سجن شقيقين وقريب لهما قتلوا لاجئاً سورياً في ألمانيا
٨ أبريل ٢٠١٩
حاول الأطباء انقاذ مراهق سوري لاجئ في ألمانيا من الموت لكنهم لم يفلحوا. وتعرض الصبي للضرب من قبل ثلاثة أشخاص، بينهم شخص قاصر، فأصيب بسبب ذلك بكسر مزدوج في الجمجمة. لتصدر المحكمة أحكاما بسجنهم لمدد طويلة.
أرشيفصورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
إعلان
أدانت محكمة الولاية في مدينة بريمن الألمانية ثلاثة رجال بتهمة قتل لاجئ سوري (15 عاما). وقضت المحكمة اليوم الاثنين (8 أبريل/ نيسان 2019) بسجن شقيقين تركيين لمدة 12 عاماً لكل منهما، وحكمت على المتهم الثالث، وهو ألماني-أرمني كان قاصرا وقت ارتكاب الجريمة (16 عاما)، بالسجن لمدة ستة أعوام.
وكان الشقيقان 37 و26 عاماً وقريبهما، الذي يبلغ من العمر اليوم 18 عاماً، قد قاموا بضرب الضحية وركله بوحشية في بريمن ليلة رأس السنة 2017/2016، ما أدى إلى وفاته في المستشفى عقب أيام قليلة من الاعتداء.
واتهم الادعاء الثلاثة بأنهم قاموا بالتناوب بتوجيه لكمات للشاب السوري في غرفة خلفية لمقهى تركي ثم قاموا برفسه مرارًا وتكرارًا، بعدما وقع بينه وبينهم شجار. وقد خضع المراهق السوري لجراحة عاجلة في المستشفى بسبب الإصابات التي لحقت به، ومنها كسر مزدوج في الجمجمة ، لكنه لم ينج من الموت.
وكان الادعاء قد طالب بالسجن لمدة تتراوح بين اثني عشر واثني عشر سنة ونصف للأخوين وست سنوات لقريبهم، الذي كان قاصرا. وكانت التهمة في صحيفة الدعوى هي "ضرب جماعي أفضى للموت"، حسبما نقل موقع "تسايت" الألماني.
ص.ش/هـ. د (د ب أ)
من حلب إلى بريمرهافن - متحف يعرض قصة فرار أسرة سورية
أصبحت قصص هروب اللاجئين السوررين من وطنهم إلى ألمانيا، على غرار قصة أسرة كوتو من حلب، جزءا من قصص الفرار واللجوء والهجرة التي يعرضها متحف "منزل المهاجرين" في مدينة بريمرهافن الألمانية. اخترنا بعضا من محطاتها في صور.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
صورة تذكارية من عام 2006 لعائلة كوتو: الأب خليل والأم حميدة والأطفال منان ودولوفان وأياس ونيرفانا. لا أحد منهم كان يتوقع ما ستشهده سوريا بعد سنوات فقط من ذلك التاريخ من حرب أهلية ودمار وقصص هروب ولجوء كلها معاناة وحزن.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
اتخاذ القرار بالفرار
عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان خليل كوتو، وهو مهندس كهربائي، يدير فرعا لوزارة الطاقة السورية في موطنه الأصلي في مدينة عفرين، شمال غرب سوريا. ومع اشتداد الأزمة في بلاده فقد خليل عمله، كما شحَّ الماء والغذاء. وفي أبريل/نيسان من عام 2014 أصبح الوضع خطيرا جدا إلى درجة أن عائلة كوتو وجدت نفسها مجبرة على الفرار – في البداية إلى تركيا حيث تعيش أم خليل.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي تركيا باءت محاولات خليل بإيجاد عمل يوفر منه قوت أسرته بالفشل، عندها قررت العائلة في يوليو/تموز عام 2014 السفر إلى ألمانيا، بتأثير أيضا من شقيق خليل الذي كان حينها يعيش في لندن. لكن الأسرة أجبرت على قضاء الأشهر الست التي تلت قرارها بالرحيل من تركيا في أحد مراكز اللاجئين في بلغاريا. ومن هناك أخذ معه خليل هذه الملعقة كتذكار.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي دورتموند، غربي ألمانيا، كانت المحطة قبل الأخيرة في رحلة الفرار الطويلة والشاقة لعائلة كوتو، حيث قدمت هناك طلبها في اللجوء قبل أن يتم توجيهها إلى ولاية بريمن، شمالي ألمانيا. وفور وصوله إلى المدينة الساحلية حصل خليل على هدية من امرأة هي عبارة عن بنطلون من الجينز، وهو أول قطعة ملابس يحصل عليها في ألمانيا. وأخيرا وفي مدينة بريمرهافن تم إيواء الأسرة السورية في أحد المراكز المخصصة للاجئين.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
مستقبل يكتنفه الغموض
أصبحت عائلة كوتو تعيش في بريماهافن منذ خريف عام 2014. الأطفال التحقوا بمدارس، فيما يتعلم خليل وزوجته اللغة الألمانية وكله أمل في العثور قريبا على عمل. ورغم معاناتها، إلا أن عائلة كوتو تحب أن تتحدث عن ذكرياتها في وطنها سوريا. أياس مثلا، الطفل الأصغر في العائلة، جلب معه هويته الخاصة برياض الأطفال الذي كان يتردد عليه في حلب كتذكار. بيد أن لا أحد يعرف ما إذا كانت رحلتهم قد انتهت في ألمانيا...