سحر كرة القدم في ألمانيا
٢٩ سبتمبر ٢٠١١جاذبية وسرعة وتنوع وملاعب كاملة العدد وثقافات متعددة، هذه هي الجوانب التي أكسبت الدوري الألماني لكرة القدم سحراً وإبهاراً.
في الخارج كان ينظر إلى الدوري الألماني على أنه "البطة السوداء" بين فرق كرة القدم في أوروبا، أما الآن فإن الدوري الألماني يزداد تألقاً يوماً بعد يوم، لما فيه من جاذبية الأداء الراقي والتكتيك رفيع المستوى فضلاً عن وجود لاعبين لهم شهرة عالمية مثل روبن وريباري، هذا فضلاً عن كثير من المواهب الصاعدة الواعدة مثل جوتسيه وتوماس مولر أندريه شورليه، هؤلاء الشبان الذي جذبوا أنظار العالم إليهم، إنهم شباب مقدام وناجح. ويُعتبر الدوري الألماني لكرة القدم بما فيه من متوسط أعمار أقل من 25 سنة واحداً من أرقى الدوريات في أوروبا بأسرها.
رداً على التساؤل السائد حول قلة الخبرة المرتبطة بصغر السن يمكننا أن نعطي مثالاً على فريق بروسيا دورتموند حامل اللقب الذي أخذ ينتقل من نصر إلى نصر بما يقدمه من كرة هجومية حماسية وبما فيه من اللاعبين الشباب.
التجانس في التقنية والكفاءة
وما يمنح الدوري الالماني هذه المكانة الرفيعة بين دوريات أوروبا أنه لا يعتمد على الجانب المادي فحسب، بل هناك نوع من التجانس من ناحية التقنية والكفاءة. ولا ننسى أن كثرة المنافسات في الدوري الألماني في السنوات الأخيرة قد منحت الموسم الكروي في ألمانيا إثارة ومتعة، بل وأيضاً كثير من المفاجآت. وأسهمت سمة التغيير والتنويع في هذا الدوري في الحفاظ على نجاحه المستمر. ولهذا لا تجافينا الحقيقة في شئ إذا ما قلنا إنه يمكن لذلك الدوري أن يلحق بقطار أقوى بطولات للدوري سواء في إنجلترا أوفي إسبانيا. ولا يدل على ذلك تزايد الاهتمام الإعلامي فحسب، بل إن تقييم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم – الذي يتابع الدوريات بعين فاحصة لمدة خمس سنوات كاملة – والذي على أساسه يتم ترتيب بطولات الدوري على المستوى الدولي قد ساعد ألمانيا في زحزحة إيطاليا عن المركز الثالث.
ويكمن سحر الدوري الألماني أيضاً في ملاعبه التي تمتلئ أسبوعياً بالمشجعين من كل مكان. وتُعتبر الملاعب الألمانية من أكبر وأحدث الملاعب على مستوى العالم، حيث تم بناء جزء كبير منها بمناسبة إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2006، هذا إلى جانب ما تم تجديده تجديداً شاملاً أو توسيعه. وتتميز الملاعب الألمانية – بين ملاعب أوروبا – بتحقيقها لمعدلات عالية من الحضور الجماهيري، حيث غالباً ما تبلغ نسبة الحضور الجماهيري في الملاعب الألمانية 94 % بمتوسط 46 ألف مشاهد في المباراة الواحدة، ونادراً ما يكون هناك مباراة لا تنفد تذاكر مشاهدتها بالملعب ، وبذلك أصبحت ألمانيا على قمة دول العالم في هذا المضمار، ويتضح ذلك جلياً في إحصاءات الحضور الجماهيري التي تشير إلى تقدم ألمانيا على إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا تقدماً واضحاً؛ وتلعب أسعار التذاكر التي في متناول اليد – مقارنة بإنجلترا وإيطاليا – دوراً في هذا الصدد.
عاودت الساحرة المستديرة تألقها في الملاعب الألمانية اعتباراً من 5 أغسطس/ آب 2011، وعلى حامل اللقب فريق بروسيا دورتموند الذي يلعب بين صفوفه اللاعب المصري محمد زيدان في صفوفه أن يدافع عن لقبه في الموسم الكروي الحالي، الذي سيواصل فيه الدوري الألماني حتماً جاذبيته وإبهاره وروح الحماس والإثارة، بحلوها على الفائز ومرها على الخاسر، ليبقى سحر هذا الدوري ساطعاً في سماء كرة القدم.
مصدر النص: وزارة الخارجية الألمانية
مراجعة وتحرير ملهم الملائكة