بعد نحو ستة أشهر من بدء المحاكمة، أصدرت محكمة ألمانية أحكاما بالسجن لعدة سنوات في حق امرأة ألمانية بتهمة الانتماء لـ"داعش". المحكمة وجهت مجموعة من التهم للمشتبه بها من بينها "استعباد" شابة إيزيدية.
إعلان
قضت محكمة ألمانية في مدينة كوبلنس غربي البلاد بسجن ألمانية مشتبه في انتمائها إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بداعش. وأدانت المحكمة المرأة (37 عاما) بالانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية والمساعدة على الإبادة الجماعية، وأصدرت عليها أحكاما بالسجن بلغ مجموعها تسعة أعوام وثلاثة شهور. يذكر أن الحكم الصادر اليوم ليس ساري المفعول بعد.
وقالت قاضية المحكمة في حيثيات الحكم إنها ثبت لديها أن المرأة خلال فترة وجودها مع التنظيم في سوريا وفي العراق "أساءت معاملة شابة إيزيدية باتخاذها جارية في منزلها لقضاء مصالحها الشخصية" وذلك على مدار ثلاثة أعوام. وأضافت القاضية أن " نقطة البداية في هذا هو التقاء امرأتين ما كان يمكن أن تكون هناك نقاط التقاء في حياتهما في الظروف العادية".
وذكرت القاضية أن زوج المتهمة أحضر المجني عليها إلى المنزل وكان يقوم باغتصابها بصفة دورية وأن المتهمة مكنت زوجها من ارتكاب جرائم الاغتصاب وشجعته عليها، وأردفت القاضية أن المتهمة " كان يمكن وكان يتعين عليها أن تفعل شيئا". وتابعت القاضية أن المحكمة لم تتمكن من العثور على أدلة تفيد بأن
المتهمة نأت بنفسها عما حدث لكنها رأت أنها أبدت "على الأقل بوادر" من الندم والإشفاق. ووصفت القاضية المتهمة بأنها امرأة ذكية تملك أمر نفسها وأنها انضمت إلى تنظيم داعش بكامل إرادتها.
وكان الادعاء يطالب بالحكم على المتهمة بالسجن لمدة 10 سنوات ونصف السنة. وبدأت محاكمة المرأة الألمانية في كانون الثاني/يناير. ووفقا للائحة الاتهام، غادرت المرأة إلى سوريا مع زوجها في عام 2014 للانضمام إلى تنظيم "داعش"، وفي عام 2015 انتقل الزوجان إلى الموصل في العراق. ويتردد أن المرأة وزوجها السوري خزنا عددا كبيرا من المتفجرات والأسلحة في منزلهما بالموصل.
وفي عام 2016، تردد أن الزوج أحضر امرأة إيزيدية (22 عاما) إلى المنزل كجارية، وتردد أنها أُجبرت على الطهي والتنظيف وكذلك رعاية أطفال الزوجين. ويزعم أن الزوج، قام وبعلم زوجته، باغتصاب المرأة الإيزيدية وضربها بانتظام. ووفقا للائحة الاتهام، تأكد المتهم من عدم تمكن المرأة من
بعد الاغتصاب والعبودية.. ألمانيا تمنح الأمل لضحايا "داعش" الإيزيديين
تعرضوا للاغتصاب والعبودية. الإيزيديون الذين تمكنوا من الهرب من تنظيم "داعش" الإرهابي تحدثوا عن أحداث مفجعة. جامعة دهوك في العراق تهتم بالموضوع وافتتحت مركزا لمعالجة الصدمات النفسانية بدعم ألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
أمل في تلقي المساعدة
أمضت بروين علي باكو البالغة من العمر 23 عاما سنتين في المعتقل مع ابنتها في قبضة ميليشيا داعش الإرهابية. "لما زلتُ لا أشعر بالارتياح"، تقول بروين. وهي تعيش اليوم في معسكر للاجئين في شمال العراق. لكن بروين علي باكو تبقى متوترة، وتقول إنها لا تقدر على النوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
مركز العلاج الأول من نوعه في دهوك
عندما تسمع بروين علي باكو أصواتا مرتفعة، فإنها ترجف، لأن ذلك يذكرها باختطافها. وهي تعلق أملا كبيرا على مركز معالجة الصدمات بالعراق. إنه المركز الأول من نوعه في المنطقة ويتم تمويله كجزء من مشروع كبير من أموال من ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية التي تمكنت من تولي رعاية 1100 امرأة إيزيدية في 21 من المدن والقرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
مساعدة للاجئين في معسكر "كبارتو"
يمكن الآن تقديم المساعدة مباشرة في العراق. البرنامج الذي تم اعتماده لثلاث سنوات خصصت له ولاية بادن فورتمبيرغ 95 مليون يورو. ويُتوقع رعاية الأشخاص المعنيين بعدة إجراءات ليتمكنوا من التكيف مع مصيرهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
لم يكن أحد مختص في معالجة الصدمات
في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك بلا هوادة في الموصل بين تنظيم "داعش" والقوات العراقية ينجح عدد متزايد من المختطفين من الهرب من قبضة الإرهابيين.ويوجد 26 طبيبا نفسيا في منطقة كردستان المستقلة، لكن لا أحد منهم مختص في معالجة الصدمات. على الأقل ليس في الوقت الحاضر.
نور في نهاية النفق
الجالية الإيزيدية في ألمانيا تضم 100 ألف عضو. واحد منهم هو الخبير في علاج الصدمات يان كيزيلهان الذي جاء إلى ألمانيا في السادسة من عمره، وكان الفاعل الرئيسي في إنشاء معهد معالجة الصدمات في دهوك العراقية. ويتضمن البرنامج مشروع تدريب لمختصين محليين لمعالجة النساء مثل بروين علي باكو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
تدريب طاقم الأخصائيين
يُتوقع تدريب طاقم الأطباء خلال السنوات الثلاث المقبلة من قِبَل 30 أخصائيا محليا وألمانيا. وسيتم اعتماد البرنامج على المستوى الإقليمي. والهدف هو تدريب أكثر من 1000 طبيب نفساني خلال السنوات العشر المقبلة. ويمكن للطلبة اجتياز امتحان شهادة الماستر المزدوجة في العلاج النفسي وعلاج الصدمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
"واجب تقديم المساعدة"
يان كيزيلهان تبادل الرأي حول الموضوع مع شيخ القبيلة بابا شيخ، وكذلك مع آلاف النساء الإيزيديات في معسكرات اللاجئين: "الأمر يتعلق هنا بصدمة جماعية وكذلك إبادة جماعية، وعليه يجب علينا تقديم المساعدة ـ من واجبنا المساعدة". إعداد: بيرغهاوزِن/ هودالي / م.أ.م