحسب نجمة داوود الحمراء فإنّ عشرة أشخاص أصيبوا بالرصاص، من بينهم رجل يبلغ 70 عاماً وفتى يبلغ 14 عاماً.
إدانات دولية
ودانت ألمانيا والولايات المتّحدة بشدّة الهجوم المسلّح الذي استهدف الكنيس، وأعربت واشنطن عن تضامنها مع إسرائيل قبيل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى المنطقة. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس بايدن وجه فريق الأمن القومي الأمريكي بتقديم المساعدة لنظرائهم الإسرائيليين.
فيما قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين "هذا مروّع للغاية (...) إنّنا ندين بأشدّ العبارات هذا الهجوم الإرهابي الواضح. التزامنا بأمن إسرائيل يبقى صارماً، ونحن على اتّصال مباشر مع شركائنا الإسرائيليين". وأضاف "نحن نتضامن مع الشعب الإسرائيلي".
وأكّد المتحدّث أنّ هذا الهجوم لن يغيّر فيبرنامج جولة بلينكن في المنطقة. ويبدأ بلينكن الأحد زيارة تستمر حتى الثلاثاء وتشمل كلا من مصر وإسرائيل والضفة الغربية. وبحسب باتيل فإنّ بلينكن سيناقش "الخطوات التي يتعيّن اتّخاذها لتهدئة التوترات".
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "إدانته الشديدة" للهجوم ووصفه بأنه "شنيع"، لاسيما وأنه وقع في يوم إحياء ذكرى المحرقة، وفق ما أورد المتحدث باسمه في بيان. وقال ستيفان دوجاريك "إنه من الشنيع للغاية أن الهجوم استهدف مكان عبادة، وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست". وأضاف "لا يوجد أي مبرر على الإطلاق للأعمال الإرهابية. يجب على الجميع إدانتها ورفضها". وشدد غوتيريش على أن "الوقت قد حان لممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
وأدانت وزارة الخارجية الإماراتية "بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع بالقرب من كنيس" في القدس. وأكدت الوزارة في بيان لها أن دولة الإمارات "تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية". و أعربت الوزارة عن "خالص تعازيها للحكومة الإسرائيلية وشعبها الصديق ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين". كما أدانت لندن وباريس الهجوم.
أثار العنف المحتدم منذ شهور، الذي تصاعد بعد سلسلة من الهجمات الدامية في إسرائيل العام الماضي، المخاوف من أن الصراع قد يخرج عن نطاق السيطرة، مما يؤدي إلى مواجهة أوسع بين الفلسطينيين وإسرائيل.
ويعيش اليوم أكثر من 600 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بينما يطالب الفلسطينيون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وحركة "حماس" هي جماعة فلسطينية إسلامية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية على أنها منظمة إرهابية. كما تصنف حركة "الجهاد الإسلامي" على أنها منظمة إرهابية أيضا.
هـ.د/ ف.ي/م.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
الاختلاف في المواقف حول "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم ـ الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت إسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثار موجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط تثير الكثير من الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
صورة من: picture-alliance/A.A. Alkahlout
موقف أمريكي جديد
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها لم تعد ترى في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي، وفيما رحبت إسرائيل بالموقف الأمريكي، أدانته السلطة الفلسطينية والأردن. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه لم يتغير، مؤكدا أن كل النشاط الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. فيما حذر مراقبون من تداعيات هذا الموقف على الوضع في الشرق الأوسط.
صورة من: imago images/UPI Photo
التمهيد لـ"صفقة القرن"
يُطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة السلام في الشرق الأوسط، التي عكفت إدارة ترامب منذ عام 2017 على إعدادها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من المتوقع أن يتم الكشف عنها مطلع 2018، لكنها تأجلت. وفي أول مؤتمر علني حول "صفقة القرن" في حزيران/ يونيو 2019 أطلق مستشار ترامب وصهره غاريد كوشنر الجانب الاقتصادي منها، في البحرين ضمن ورشة "من السلام إلى الازدهار"، وسط مقاطعة الفلسطينيين لها.
صورة من: Reuters
وسط ترحيب إسرائيلي ورفض فلسطيني
قوبل إعلان ترامب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بترحيب إسرائيلي، ورفض وتنديد من قبل القيادة الفلسطينية. فيما توالت ردود فعل العواصم العربية والعالمية. ولا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن هذه الصفقة. غير أن ما رشح عنها يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر وبرعاية أمريكية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك