نفى مسؤول إماراتي كبير مزاعم إيرانية تشير إلى تورط الإمارات في تدريب قوات نفذت الهجوم على العرض العسكري في جنوب غرب إيران. وأفادت حصيلة رسمية أن 29 شخصا قتلوا في الأهواز عندما فتح أربعة رجال النار على حشد من الناس.
إعلان
قال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر "التحريض الرسمي ضد الإمارات في الداخل الإيراني مؤسف ويتصاعد عقب هجوم الأهواز في محاولة للتنفيس المحلي". وأضاف "موقف الإمارات التاريخي ضد الإرهاب والعنف واضح واتهامات طهران لا أساس لها".
واحتجت طهران رسميا اليوم الأحد (23 سبتمبر/ أيلول 2018) لدى الإمارات العربية المتحدة على "تصريحات مهينة" أدلى بها على ما يبدو مسؤول إماراتي بشأن الاعتداء الذي وقع في الأهواز السبت، كما ذكرت وكالة الأنباء الطلابية شبه الرسمية (ايسنا).
ونقلت الوكالة عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن الوزارة استدعت القائم بالأعمال الإماراتي في طهران لإبلاغه "باحتجاج حازم على التصريحات غير المسؤولة والمهينة التي أدلى بها مستشار" للحكومة الإماراتية. ولم توضح طهران اسم المسؤول الإماراتي ولا أين أدلى بتصريحاته.
وحذرت طهران القائم بالأعمال الإماراتي من أن "الحكومة الإماراتية ستتحمل مسؤولية (...) أي دعم فاضح للإرهاب يعلنه أفراد مرتبطون" بها.
وأفادت حصيلة رسمية أن 29 شخصا قتلوا في الأهواز، عاصمة محافظة خوزستان، عندما فتحت مجموعة مسلحة من أربعة رجال النار صباح السبت على حشد كان يحضر عرضا عسكريا في اليوم الوطني للقوات المسلحة. وتحيي إيران في هذا اليوم ذكرى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات (1980-1988).
وترجح طهران فرضية تورط الانفصاليين العرب في الهجوم، لكنها اتهمت أيضا دولة "صغيرة" في الخليج بالوقوف وراء هذا العمل "الإرهابي". ويشكل العرب غالبية سكان خوزستان.
وكان هجوم الأهواز موضوع العناوين الرئيسية للصحف الإيرانية الأحد. وقد نشر عدد منها صور جنود يحملون أطفالا سقطوا برصاص المسلحين الأربعة الذين قتلوا. وشددت صحف عدة في عناوينها على "وحدة" الأمة الإيرانية في مواجهة هذا الاعتداء. وقال التلفزيون الحكومي إن تشييع الضحايا سيتم الاثنين.
طهران تحتج لدى دول أوروبية
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية ليل السبت الأحد أنها استدعت سفيري الدنمارك وهولندا والقائم بالأعمال البريطاني لإبلاغهم "احتجاج إيران الشديد على إيواء دولهم لبعض أعضاء المجموعة الإرهابية التي ارتكبت الهجوم الإرهابي" في الأهواز.
وكانت قناة "إيران انترناشونال" الفضائية بثت السبت إعلان تبنٍ باسم "الجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية".
لكن هذه المجموعة الانفصالية التي تطالب "بحق تقرير المصير والحرية والاستقلال"، نفت في بيان على موقعها الالكتروني أي تورط في الهجوم، واتهمت سلطات طهران بالسعي إلى شغل الناس عن الدعم الذي تقدمه إلى "ميليشيات في المنطقة".
وقالت إن "السلطات الإيرانية الإرهابية (تقف) خلف عملية الهجوم على الاستعراض العسكري في الأحواز لتبرئة نفسها من الإرهاب وتمويل الإرهابيين من دواعش وميليشيات في الاقليم والعالم ولتتباكى أمام الرأي العالمي من الوضع الحساس الراهن".
وتجاهلت إيران هذا النفي. وأبلغت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البريطاني أنه "من غير المقبول السماح لمتحدث باسم (هذه المجموعة الانفصالية) تبني هذا العمل الإرهابي عبر محطة تلفزيونية مقرها لندن".
كما طلبت إيران من الدنمارك وهولندا تسليمها أعضاء هذه المجموعة متهمة البلدين باستقبالهم على أراضيهما.
وقال وزير الخارجية الدنماركي اندرس سامويلسن لشبكة التلفزيون الدنماركية "إذا ثبتت أي علاقات مع الدنمارك فسيكون لذلك عواقب بالتأكيد".
أما وزارة الخارجية الهولندية فقد ذكرت لفرانس برس أنها "استمعت إلى رواية إيران وقدمت تعازيها بعد الاعتداء".
م.أ.م/ف.ي ( رويترز، أ ف ب)
الاقتصاد الإيراني.. انتكاسة واضحة ومستقبل مهدد
يشهد الوضع الاقتصادي بإيران تراجعا. فبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات اقتصادية وضغوط على إيران، فضلا عن خروج متظاهرين إلى الشارع احتجاجا على الوضعية الإقتصادية، صارت إيران تعيش على وقع أزمة مرجح تفاقمها.
صورة من: IRNA
أكبر احتجاجات منذ سنوات
شهدت إيران مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017 وانطلاق العام الجديد 2018 موجة مظاهرات بمناطق عدة نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة والأزمة المالية الخانقة بالبلد، وقتل فيها العشرات واعتقلت السلطات الآلاف. وهذه هي الحركة الاحتجاجية الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009.
صورة من: Irna
العملة الإيرانية تفقد قيمتها
فقدت العملة الوطنية الإيرانية نصف قيمتها. وقد أشارت أرقام صادرة عن البنك الدولي، أن الاقتصاد الإيراني انخفض من المركز 17 إلى 27 على مستوى العالم خلال العقود الأربعة الماضية. لكن طلب الولايات المتحدة من الشركات العالمية وقف استيراد النفط الإيراني يهدد الاقتصاد بأزمة أكبر، إذ يمثل بيع النفط نسبة 64 بالمائة من إجمالي صادرات إيران، كما يشكل مصدرا أولا للعملة الصعبة التي تدخل البلد (الدولار واليورو).
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
الريالات الإيرانية في تدهور
أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى أن ورقة الـ10 آلاف ريال إيراني كانت تساوي قبل عام 1979 حوالي 150 دولارا أمريكيا، أما الآن فهي أكثر بقليل من 10 سنتات في سوق الصرف المتقلبة في طهران. وبالرغم من استعادة الاقتصاد الإيراني لعافيته بعد 2015، إلا أنه بقي هشا. ويُنتظر أن يزيد تدهورا بعد فرض العقوبات التي ستؤثر على الريال الإيراني.
صورة من: AP
ارتفاع أسعار الذهب
أكد رئيس اتحاد تجار الذهب في طهران، أن الصراع بين إيران وأمريكا، أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب في البلاد، حسب ما تناقلته مواقع إخبارية. وسجلت المسكوكة الذهبية في السوق الإيرانية رقما قياسيا جديدا ببلوغها الـ 3 ملايين و400 ألف تومان، حيث زاد سعرها نحو 600 ألف تومان خلال شهر واحد.
صورة من: Isna/Rohollah Vahdati
البنوك في أزمة!
يواجه البنك المركزي الإيراني صعوبات كبيرة في تنفيذ المعاملات المالية داخل البلد وخارجه. ويعزي البعض ذلك إلى أخذ البنك لودائع تقدر نسبة فائدتها السنوية بـ20 إلى 23 بالمائة. وبسبب العقوبات الأمريكية، خفضت البنوك معدلات الفائدة ما بين 10 إلى 15 بالمائة، مما دفع الكثير من المودعين إلى سحب أموالهم لشراء الدولار واليورو. وهو ما أدى إلى تفاقم نقص العملات الأجنبية، وإغلاق مكاتب صرافة، لكن دون جدوى.
صورة من: Isna
أسعار خيالية!
من بين المؤشرات على تأزم الوضع الاقتصادي في إيران، انخفاض قيمة الريال الإيراني الذي أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة بنسبة 100 بالمائة، علاوة على ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني. هذا بالإضافة إلى انخفاض نشاط بورصة السلع الإيرانية إلى حد أدنى. وتشير توقعات خبراء في شركة "بي أم آي" للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن يشهد الاقتصاد الإيراني انكماشاً بنحو 4 في المئة العام المقبل.
صورة من: AP
التضخم يرفع الأسعار
شكل التضخم خلال السنوات الماضية عاملا أساسيا في تدهور الاقتصاد الإيراني حيث يبلغ متوسط معدل التضخم ما بين 19 و20 بالمائة سنويا. وحسب مركز الإحصاء الإيراني الحكومي في طهران فإن معدل التضخم وصل في يونيو/ حزيران الماضي إلى نحو 8.7 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، الأمر الذي يكشف عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، وانخفاض قيمة العملة المحلية مؤخرا.
صورة من: ILNA
فقر وبطالة وهجرة
ساهمت مشكلة التضخم في ظهور الطبقات المجتمعية بإيران وانتشار الفقر والبطالة. وحسب تقديرات البنك الدولي فإن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيران استنادا إلى القدرة الشرائية الحقيقية للعملة الإيرانية بين عامي 1976 و2017، يكشف أنه خلال هذه الفترة أصبح الإيراني أكثر فقرا بنسبة 32 بالمئة. كما تشير الاحصائيات إلى أن عددا كبيرا من الشباب الإيراني يحاول الفرار من الأوضاع المتأزمة.
صورة من: shahrvanddaily.ir
صفقات في مهب الريح!
من بين الجوانب المرجح تأثرها السلبي بالعقوبات الأمريكية، الصفقات المعقودة مع كبرى الشركات الدولية على الصعيد العالمي وعلى صعيد النفط وأيضا والأجهزة الإلكترونية، مثل الصفقات التي عقدتها طهران مع شركة توتال النفطية وشركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات وجنرال إلكتريك للأجهزة والمعدات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتكاسة السياحة
توتر العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى وبعد العقوبات المفروضة جعل الحالة الإقتصادية لإيران مُقبلة على عزلة تشمل عدة قطاعات مثل السياحة. فبعد أن دشنت شركات طيران كبرى، مثل الخطوط الجوية البريطانية، رحلات إلى البلد بهدف الترويج له كوجهة سياحية، وفتح سلسلة فنادق عالمية مثل Accor عام 2015، يرى مراقبون أن هذه الصفقات قد يتم التراجع عنها بسب قلة السياح ومحدودية رحلات الطيران القادمة من أوروبا. مريم مرغيش