1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ستون عاما على قيام دولة إسرائيل والنكبة: تغلب على الماضي أم تهدئة للضمير

٣ مايو ٢٠٠٨

في شهر مايو/أيار الجاري تحتفل دولة إسرائيل بالذكرى الستين لتأسيسها. وعلى الرغم من عدم احياء ذكرى النكبة الفلسطينية، إلا أن هناك اهتماماً متزايداً من جانب جزء من الشباب الإسرائيلي بهذا الفصل الحزين من تاريخ فلسطين.

قيام دولة إسرائيل يرتبط في الذاكرة الفلسطينية بالتهجير واللجوءصورة من: AP

تعتقد صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن هناك تحولاً في علاقة الإسرائيليين بالنكبة الفلسطينية، والدليل المزعوم هو أن روايات الكُتاب الإسرائيليين الشبان التي تتناول مصير الفلسطينيين تغزو قوائم أفضل المبيعات، كما أن عدداً متزايداً من الإسرائيليين ينشط للحفاظ على الآثار الفلسطينية المهددة بالهدم.

نظرية جرئية. كبرهان على هذا التغير المزعوم في المفاهيم تورد الجريدة رواية "أربعة منازل واشتياق واحد" للكاتب الإسرائيلي إشكول نيفو البالغ من العمر سبعة وثلاثين عاماً والتي تُرجمت إلى الألمانية أيضاً. تدور الرواية حول زوجين، طالبة وطالب، من اليهود الغربيين، يسكنان لدى يهود من أصل كردي في إحدى ضواحي القدس التي كانت سابقاً قرية فلسطينية تسمى القسطل.



تصالح، لا عودة

الرواية أبطالها يهود، وهي تتمحور حول مشاكلهم العاطفية أو خلافاتهم حول الدين. على الهامش تظهر أيضاً شخصية عربية: عامل بناء فلسطيني يكتشف في هذا المكان فجأة المنزل الذي كان يسكنه والداه. وبسبب محاولاته العنيدة لإلقاء نظرة داخل المنزل بعد كل هذه السنوات، تحوم حوله شبهة الإرهاب ويُلقى به في السجن.

قراء الرواية أُعجبوا بصورة خاصة بالتصالح الذي تصل إليه الشخصيات اليهودية في النهاية. ويُظهر الكاتب في الرواية تعاطفاً مع مصير الفلسطيني، بالرغم من ذلك فإن موقفه من القضية الفلسطينية واضح لا لبس فيه: في لقاء مع "هآرتس" يؤكد نيفو بكل وضوح أنه ضد عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل.

لا تغير في المفاهيم إذن، إنها بالأحرى موضة بين المثقفين – تهدئة الضمير بدلاً من خوض نقاش جاد لمعالجة أخطاء الماضي، نقاش قد يؤدي إلى تبعات سياسية واقتصادية. على هذه الموجة يركب روائي آخر تمتدحه "هآرتس"، وهو الكاتب الإسرائيلي ألون هيلو البالغ من العمر ستة وثلاثين عاماً، والذي تسجل روايته "مزرعة الدجاني" أعلى المبيعات حالياً.

أخلاقيات من دون عواقب

تدور أحداث هذه الرواية في فلسطين في القرن التاسع عشر. بكل الحيل يحاول مستوطن إسرائيلي الاستيلاء على الأرض الخصبة التي يزرعها الفلاحون الفلسطينيون، ومن تلك الحيل العلاقة الغرامية التي يقيمها مع الأرملة العربية. ابن الأرملة يستطيع أن يكشف حجاب الغيب وكأنه نبي، فيصف في مذكراته اليومية كيف ستعلو في قريته قريباً العمارات التي يشيدها المستوطنون اليهود الاستعماريون، وكيف سيطوي النسيان السكان الأصليين.

تقدم الرواية للقراء المتحمسين إلى جانب مشاهد جنسية عديدة نوعاً من تهدئة الضمير، لأنها تسمح لهم بالارتفاع أخلاقياً فوق صهاينة الماضي الأشرار. لكن الكتاب لا يحث القارئ على خوض نقاش حقيقي حول وضع الفلسطينيين المزري حالياً.

الأمر نفسه ينطبق أيضاً على ما تصفه "هآرتس" بأنه اهتمام عريض من الرأي العام بالحفاظ على المنازل الفلسطينية التي نجت من التدمير المنهجي منذ عام 1948، والتي يتحتم عليها الآن أن تخلي الطريق لبنايات جديدة، فهذا الاهتمام محدود. والحالة الأخيرة التي تشير إليها الصحيفة الصادرة في تل أبيب لم تكن تستطيع أن تغض البصر عنها، إذ إن هذه البيوت ملاصقة تقريبا لمبنى "هآرتس"، ونعني هنا منازل قليلة كان يسكنها فلسطينيون في قلب تل أبيب، ومن المخطط الآن بناء عدة ناطحات سحاب مكانها. تقريران في التلفزيون اهتما بهذا الموضوع، أما النتيجة فكانت في كليهما مطمئنة بالنسبة للإسرائيليين: لا ينوي أصحاب البيوت الفلسطينيون العودة مطلقاً، كما أن المرء لا حول له ولا قوة أمام شركة العقارات الكبيرة التي اشترت الأراضي الغالية الثمن.

إهتمام الجيل الإسرائيلي المتزايد بمصير الفلسطينيين يمكن أن يساعد في احلال السلامصورة من: picture-alliance/dpa
وصول مهاجرين يهود إلى حيفا في عام 1948صورة من: picture-alliance / akg-images

يوسف كرواتورو
ترجمة: صفية مسعود
2008 قنطرة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW