انتقد زعماء ست دول أوروبية توزيع لقاحات كورونا داخل التكتل داعين لمناقشة العملية، بعدما قالت النمسا إنه غير متكافئ. وقال مستشار النمسا إن بعض الدول ربما وقعت "عقودا سريّة" مع شركات اللقاحات لتلقي جرعات أكثر مما يحق لها.
إعلان
دعت النمسا وجمهورية تشيكيا وسلوفينيا وبلغاريا ولاتفيا اليوم السبت (13 مارس/ آذار 2021) إلى عقد قمة لقادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة "التفاوتات الكبيرة" في توزيع اللقاحات، على ما جاء في رسالة نشرت السبت، بعث بها زعماءهذه الدول إلى مسؤولي الاتحاد الأوروبي، محذرين من أن النظام الحالي سيؤدي إلى خلق "تفاوت شاسع" بين الدول الأعضاء بحلول الصيف. وانضمت كرواتيا للمبادرة في وقت لاحق اليوم السبت.
وقال زعماء هذه الدول في الخطاب إن النظام الحالي من شأنه العمل على استمرار "خلق، وتفاقم، مظاهر التفاوت الشاسع بين الدول الأعضاء بحلول الصيف المقبل حيث ستصبح بعض الدول قادرة على تحقيق مناعة القطيع في غضون أسابيع قليلة فيما سيتخلف آخرون إلى حد بعيد".
ووجه الزعماء رسالتهم إلى رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين. ودعا الخطاب إلى "إجراء نقاش بشأن هذه المسألة المهمة بين القادة في أقرب وقت ممكن".
وكتب رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش السبت على تويتر أنّه حتى تصبح معدلات التلقيح مرتفعة بما يكفي لكبح انتشار الفيروس "يجب توزيع الإمدادات حقا بين الدول الأعضاء حسب عديد سكانها".
وأكّد متحدث باسم المفوضية الأوروبية تلقيه الرسالة وقال "نقوم بدراستها وسنرد في الوقت المناسب".
وكان المستشار النمساوي سباستيان كورتز قد أعلن أمس الجمعة أن جرعات اللقاح لم يتم تقسيمها بالتناسب بين الدول الأعضاء وأنه تم الاتفاق على عقود توريد إضافية نتيجة لمفاوضات افتقرت للشفافية في مجموعة التوجيه التابعة للاتحاد الأوروبي. وبحسب كورتز، لدى دول مثل هولندا والدنمارك إمكانية الحصول على جرعات لقاح للفرد أكبر بكثير من الجرعات المخصصة لدول أخرى مثل بلغاريا أو كرواتيا.
ومن جانبها نفت هولندا الاتهامات التي وجهها إليها كورتز، وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال متحدث باسم وزارة الصحة الهولندية إن بلاده تحصل على اللقاحات عبر الآلية الموجودة في الاتحاد الأوروبي، مضيفا: "ونحن ملتزمون بالاتفاقات".
وكتب كورتز على تويتر اليوم السبت (13 مارس/ آذار 2021) أنه دعا، ومعه أربعة من نظرائه في رسالة مشتركة، إلى إجراء مناقشات لإيجاد "حل أوروبي".
ونشرت وسائل الإعلام النمساوية الرسالة، التي جاء فيها أنه "في الأيام الأخيرة... اكتشفنا أن... تسليم جرعات اللقاح من قبل شركات الأدوية إلى عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا يتم تنفيذه على قدم المساواة" وفقا لعدد السكان. وأضاف "لذلك ندعوكم يا شارل لإجراء مناقشة حول هذه المسألة المهمة بين الزعماء في أقرب وقت ممكن".
وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن الأمر متروك للدول الأعضاء "لطلب أقل أو أكثر من لقاح معين"، فيما قال مسؤول آخر في التكتل السبت إن "التنسيق لمكافحة الوباء" سيكون النقطة الأولى للمناقشات خلال القمة القادمة، المقرر عقدها في نهاية مارس/ آذار.
ومن جهتها، رفضت وزارة الصحة النمساوية اتهامات كورتز، مؤكدة تصريحات الاتحاد الأوروبي بأنه يُسمح لكل دولة عضو بتحديد عدد جرعات اللقاحات المختلفة التي ترغب في شرائها. وقالت الأمينة العامة لوزارة الصحة النمساوية إينيس ستيلينغ في مقابلة مع الإذاعة العامة السبت إنّ "هذه المفاوضات كانت متوازنة وشفافة للغاية".
وألقى الاتحاد الأوروبي باللوم في طرحه البطيء للقاحات على مشاكل الإمداد والتسليم، ولا يزال متخلفًا عن الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا من حيث النسبة المئوية للسكان الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات.
ص.ش/ أ.ح (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance