ستون قطعة فنية احتفالا بمرور ستين عاما على قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية
٢ مايو ٢٠٠٩في إطار الاحتفالات بمرور ستّين عاما على نشاة جمهورية ألمانيا الاتحادية، افتتحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الخميس الماضي (30 أبريل/نيسان) معرضا فنيا في العاصمة برلين، حمل عنوان "ستون عاما – ستون قطعة فنّية".
ويهدف المنظّمون من وراء هذا المعرض الفني، الذي يضم أعمالا فنية لفنانين ألمان تم انجازها في الفترة بين 1949 و 2009 ، إلى استعراض التاريخ الألماني الحديث عبر رحلة فنية متواصلة تعكس مختلف الاتجاهات الفنية والتأثيرات السياسية والاجتماعية التي مرّت بها الديمقراطية الألمانية الجديدة خلال الستين عاما الأخيرة.
أعمال فنية تنبثق عن مبدأ الحرية
وتعرض على مدى ستة أسابيع بداية من نهاية شهر أبريل/ نسيان إلى 14 من يونيو/حزيران أفضل الأعمال الفنية من لوحات زيتية ورسومات وصور فوتغرافية ومنحوتات وغيرها من القطع الفنية لفنانين ألمان تركوا بصامتهم على الساحة الفنية الألمانية على غرار بوزيف بويس (Joseph Beuys) وروبريشت غايغر (Ruprecht Geiger) وريبكا هورن (Rebecca Horn) وكذلك غيرهارد ريشتر (Gerhard Richter).
ونقلا عن الصحيفة الألمانية الرصينة زود دويتشه تسايتونغ (Süddeutsche Zeitung) يقول الناقد الفني وأحد منظمي المعرض الفني، بيتر إيدن، إن "ألمانيا قد عاشت بعد الحرب العالمية الثانية فترة من الازدهار الفني لمجتمع حرّ لا مثيل لها".
وتكمن الفكرة وراء هذا المعرض في عرض أفضل الأعمال للفنانين الألمان لكّل سنة ابتداء من عام 1949 وصولا إلى عام 2009، وهو ما يفسّر شعار المعرض "ستون عاما – ستون قطعة فنّية".
ويشير الناقد الفني إيدن إلى أن كلّ قطعة فنية وكلّ عمل فني يعكس اتجاها فنيا معيّنا ينبثق بدوره عن "مبدأ الحرية، التي يضمنها الدستور الألماني"، الذي أصبح ساري المفعول في ألمانيا الغربية منذ 1949، ثم أصبح دستور ألمانيا الموحّدة منذ عام 1990.
وكما يؤكّد إيدن فإن المعرض لا يطمح إلى عرض كلّ الأعمال الفنية الألمانية، التي ظهرت خلال السّتين عاما الأخيرة، وانّ المعروضات إنّما هي مختارات لها دلالاتها الفنية والتاريخية.
إقصاء لفنّ ألمانيا الشرقية
ووُجهت انتقادات حادّة إلى منظمي المعرض الفني تمحورت حول إقصاء الأعمال الفنية التي ظهرت في ألمانيا الشرقية قبل سقوط جدار برلين، ذلك أن المعرض يتضمّن أعمالا فنية لفنانين على غرار فولفغانغ ماتهوير (Wolfgang Mattheuer) ونيو راوخ (Neo Rauch) ظهرت في ألمانيا الشرقية بعد سقوط النظام الاشتراكي فيها، أي بعد عام 1989.
من جهتها، نقلت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" رفض المتحدّث باسم منظمي المعرض، فالتر سميرلينغ، هذه الانتقادات، وتشديده على أن اختيار الأعمال الفنية يستند إلى الفقرة الثالثة من المادّة الخامسة من الدستور الألماني والتي تؤكّد على حرية الفن والعلم والأبحاث والتعليم.
وأشار سميرلينغ إلى أن النظام الاشتراكي في ألمانيا الشرقية كان يقمع الفن والفنانين، مؤكّدا على أن المعرض الفني لا يعرض أعمالا، اُنجزت بأمر من الحكومة أو في ظل سياسة حكومية معيّنة.
كما لفت المتحدّث الانتباه إلى أن المعرض يقدم أعمال فنية لفنانين من ألمانيا الشرقية أنجزوا أعمالهم "بحرية" في ألمانيا الغربية، على غرار غيرهارد ريشتر (Gerhard Richter) وغونتير أوكير(Günther Uecker).
الجدير بالذكر في هذه الإطار أنه يصاحب كلّ عمل فني عرض تاريخي للحقبة، التي اُنجز وظهر فيها العمل، فعلى ستين شاشة تعرض أفلام قصيرة توثق الأحداث السياسية والاجتماعية لكّل سنة منذ عام 1949 إلى يومنا هذا.
(ش.ع، د.ب.أ )
تحرير: لؤي المدهون