سحب الجنود الأمريكيين من ألمانيا.. العدد أكبر مما كان معلناً
٢٩ يوليو ٢٠٢٠
أكدت الولايات المتحدة عزمها سحب نحو 12 ألف جندي من ألمانيا وإعادة نشر جزء منهم في بلجيكا وإيطاليا، ليصبح عدد الجنود الذين يعتزم ترامب سحبهم من ألمانيا أعلى مما تم الإعلان عنه من قبل، وسط اعتراضات على هذه الخطوة في برلين.
إعلان
سحب قوات أمريكية من ألمانيا.. غضب وانتقادات وتساؤلات
22:04
قررت الولايات المتحدة سحب حوالي 12 ألفمن جنودها من ألمانيا، لإعادة نشر جزء منهم في بلجيكا وإيطاليا، كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي مايك إسبر اليوم الأربعاء (29 تموز/يوليو 2020). وقال إسبر في واشنطن إنه سيُجرى إعادة حوالي6400 جندي من ألمانيا إلى الولايات المتحدة، بينما سيُجرى نقل 5400 آخرين من ألمانيا إلى دول أوروبية أخرى، مع إجراء العديد من عمليات الانتشار الدورية إلى أوروبا.
وأضاف إسبر أن خططهم تشمل نقل بعض القوات من ألمانيا إلى إيطاليا وبلجيكا، مشيراً إلى إمكانية نقل قوات أخرى إلى بولندا ودول البلطيق في حال وافقت وارسو على اتفاق يعمل عليه الجانبان، على حد تعبيره. وأوضح إسبر أن الخطوة تتم "بطريقة تعزز حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتعزز ردع روسيا وتطمئن الحلفاء وتحسن المرونة الاستراتيجية للولايات المتحدة".
من جهته أكد الجنرال الأمريكي تود وولتز اليوم الأربعاء أن مقر القيادة الأمريكية في أوروبا سيصبح مدينة مونس البلجيكية عوضاً عن مدينة شتوتغارت الألمانية. وتقع في مونس "القيادة العليا للقوات المتحالفة في أوروبا"، وهي مقر قيادةعمليات أوامر حلفاء الناتو.
برلين تأمل أن تفشل خطط ترامب بسحب الجنود
لكن منسق الحكومة الألمانية لشؤون عبر الأطلسي، بيتر باير، عبّر عن أمله في أن تفشل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسحب قوات أمريكية من ألمانيا. وقال باير لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن خطة خفض عدد الجنود الأمريكيين في ألمانيا "ليست في المصلحة الأمنية لألمانيا أو الناتو، ولا معنى لها من الناحية الجيوسياسية بالنسبة للولايات المتحدة". وأضاف باير: "هناك الكثير من المعارضين في واشنطن، ليس فقط بين الديمقراطيين ولكن أيضاً بين الجمهوريين والبنتاغون. ولا تزال هناك احتمالية أن تفشل هذه الخطط".
وبحسب إذاعة جنوب غرب ألمانيا فإن عمليات السحب تتعلق أيضاً بالقاعدة العسكرية الجوية "شبانغدالم" على نهر الأيفل في ولاية راينلاند-بفالتس ومنطقتي فيلزيك وغرافنفور في ولاية بافاريا.
وتعتبر القاعدة الجوية الأمريكية في شبانغدالم مهمة استراتيجياً للقوات المسلحة الأمريكية في أوروبا، حيث يدعم السرب مهام القوات الجوية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في جميع أنحاء العالم، من العراق إلى البوسنة وأفغانستان، فيما يعتبر الموقع البافاري في جرافنور في منطقة أوبربفالتس واحداً من أكبر مواقع القوات الأمريكية في أوروبا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الانسحاب الجزئي لقواته من ألمانيا في حزيران/يونيو، مبرراً ذلك بما اعتبره انفاق غير كاف من ألمانيا على الدفاع. ويريد الديمقراطيون البارزون في الكونغرس الأمريكي وقف سحب القوات بموجب القانون، وهناك متشككون من هذه الخطوة بين حزب ترامب الجمهوري أيضاً.
م.ع.ح/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
ميركل وترامب: حرب كلامية تعكس خلافات جوهرية
"المناوشات الكلامية" بين ميركل وترامب ليست وليدة تصريحه اليوم، فمنذ دخوله البيت الأبيض والخلافات بين الطرفين قائمة بخصوص ملفات عديدة. "تويتر" شَهد على انتقادات ترامب للمستشارة الألمانية والإعلام لم يُفلت ردودها على ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
الهجوم الجديد!
شن الرئيس الأميركي مجددا هجوما حادا على ألمانيا، متهما إياها بأنها "رهينة" روسيا في امدادات الطاقة. ترامب قال إن ألمانيا تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين إمداداتها بالطاقة وعلى الولايات المتحدة الدفاع عنها في مواجهة روسيا. "كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟ هذا ليس عادلا"، يتساءل ترامب! تصريحات ترامب دفعت ميركل للرد. فماذا قالت؟
صورة من: Reuters/Y. Herman
ميركل ترد
ميركل لم تسكت عن انتقادات ترامب وقالت إن بلادها تتخذ قرارتها بشكل "مستقل". وأوضحت المستشارة الألمانية، دون الإشارة مباشرة إلى ترامب: "يمكننا اعتماد سياساتنا الخاصة ويمكننا اتخاذ قرارات مستقلة". كثيرون اعتبروا في رد ميركل وانتقاد ترامب استمرارا للحرب الكلامية التي تنم عن خلافات كثيرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Mori
خلاف حول "نوردستريم"
من بين الخلافات الواضحة بين ميركل ونظيرها ترامب تلك المتعلقة بأنبوب الغاز "نورستريم"، ولطالما ندد الرئيس الأميركي بالمشروع الذي سيربط مباشرة روسيا بألمانيا ويطالب بالتخلي عنه. وفي هذا السياق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيعقد لقاء ثنائيا مع المستشارة الألمانية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Sauer
قمة مجموعة السبع
أثارت هذه الصورة التي تم التقاطها خلال انعقاد قمة الدول السبع الكبرى، تعليقات العالم. الصورة اعتبرها البعض دليلا على الخلاف الكبير بين ترامب ونظرائه الأوروبيين، خاصة ميركل التي ظهرت في مواجهة مباشرة معه. الرئيس الأمريكي كعادته هرع إلى "تويتر" ليعلن التراجع عن تأييده للبيان الختامي لقمة مجموعة السبع، وهو ما اعتبرته ميركل: أمرا "محبطا إلى حد ما"، حسب قولها.
صورة من: Reuters/Prime Minister's Office/A. Scotti
انتقاد سياسة ميركل للجوء
في الكثير من المرات وجه ترامب سهام النقد لألمانيا عبر تويتر، فقد سبق له أن نشر تدوينة تشير إلى ارتفاع معدلات الجريمة في ألمانيا بسبب الهجرة، مشككا في إحصاءات برلين الرسمية بشأن عدد الجريمة. ميركل ردت على هذه الانتقادات معتبرة أن الإحصائيات الحالية تشير إلى تطور إيجابي في معدل الجريمة في ألمانيا.
صورة من: Twitter/Donald J. Trump
الملف النووي الإيراني
الملف النووي الإيراني واحد من الملفات الخلافية الكبرى بين أمريكا وألمانيا ، حيث ترى ميركل في الاتفاق النووي ضمانا لعدم تطوير الأسلحة النووية الإيرانية، في حين يرى ترامب في الاتفاق أسوأ صفقة على الإطلاق. وقد زادت هوة الخلاف عمقا بعد إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، في 08 مايو/ آيار 2018.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Vucci
البيئة والمناخ
في قمة مجموعة العشرين عام 2017 واجهت ميركل مواقف ترامب "العنيدة" بشأن ملف حماية المناخ. وبعد عدة محاولات إقناع باءت بالفشل، فضلت ميركل توثيق نقاط الاختلاف حول الملف من خلال خطاب واضح. وتشكل بنوذ اتفاقية باريس خلافا آخرا بين الطرفين، إذ تراها الحكومة الألمانية خطوة مهمة في تحدي مشكلات بيئية على عكس ترامب الذي أنهى التزام بلاده بالاتفاقية.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
حلف الناتو
ترامب ينتقد مرارا إنفاق ألمانيا العسكري المنخفض في حلف الناتو. ويرى أن ذلك لا يتناسب مع الحماية التي يقدمها الحلف لألمانيا. ويرغب ترامب في أن تستثمر برلين نسبة اثنين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، على النحو المتفق عليه في اجتماع الناتو عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa
التجارة والرسوم الجمركية
يرى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة الأمريكية مع ألمانيا، دليل على وجود علاقات تجارية غير متكافئة بين البلدين. وندد ترامب بهذا الوضع ووهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على واردات الصلب الأوروبي، وبالتحديد صادرات السيارات الألمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schrader
ترامب "يرفض" مصافحة ميركل
التقارب الذي ميز علاقات ميركل ببعض الرؤساء الأمريكيين السابقين، بدا مفقودا في أول لقاء لها مع ترامب. صحف كثيرة تحدثت عن رفض ترامب مصافحة ميركل، حتى بعد أن طلبت منه ذلك. اللقاء الذي جمع المستشارة الألمانية بنظيرها الأمريكي كان مؤشرا على بداية الخلاف بين الطرفين. رغم محاولة ترامب التصريح بعكس ذلك.
صورة من: Reuters/J. Ernst
انتقادات لاذعة
في حوار أجرته "بيلد" الألمانية و"تايمز" البريطانية، بداية 2017، انتقد ترامب سياسة ميركل للجوء، والاتحاد الأوروبي. وفي ردها على هذه الانتقادات اعتبرت ميركل أنه بوسع الاتحاد الأوروبي التصدي للإرهاب والتحديات الأخرى من خلال وحدة الاتحاد وقوته الاقتصادية . إعداد: مريم مرغيش