تحمي السترة الواقية مرتديها من الإصابة بالفيروسات في مناطق الأوبئة لكنها ليست مريحة. لكن مخترعين سويسريين توصلوا لتصنيع سترة جديدة واقية من الأوبئة بإحكام ولها مميزات فريدة خاصة في المناطق الحارة.
إعلان
يعكف باحثون من سويسرا على تطوير سترة جديدة مخصصة للاستخدام من قبل فرق الإنقاذ في المناطق التي تندلع فيها الأوبئة. ويسعى الباحثون بكلية لوزان للعلوم التطبيقية ومستشفى جنيف الجامعي لتطوير سترة تكون بديلا للسترة الخانقة التي يضطر العاملون في فرق الإنقاذ لاستخدامها في مناطق الأوبئة بحيث تكون هذه السترة الجديدة خفيفة ومريحة وأقل تكلفة وقابلة للاستخدام من أكثر من شخص ولمدة أطول.
ولدت فكرة هذه السترات البديلة أثناء مشاركة قوات الإنقاذ في مناطق انتشار وباء الإيبولا في غرب أفريقيا على مدى ثلاث سنوات حيث كان العاملون ضمن فرق الإنقاذ يضطرون للبقاء على مدى ساعات طويلة حبيسي سترات واقية شديدة الإحكام ضد الفيروسات. ورغم أن السترة الحالية نجحت بالفعل في صد الفيروسات ومنعها من الوصول لجسم المتطوعين إلا أنها لم تكن مناسبة كثيرا في المناخ المداري. ويعتزم الباحثون بالتعاون مع معهد "امبا" السويسري لأبحاث المواد و منظمة أطباء بلا حدود وجامعة جنيف تطوير بزة أفضل وأكثر ملائمة للمناخ المداري الحار.
أفتك الفيروسات التي أرعبت العالم
حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي وباء "زيكا" في العالم، بعد أن أصاب الفيروس أكثر من 20 ألف شخص في أمريكا اللاتينية. وبذلك ينضم الفيروس إلى قائمة طويلة من الفيروسات الخطيرة التي أرعبت العالم في السنوات العشر الأخيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Oghene
ينتقل فيروس "زيكا" عبر لسعات البعوض، وهو فيروس يسبب تشوهات خلقية للمواليد الجدد، إذ يمكن أن يولد الطفل بجمجمة أصغر من الحجم الطبيعي. منظمة الصحة العالمية تتوقع أن يصاب حوالي أربعة ملايين شخص بهذا المرض في عام 2016.
صورة من: Getty Images/M. Tama
يتكاثر البعوض خاصة في المياه الراكدة وفي الأحياء الفقيرة، ولتفادي انتقال هذا المرض إليها، اتخذت مصر إجراءات احتياطية في مطار القاهرة، ونفت وجود حالات اشتباه لفيروس "زيكا" على أراضيها. أما البحرين، فنفت وجود البعوض الناقل للمرض في أجوائها. في المقابل، أشارت وزارة الصحة المغربية، إلى أن احتمال انتشار المرض في المملكة "ضئيل جدا".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Reyes
أثار فيروس "الإيبولا" في العامين الماضيين الرعب في العالم، بعد أن تفشى بصورة كبيرة في غرب أفريقيا. الوباء تسبب في مقتل أكثر من 11 ألف شخص. ينتقل فيروس "الإيبولا" القاتل عبر الاحتكاك المباشر، وهذا ما دفع المغرب لتأجيل استضافة بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم سنة 2015، كما أوقفت السعودية العام الماضي إصدار تأشيرات الحج والعمرة لحجاج قادمين من غينيا وليبيريا وسيراليون.
صورة من: Amandine Colin/Ärzte ohne Grenzen
لقي حوالي 584 شخصاً حتفهم في السنوات الأربع الأخيرة جراء فيروس "كورونا"، المعروف أيضا بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. أغلب حالات الوفيات سجلت في المملكة السعودية. الخبراء رجحوا أن الإبل هي مصدر الفيروس، وهو يؤدي إلى التهاب في الجهاز التنفسي، مع ارتفاع شديد لحرارة الجسم.
صورة من: picture-alliance/AP
تسبب وباء انفلوانزا الخنازير في وفاة أكثر من 15 ألف شخص بين 2009 و2010، وهو فيروس ينتقل من الخنازير المصابة إلى البشر عبر لمس الأنف أو الفم وعبر السعال أو العطس. من أعراضه ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات. أكثر من 1000 شخص لقوا حتفهم في 22 دولة عربية بسبب الفيروس حسب منظمة الصحة العالمية.
صورة من: Novartis Vaccines
ظهر مرض انفلوانزا الطيور في هونغ كونغ في الصين بين عامي 2003 و2005، وانتشر بعدها في القارة الآسيوية، وهو مرض معد يصيب الطيور وينتقل إلى البشر عبر اللمس خاصة عن طريق الدواجن الحية. ما دفع العديد من الدول العربية كمصر وتونس لمنع استيراد الدواجن من الدول الآسيوية. لكن رغم ذلك، تسبب المرض في وفاة أكثر من 80 شخصا في مصر إلى غاية سنة 2015، وهي النسبة الأعلى في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Oghene
6 صورة1 | 6
ومن المقرر أن يعلن الباحثون خلال أيام عن النموذج الأول لهذه السترة وذلك خلال "منتدى جنيف للصحة". وقالت جامعة لوزان إنه من الممكن لزوار المنتدى ارتداء هذه السترة على سبيل التجربة. وأوضح لورينت كايزر من معمل أبحاث الفيروسات التابع لمستشفى جنيف الجامعي في بيان له أن السترة الحالية المستخدمة في حماية المتطوعين في أماكن الأوبئة تحتوي على عشر طبقات بالإضافة إلى نظارة غطس سرعان ما تكون طبقة ضبابية عليها عند استخدامها في وسط حار و قفازات جراحية و مئزر سميك.
أضاف كايزر أن الحذاء البلاستيكي الحالي يمتلئ بعرق المتطوع بعد نحو ساعة من ارتدائه وأن السترة الواقية تحتاج نحو 15 دقيقة لارتدائها أو خلعها ولا يمكن استخدامها أكثر من مرة غالبا مما يضطر فرق الإنقاذ للتخلص منها. أما السترة الجديدة فعبارة عن جزء واحد وطورت بشكل يسهل معه تطهيرها في محلول كلور واستخدامها على مدى ثلاثة أشهر رغم أن تكلفتها أقل أربع مرات من تكلفة السترة الحالية. غير أن السترة الجديدة لا تزال تحتاج إلى نظام تهوية يحتاج تطويرها إلى المزيد من المال الذي تسعى الجهات المطورة لجمعه. ورغم ذلك فقد حظي النموذج الأول للسترة الواقية حسب بيان مستشفى جنيف الجامعي باهتمام ممثلي منظمة الصحة العالمية خلال لقاء سابق.