سجال كلامي بين نتنياهو ونصر الله حول صواريخ حزب الله
٢٩ سبتمبر ٢٠٢٠
دخل بنيامين نتنياهو وحسن نصر الله في سجال جديد، بعد أن اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي حزب الله بتخزين أسلحة في مستودع سري في بيروت، في تلميح جديد إلى الانفجار الذي ضرب مرفأ المدينة في الرابع من أغسطس/ آب الماضي.
إعلان
قال زعيم جماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله اليوم الثلاثاء (29 سبتمبر/ أيلول 2020) إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكذب بشأن مواقع صواريخ الجماعة" الشيعية في لبنان.
وتابع نصرالله في خطاب له: "قبل قليل كان رئيس حكومة العدو يتحدث مباشرة في خطاب الأمم المتحدة. مما قال من أجل تحريض الشعب اللبناني على حزب الله مثل العادة".
وأضاف رئيس التنظيم المرتبط بإيران: "نحن لا نضع صواريخ لا في مرفأ بيروت ولا بجانب محطة غاز ونعرف جيدا أين نضع صواريخنا".
وجاء رد نصر الله بعد تحذيرات نتنياهو من أن حزب الله يحتفظ بمستودع أسلحة سري في قلب بيروت، وذلك في خطاب بالفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء.
وفي إشارة إلى الانفجار الدامي الذي وقع في مرفأ بيروت الشهر الماضي، أشار نتنياهو إلى خريطة مشروحة لمنطقة الجناح في المدينة قائلاً: "انفجار آخر قد يحدث هنا".
وتابع نتنياهو بأن مصنع صواريخ تابع لحزب الله يوجد بجوار شركة غاز في الحي جنوبى بيروت، قائلا وهو يشرح عبر عرض إلكتروني: "هذه أسطوانات غاز. هنا.. إنه على بعد أمتار قليلة من محطة وقود. إنه على بعد 50 مترا من شركة الغاز، هنا المزيد من شاحنات الغاز، وهي ضمن مساكن مدنية هنا، ومساكن مدنية هنا".
ودعا نتنياهو سكان منطقة الجناح إلى المطالبة بهدم المستودع. وبعد وقت قصير من خطابه، نشر الجيش الإسرائيلي معلومات حول ثلاثة مواقع لتصنيع صواريخ موجهة بدقة يقول إن حزب الله يستخدمها في بيروت، بما في ذلك الموقع الذي تحدث عنه نتنياهو.
يذكر أنه في الرابع من آب/ أغسطس 2020 تعرّض مرفأ بيروت لانفجار ضخم بسبب اشتعال كميات من نترات الأمونيوم، ما أدى إلى مقتل وجرح المئات، وأضرار مادية كارثية فاقمت الوضع الاقتصادي الصعب، ما أدى إلى استقالة الحكومة.
إ.ع/ص.ش ( د ب أ، رويترز)
سحابة موت وأطلال وضحايا بالآلاف.. صور مروعة من انفجار بيروت
إنها كارثة لم تشهدها بيروت في تاريخها من قبل: انفجار يذكر بقنابل هيروشيما وناغازاكي النووية، "دمر أو تضررت منه نصف منازل بيروت". وتعيش المدينة "المنكوبة" صدمة لا توصف ويهب الجميع للمساعدة، حتى "الأعداء".
صورة من: Getty Images/AFP/STR
أفلام نهاية العالم تتحول لواقع في بيروت
كان يوم الثلاثاء (الرابع من آب/ أغسطس 2020) يوماً صيفياً عادياً في تاريخ بيروت حتى دقائق قليلة بعد الساعة السادسة مساء بتوقيت العاصمة اللبنانية، عندما وقعت كارثة تشبه مشاهد أفلام نهاية العالم: انفجار مروع في "العنبر رقم 12" بمرفأ بيروت "كان يتم فيه تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة" حسب رئيس الوزراء حسان دياب.
صورة من: Reuters/A. Taher
سحابة عيش الغراب المرعبة
رغم أن الانفجارات في بيروت ليست شيئاً غريباً إلا أن ما شاهده السكان في انفجار مرفأ بيروت أمر لم يروه من قبل. فبعدما شاهدوا سحابة دخان كثيف وقع الانفجار الذي هزّ كل لبنان وصولاً إلى جزيرة قبرص على بعد 200 كيلو متر، وظهرت في مكان الانفجار سحابة عيش الغراب، التي ترتبط في الأذهان بالانفجارات النووية، مثل السحابة التي علت سماء ناغازاكي بعد إلقاء قنبلة نووية عليها في أغسطس/ آب 1945.
صورة من: Reuters/K. Sokhn
تحذيرات منذ 2014
إنه "كابوس" ليلة صيف، تم التحذير من وقوعه قبل سنوات، فقد كشف القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، أن تقريراً أمنياً يعود لـ 2014، حذر من إمكانية حدوث انفجار بسبب تخزين مواد شديدة الانفجار بطريقة لا تراعي السلامة العامة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
عدد لا يحصى من الضحايا
بعد الانفجار الذي حول منطقة المرفأ إلى أطلال، عمل رجال الإنقاذ بدعم من عناصر الأمن طوال الليل بحثاً عن ناجين أو ضحايا عالقين تحت الأنقاض. وفي ظهر اليوم التالي يفيد الصليب الأحمر اللبناني أن هناك أكثر من مئة قتيل وأربعة آلاف جريح، وأن فرقه ما تزال تقوم بعمليات بحث وإنقاذ في المناطق المحيطة بالموقع. لكن مهما قيل عن أعداد الضحايا ستبقى معلومات أولية، فالأعداد الحقيقية بحاجة لوقت طويل لحصرها.
صورة من: Reuters/M. Azakir
دمار شامل وخسائر مادية مهولة
إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها، بحسب عبود. فبجانب الخسائر البشرية التي لا تعوض، هنالك خسائر مادية فادحة فقد "تدمر أو تضرر نحو نصف بيروت"، وصرح محافظ المدينة المنكوبة أن "هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن"، مشيراً إلى أنه يقدر كلفة الأضرار بما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، في انتظار التقارير النهائية للمهندسين والخبراء.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
مستشفيات بيروت لم تعد قادرة
يعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة وأوصلت جائحة كورونا المستشفيات إلى أقصى طاقاتها الاستيعابية، وجال مصابون في الانفجار خلال الليل على مستشفيات عدة لم تكن قادرة على استقبالهم. وقال طبيب بمستشفى أوتيل ديو بالأشرفية في شرق بيروت إن عدد الجرحى في المستشفى وصل إلى 500، طالباً عدم إحضار مزيد من المصابين إليها. وأمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Amro
العالم يعزي ويعرض المساعدة.. لكن كيف؟
بعد الانفجار بدأت دول العالم تعزي لبنان وتهب لتقديم المساعدة، لدرجة أن إسرائيل التي مازالت رسميا في حالة حرب مع لبنان، كانت من أوائل من عرضوا المساعدة. وأرسلت دول بالفعل مساعدات مثل الكويت وهولندا وهناك مساعدات في طريقها لبيروت من دول مثل قطر والأردن وألمانيا وتونس مصر وغيرها، ويتعلق الأمر خصوصا بالمعدات الطبية والمستشفيات الميدانية وفرق انقاذ وانتشال الضحايا، مثل الفريق الذي قررت ألمانيا إرساله.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
"السوشيال ميديا" تظهر جانبها الإيجابي
وبالتوازي مع الجهات الرسمية سرعان ما انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" حملات لمساعدة لبنان في محنته. وهنالك منشورات تبادل نشرها مدونون ومغردون داخل وخارج لبنان تتضمن هواتف لأشخاص يعرضون استضافة من فقدوا مساكنهم، وأخرى تدعو للتبرع بالدم والبحث عن المفقودين. إعداد: صلاح شرارة