باتت مباراة 17 آب/ أغسطس التي جمعت بين برشلونة ومدريد في إطار إياب نهائي كأس السوبر الإسباني واحدة من أهم المباريات في تاريخ اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي. إذ لم يكتف ميسي بمد زملائه بالتمريرات الدقيقة والحاسمة، ومنها التمريرة التي أسفرت عن الهدف الأول لبرشلونة عبر إنيستا، وإنما تمكن من تسجيل هدفاً حاسماً قبل دقيقتين من انتهاء المباراة ليقود الفريق الكتلاني للفوز بكأس السوبر للعام الثالث على التوالي ولأول مرة على مدريد في نهائي هذا الكأس. ويأتي هذا الفوز بعد أربع مواجهات سابقة بين الفريقين في كأس السوبر، انتهت جميعها لصالح النادي الملكي.

ميسي الأكثر تسجيلاً في شباك كاسياس

ولم يسبق للاعب آخر أن هز شباك كاسياس، حارس المنتخب الإسباني وفريق ريال مدريد، أكثر من ميسي الذي سجل عليه حتى الآن 14 هدفاً. وبهدف ثان أزم ميسي نفسية مدرب ريال مدريد جوزيه مورينيو، الذي لم يتمكن بعد من تحقيق الفوز في ملعب برشلونة "كامب نو". وازداد الوضع سوءا عندما اعتدى مورينيو بالضرب على تيتو فيلانوفا المدرب المساعد بفريق برشلونة، ثم نفى هذا الاعتداء الذي لم يتضمنه تقرير الحكم.

وكان مورينيو قد عوقب من قبل الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) بسبب الأحداث التي شابت المواجهة بين الفريقين في الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، وقد يتعرض للعقوبة بسبب الاعتداء على فيلانوفا. ولم يقتصر الأمر على هذا الحد بل أعطى مورينيو تعليماته إلى اللاعبين بالخروج من الملعب دون انتظار مراسم تسليم الكأس إلى برشلونة وذلك على عكس التقاليد المتبعة.

وأوضح تشافي، أحد نجوم المنتخب الأسباني الفائز بلقب كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، أن لاعبي برشلونة حرصوا على البقاء في الملعب وتحية ريال مدريد عقب فوز الفريق على برشلونة في نهائي كأس ملك أسبانيا في نيسان/ أبريل الماضي.

غوارديولا يسجل اسمه بمداد من ذهب

وأوضح كارلس فيلاروبي نائب رئيس نادي برشلونة بالقول: "يتعين علي بالفعل أن أقول إن مورينيو هو لعنة أصابت الكرة الأسبانية". وطالب فيلاروبي الاتحاد الأسباني للعبة "بفعل شيء لأن ذلك من الممكن أن يتكرر مراراً ومراراً". وأشار أيضاً إلى أن ريال مدريد نفسه يتعين عليه أن يفعل شيئاً ما للسيطرة على مورينيو. وأثار مورينيو الدهشة بعد مباراة الفريق أمس الأول الأربعاء عندما قال "ليس لدي ما أنتقد عليه اللاعبين.. لم يكن لاعبو فريقي هم من أثاروا هذه الأحداث في نهاية المباراة".

وتبقى الفرصة سانحة أمام مورينيو للرد العملي على تفوق برشلونة خلال الموسم الجديد أو أن يعود ريال مدريد لسيرته التي ظهر عليها في السنوات الماضية بتغييره المستمر والمتواصل للمدربين مع إخفاقهم في الفوز بالألقاب وفي التخلص من هيمنة برشلونة.

في المقابل يواصل مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا تسجيل اسمه بمداد من ذهب في تاريخ الفريق الكتلاني. فكأس السوبر الأخيرة هو اللقب الحادي عشر لغوارديولا كمدير فني للفريق بعد 185 مباراة، وهو نفس الرقم الذي كان يملكه الأسطورة الهولندي يوهان كرويف من 430 مباراة. وبالتأكيد كان الأخير يملك العديد من النجوم، من ضمنهم غوارديولا نفسه، لكنه لم يكن يملك ليونيل ميسي.

(هـ. د/ د ب أ)

مراجعة: عماد غانم