ست دول أوروبية تعتزم استقبال مهاجري سفينة "أوبن آرمز"
١٦ أغسطس ٢٠١٩
أعلنت روما أن ست دول أوروبية، بينها ألمانيا وفرنسا وإسبانبا أعربت عن استعدادها لاستقبال بعض المهاجرين العالقين على متن سفينة إنقاذ تقف بالقرب من ميناء جزيرة لامبيدوزا الإيطالية وسط البحر المتوسط.
إعلان
أعلنت ست دول من الاتحاد الأوروبي استعدادها لاستقبال بعض المهاجرين الـ147 العالقين على متن سفينة إنقاذ بالقرب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وفق ما أعلنت روما الليلة الماضية. وفي رسالة موجهة إلى وزير الداخلية الايطالية اليميني الشعبوي ماتيو سالفيني الذي كان يسعى الى منع دخول سفينة "أوبن آرمز" التي تحمل المهاجرين الى المياه الايطالية، قال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي "لقد أبلغتني دول فرنسا وألمانيا ورومانيا والبرتغال وإسبانيا ولوكسمبورغ بأنها على استعداد لاستقبال المهاجرين".
واضاف كونتي في رسالته "مرة أخرى، يمد نظراؤنا الأوروبيون لنا يد العون"، منتقدا سالفيني الذي كان يدعو منذ الخميس الماضي رئيس الوزراء الايطالي الى التنحي.
يشار إلى أن السلطات الإيطالية في جزيرة لامبيدوزا قد سمحت فجر اليوم الجمعة (16 آب/ أغسطس 2019) بنزول بعض المهاجرين من السفينة وذلك لأسباب صحية.
وسفينة الإنقاذ "أوبن آرمز" راسية قبالة جزيرة لامبيدوزا، واعلنت منظمة "برواكتيفا أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية التي تشغّلها أنها لن تحاول الدخول عنوة إلى ميناء الجزيرة. وقال أوسكار كامبس مؤسس المنظمة الأربعاء إن طاقم السفينة المؤلف من 19 بحارا يواجه بشكل متزايد صعوبات في احتواء التوترات الناجمة عن ضبابية الوضع والتوتر المسيطر على المهاجرين.
على صعيد متصل، دعت المستشارة الألمانية انغلا ميركل مساء أمس الخميس إلى استئناف عمليات الانقاذ من قبل جهات حكومية، كعملية صوفيا في الفترة الماضية. وقالت ميركل على هامش حفل توديع وزيرة الدفاع الألمانية السابقة، ورئيس المفوضية الحالية، أورزولا فون دير لاين في برلين " بالتأكيد لكان الأمر جيدا لو كانت لدينا عملية صوفيا بسفن تابعة لدول للمساهمة في عمليات الانقاذ في البحر.
وانتشلت السفينة المهاجرين من قوارب في البحر المتوسط، حيث تشجع الظروف الجوية المزيد منهم على الابحار من ليبيا. ورفضت إيطاليا ومالطا اعطاء الاذن للسفينة بالرسو في موانئها وانزال الركاب الموجودين على متنها.
ح.ع.ح/ع.خ(أ.ف.ب)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو