1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سرطان الأطفال..صدمة للآباء ومعاناة للأطفال

١ أغسطس ٢٠١٢

إصابة أشخاص متقدمين في السن أو بعض المدخنين بداء السرطان أمر مألوف ووارد، ولكن القليل من الآباء يضنون أن أبناءهم أيضا عرضة لهذا المرض. وذلك على الرغم من أن 2000 من الأطفال والمراهقين يصابون سنويا بهذا المرض.

Sehr geehrte Damen und Herren, hiermit gebe ich mein Einverständnis, die Fotos von Julian und Pia im Online-Beitrag der Deutschen Welle zu veröffentlichen. MfG Simone Klapsing ***Nur für den Artikel von Greta Hamann über das Krebsleiden vom Julian Klapsing verwenden!!!***
Deutschland Kind Krebsleidenصورة من: DW/G.Hamann

"وكأن الأرض اهتزت من تحت أقدامي." هكذا تصف سيمونه كلابسيش شعورها وهي تتذكر عندما علمت أن ابنها يوليان، الذي يبلغ من العمر 6 سنوات فقط، مصاب بداء السرطان اللمفاوي. كان يوليان يعاني في كثير من الأحيان من ألم في البطن. وكان ذلك بعد وقت قصير من التحاقه بالمدرسة. "واعتقد الأطباء آنذاك أن سبب ذلك هو الإجهاد النفسي بسبب المدرسة الجديدة." الشيء الذي دفع أم يوليان إلى الذهاب معه إلى مكتب إرشاد الأطفال، ولكن ذلك لم يكن مجديا. "فقط بعد مجموعة من التحاليل والفحوصات المضنية التي تحملها يوليان، جاء اليقين المخيف. وتضيف أم يوليان: "عندما يكون الأمر متعلق بطفلك وأنت تعلم أنك لا يمكنك أن تفعل أي شيء، فإنك تحس بالضياع. لقد كان أمرا صعبا للغاية ".

ولكن يوليان لم يكن مصدوما بخبر تشخيص المرض، لأنه في ربيعه السادس لم تكن له دراية بحجم خطورة المرض كما توضح والدته: "لو أخبرت يوليان بأنه سيقوم بعملية لنزع الملحق أو اللوزتين لكان ذلك بالنسبة له سيان. استيعابه للخبر أخذ وقتا طويلا حتى طلب للمرة الأولى في يوم من الأيام ما إذا كان المرض قاتلا. "

تشخيص مرض السرطان عند الطفل يعتبر صدمة كبيرة للوالدين. ولكن الفرص الموجودة للشفاء تعطي بعض الأمل. خاصة وأن ما يقارب 85 في المائة من الأطفال والشباب يستطيعون العيش بشكل طبيعي وبصحة جيدة بعد الإصابة بالمرض. هذا في الوقت الذي تبقى نسب البقاء على قيد الحياة بالنسبة للبالغين ضئيلة، حيث أن أقل من نصف المصابين حسب نوع السرطان يستطيع التغلب على المرض.

ممنوع أكل الكرز والشوكولاته

يوليان يبلغ من العمر الآن ثماني سنوات وهو يلعب ويمرح بحيوية وقوة داخل المنزل، حيث ينزلق باندفاع على الأرض. ليس هناك أثر يظهر على أنه كان مصابا بمرض خطير في الآونة الأخيرة.

ولكن فترة العلاج المكثف لازالت طرية حيث لم يمر عليها سوى نصف عام فقط ويوليان لازال يتذكر جيدا الوقت الذي اضطر فيه إلى التخلي عن الكثير من الأمور: "لم يكن بإمكاني أكل الكرز والجوز والبندق. الفلفل، والخوخ، والبصل والسلطة، وحتى الكباب". الجهاز المناعي ليوليان كان ضعيفا بسب العلاج الكيميائي، الذي يجعل حتى الخضار النيئة أو الفاكهة الصلبة تسبب ضغطا على الجهاز المناعي. و لذلك لم يكن يوليان يخالط الكثير من الناس، بسبب خطر العدوى.وحتى المسبح الصغير في حديقة يوليان لم يتم استخدامه منذ سنة وذلك لأن المياه قد تحمل العديد من الجراثيم الخطيرة. ولكن أسوأ تنازل ليوليان كان هو عدم قدرته على مرافقة والده في سياقة الجرار. فأب يوليان هو مزارع ويوليان يريد أن يعمل معه في المستقبل:" الجرار يشبه مزارعا حقيقيا فهو يفعل كل العمل الميداني للمزارعين". غرفة يوليان تمتلئ بالجرارات التي تتناثر في كل مكان بالإضافة إلى ملصقات الجرارات التي تزوق جدران الغرفة أيضا.

العلاج الكميائي يؤثر على النظام الغدائي عند الأطفال المصابين بالسرطانصورة من: picture-alliance/dpa
يوليان يهوى مرافقة أبيه في الجرار ومساعدته في الأعمال الزراعية.صورة من: DW/G.Hamann

الأطفال يتحملون أكثر من الكبار

العقاقير،التي كان يوليان يتناولها خلال العلاج الكيميائي لا تهاجم فقط الخلايا السرطانية ولكن أيضا الخلايا السليمة. وبالإضافة إلى ذلك فإن الأطفال يأخذون علاجا أكثر كثافة بالمقارنة مع الكبار. لأنهم يستطيعون تحمل المزيد من العقاقير وهو ما يؤدي بالتالي إلى تحسين نتائج العلاج.وهذا راجع لأن خلايا السرطان عند الأطفال لا تكون متطورة بشكل كبير مثل ما هو الوضع عليه بالنسبة للكبار، كما يشرح الدكتور هيريبرت جورغنز، رئيس عيادة طب ​​الأطفال لأمراض الدم والأورام للأطفال في مدينة مونستر الألمانية :" أمراض السرطان عند الأطفال تنشأ من خلايا لها طابع جنيني جزئيا وبالتالي فهي أكثر عرضة للخطر ويمكن القول أنها لازالت ساذجة. وأما أنواع السرطان عند الكبار فهي تنشأ من أنسجة مختلفة وناضجة جدا وبالتالي يكون لها آليات أكثر لمقاومة العقاقير والأدوية ".

سرطان الدم أكثر انتشارا عند الأطفال

وهناك أيضا فرق آخر بين الكبار والأطفال. فبالنسبة للمرضى الكبار فإن الإصابة بالسرطان غالبا ما تكون له عوامل خارجية أيضا مثل التغذية والإجهاد والتدخين. أما بالنسبة للأطفال فناذرا ما تكون هناك عوامل خارجية وراء الإصابة بالمرض.

السرطان عند الأطفال والمراهقين له علاقة بما يفعله الأطفال، أي النمو والتطور، وهذا يعني أيضا المزيد من الانقسام الخلوي. وعند انقسام الخلايا يمكن أن تحدث بعض الأخطاء المسببة لأمراض السرطان وخاصة داخل الخلايا التي تتطور فيها الأنسجة بشكل سريع. والجدير بالذكر أن النظام السريع التطور داخل الجسم هو الجهاز المناعي، والذي ينشط بشكل كبير عند مرحلة الطفولة والمراهقة.

يوليان في مقابلته مع موقع DW.صورة من: DW/G.Hamann

ومن جهة أخرى فإن جهاز المناعة يتكون في معظمه من الغدد الليمفاوية. وحوالي نصف حالات السرطان عند الأطفال تتمثل في سرطان الغدد الليمفاوية أو سرطان الدم، بالإضافة إلى سرطان العظام لدى المراهقين، لأنها تنمو بشكل سريع جدا خلال فترة البلوغ.

أما يوليان فإنه يذهب مرة في الأسبوع للمستشفى من أجل إجراء بعض الفحوصات ولكنه قد اجتاز مرحلة الخطر بنجاح. وبعد العطلة الصيفية سيعود إلى المدرسة بانتظام. ولكنه الآن يتطلع إلى أول صيف دون مرض، حيث يمكنه مساعدة والده في العمل الزراعي ومرافقته في الجرار من جديد.

غريتا هامان/ أمين بنضريف

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW