تأدية الواجبات المدرسية تمثل عادة عبئاً على المراهقين، الذين يفضلون الخروج أو زيارة الأصدقاء. لكن هل يتوقع أحد أن تكون العقوبة هي السجن؟ هذا ما حصل في ولاية ميشيغان الأمريكية. التفاصيل في هذا التقرير.
إعلان
يتهرب الكثير من المراهقين من تأدية الواجبات المنزلية، لكنهم لا يتوقعون أبداً أن يكون العقاب هو السجن. هذا ما حدث مع مراهقة أمريكية سوداء من ولاية ميشيغان عوقبت بالسجن لعدم تأديتها واجباتها المدرسية خلال أزمة كورونا.
وكانت الفتاة ذات الخمسة عشر عاماً، والتي تعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وتحتاج لدعم خاص في الدراسة، قد تخلفت عن تأدية واجباتها في ظل انتقال الحصص المدرسية من قاعات الدراسة إلى شبكة الإنترنت.
ولسوء حظ الفتاة كان أداء الواجبات المنزلية أحد شروط الإفراج عنها في قضية إيذاء بدني بسبب مشاجرة مع والدتها وسرقة هاتف من إحدى زميلاتها تم اتهامها فيها في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، بحسب ما نشر موقع قناة (RTL) الألمانية.
وكانت القاضية قد وضعت عدة شروط للإفراج عن التلميذة السوداء في القضية السابق ذكرها، ومنها مراقبتها عن طريق نظام (GPS) وعدم استعمال الهاتف الجوال أو الخروج من المنزل، بالإضافة إلى تسليم واجباتها المنزلية في مواعيدها.
وعند معرفة الموظفة المختصة بملف الفتاة أنها تخلفت عن تسليم واجباتها، قامت بالإبلاغ عنها، وهو ما أدى إلى حبسها بمؤسسة للأحداث منذ منتصف شهر مايو/ أيار الماضي، بحسب ما نقلت شبكة إن بي سي الأمريكية الإخبارية (NBC News).
أنا أسود البشرة... كفى عنصرية!
56:05
ورفضت القاضية إيلين برينان إطلاق سراح المراهقة في جلسة عقدت منذ أيام قليلة، قائلة وفق موقع تايمز (Times) الأمريكي: "دوري أن أتخذ قرارات في مصلحة الفتاة. لم يتم احتجازها بسبب الواجبات المنزلية، بل لتمثيلها خطراً على والدتها". كما دافعت القاضية عن قرارها بقولها إن مستواها الدراسي والسلوكي قد تحسن منذ احتجازها.
بيد أن عددا كبيرا من الناس يرى في هذه القضية مظهرا من مظاهر التفرقة العنصرية في النظام القضائي الأمريكي. فبعد انتشار أخبار عن قضية الفتاة التي عرفت إعلامياً بإسم "غريس"، انطلقت مظاهرات أمام مبنى المحكمة منددة بقرار استمرار حبسها.
ونقل موقع تايمز عن فيفيان أندرسن، وهي مؤسسة منظمة "كل فتاة سوداء" (EveryBlackGirl)، قولها إن الأطفال السود يتم حبسهم لأفعال "تعد طبيعية ومقبولة" عند أطفال آخرين. وأضافت ديبي دينغل، عضو مجلس النواب الأمريكي عن الولاية: "لو كان الفاعل شخصا أبيض، لما اتخذت القاضية هذا القرار. فوضع مراهقة في مكان ضيق في ظل جائحة كورونا ليس حلاً"، بحسب ما نقلت عنها شبكة إن بي سي.
وكان تقرير من منظمة (Sentencing Project) الأمريكية نشر في 2015 قد أفاد أن عدد الشباب السود الذين يتم القبض عليهم وسجنهم في ولاية ميشيغان يزيد بأربعة أضعاف عن الشباب البيض، كما نقلت شبكة إن بي سي في تقريرها.
وأدى الجدل الذي أثارته قضية غريس إلى مطالبة عدد من أعضاء الكونغرس وشخصيات سياسية بالولاية الأمريكية بالإفراج عن الفتاة. وبحسب موقع برو بابليكا (Pro Publica) الأمريكي، فتحت المحكمة العليا في ولاية ميشيغان تحقيقاً في تفاصيل القضية.
س.ح/ أ.ح
بالصور - الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد في مينيابوليس بعد أن جثم شرطي أبيض على رقبته حرك الناس في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من وباء كورونا قرر مئات الآلاف الخروج للشوارع للتظاهر ضد العنصرية التي تُمارس بشكل ممنهج.
صورة من: Reuters/R. Casilli
باريس: احتجاج في متنزه لو شامب دي مارس
قبل بضعة أيام، قامت الشرطة الفرنسية بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع. وكان في البداية قد تم حظر المظاهرات التي أعلن عن تنظيمها عند برج إيفل وخارج السفارة الأمريكية. لكن مع ذلك، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع ضد العنصرية، حتى خارج باريس. عنف الشرطة ضد السود منتشر بشكل خاص في الضواحي.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/A. Morissard
لييج: مظاهرة رغم الحظر
بلجيكا، مثل معظم البلدان الأوروبية، لديها نصيب من الاستغلال الاستعماري وإخضاع مناطق أخرى من العالم: فقد كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية الحالية مملوكة ملكية خاصة للملك ليوبولد الثاني، الذي تم إنشاء نظام الظلم العنصري نيابة عنه. وقد جرى التظاهر ضد العنصرية في بروكسل وأنتفيرب ولييج؛ على الرغم من الحظر المتعلق بفيروس كورونا.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Arnaud
ميونيخ: بافاريا ذات التعددية
في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا، نظمت واحدة من أكبر المظاهرات في ألمانيا تجمع فيها 30 ألف شخص. كما خرجت مظاهرات في مدن ألمانية أخرى كبيرة منها كولونيا وفرانكفورت وهامبورغ. أما في برلين، فتحتم على الشرطة منع وصول المتظاهرين لبعض الوقت إلى ميدان ألكسندر بسبب توافد الكثير من الناس للمشاركة في المظاهرة.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/S. Babbar
فيينا: 50 ألف متظاهر ضد العنصرية
في العاصمة النمساوية فيينا ذكرت الشرطة يوم الجمعة أن 50 ألف شخص تجمعوا، في واحدة من أكبر المظاهرات في السنوات الأخيرة، في البلد الذي شهد العام الماضي "فضيحة إيبيزا" والسقوط المدوي للائتلاف الحكومي اليميني في 2019. وبحسب صحفيين، كُتبت عبارة "حياة السود مهمة" على سيارة للشرطة.
صورة من: picture-alliance/H. Punz
صوفيا: لفت الانظار للعنصرية في بلغاريا أيضا
كما هو الحال في العديد من البلدان الأوروبية الأخرى، تحظر بلغاريا حاليا التجمعات التي تضم أكثر من عشرة مشاركين. ومع ذلك اجتمع المئات في العاصمة صوفيا. المتظاهرون صرخوا بكلمات جورج فلويد الأخيرة "لا أستطيع التنفس"، لكنهم لفتوا الانتباه أيضا إلى العنصرية في المجتمع البلغاري.
صورة من: picture-alliance/AA
تورين: احتجاج في زمن كورونا
بسرعة، قامت هذه المرأة في تورين بتدوين مخاوفها السياسية على الكمامة التي لا تزال ضرورية بسبب كورونا: "حياة السود مهمة أيضًا في إيطاليا". المظاهرات ضد العنصرية بما في ذلك تلك التي أقيمت في روما وميلانو، ربما تكون أكبر التجمعات التي شهدتها إيطاليا منذ بدء إجراءات كورونا. وإيطاليا هي واحدة من الدول المستقبلة الرئيسية للمهاجرين الأفارقة في الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Ujetto
لشبونة: تحرك الآن!
"تحرك الآن" هي العبارة المكتوبة على هذه اللافتة التي رفعها هذان المتظاهران في العاصمة البرتغالية لشبونة. لم تتم الموافقة على المظاهرة، لكن الشرطة سمحت للمشاركين بالمسيرة. في البرتغال أيضا، هناك دائما عنف من قبل الشرطة ضد السود. وعندما تظاهر المئات بشكل عفوي بعد حادث مشابه في يناير/ كانون الثاني 2019، ردت الشرطة فأطلقت عليهم الرصاص المطاطي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/J. Mantilla
مكسيكو سيتي: ليس فلويد فقط وإنما لوبيز أيضا
في المكسيك، لم يثر مقتل جورج فلويد الغضب في البلاد فحسب، بل لفت الأنظار لمصير عامل البناء جيوفاني لوبيز أيضا، الذي تم القبض عليه في مايو/ أيار في ولاية خاليسكو الغربية لعدم ارتدائه كمامة واقية. ويبدو أنه مات من عنف الشرطة. ويتزايد غضب المتظاهرين المكسيكيين منذ ظهور شريط فيديو قبل أيام قليلة عن عملية قبض الشرطة على لوبيز.
صورة من: picture-alliance/Zumapress
سيدني: لا للعنصرية ضد السكان الأصليين
بدأت المسيرة في سيدني بمراسم دخان تقليدية. ولم يكن التضامن الصريح لما لا يقل عن 20 ألف مشارك مع جورج فلويد فقط، ولكن أيضا مع الأستراليين من السكان الأصليين (أبورجيون)، الذين كانوا أيضا ضحايا لعنف الشرطة العنصري. وطالب المتظاهرون بعدم السماح مرة أخرى بمقتل أي شخص منهم في حجز الشرطة.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Khan
بريتوريا: بقبضة مرفوعة مثل مانديلا
القبضة المرفوعة في الهواء هي رمز لحركة # BlackLivesMatter (حياة السود مهمة) لكن الرمز أقدم بكثير؛ فعندما أطلق نظام الفصل العنصري سراح المقاتل من أجل الحرية، نيلسون مانديلا، من السجن في فبراير/ شباط 1990، رفع قبضته في طريقه إلى الحرية، مثلما فعلت هذه المحتجة في بريتوريا الآن. لا يزال البيض يتمتعون بامتيازات في جنوب أفريقيا. إعداد: دافيد إيل/ ص.ش