قال علماء إن الاختبار الجيني باستخدام اللعاب أكثر دقة من اختبار مستضد البروستاتا النوعي في الدم لتقييم خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. ورغم أن النتائج واعدة، إلأ أن هناك جوانب تحدّ من تأثير الدراسة.
يقوم الاختبار بتحليل 130 متغيراً جينياً في الحمض النووي للفرد من أجل حساب درجة خطر الإصابة بسرطان البروستاتصورة من: IMAGO/UIG
إعلان
أظهرت دراسة جديدة أن اختباراً منزلياً جديداً يعتمد على اللعاب يُعد أكثر دقة في التنبؤ بخطر إصابة الرجال بسرطان البروستاتمقارنة بالاختبارات المتوفرة حالياً في المستشفيات. يقوم هذا الاختبار بتحليل 130 متغيراً جينياً في الحمض النووي للفرد من أجل حساب درجة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
ووجدت الدراسة أن الاختبار القائم على اللعاب كان أكثر دقة في الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا من اختبارات الدم الحالية، التي تعتمد على قياس مستوى بروتين يُعرف باسم المستضد البروستاتي النوعي (PSA).
وقال مايكل إينوي، خبير الصحة السكانية في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة: "هذه الدراسة تُعد أقوى دليل حتى الآن على الفائدة السريرية لاستخدام درجة الخطر متعددة الجينات في فحص سرطان البروستاتا."
"لقد أثبتت أن هذا التقييم الجيني يمكن أن يُحسن من الكشف المبكر عن أنواع السرطان ذات الأهمية السريرية، بما في ذلك تلك التي تستدعي علاجاً جذرياً."
وPRS هو حساب احتمالية إصابة الفرد بمرض معين استناداً إلى المتغيرات الفريدة في حمضه النووي ، إلى جانب عوامل أخرى مثل العمر والجنس.
وباستخدام اختبار اللعاب، تمكن الباحثون من تحديد 745 رجلاً لديهم درجات خطر مرتفعة. تمت دعوة هؤلاء الرجال لإجراء اختبارات إضافية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وخزعة البروستاتا.
وأظهرت النتائج وجود سرطان البروستاتا لدى 187 مشاركاً. وقال الباحثون إن 74 من هذه الحالات لم يكن ليتم اكتشافها باستخدام الطرق التشخيصية الحالية التي تعتمد على قياس PSA ونتائج التصوير بالرنين المغناطيسي.
وقد قال خبراء آخرون – لم يشاركوا في البحث – إن اختبار اللعاب الجديد يمكن أن يُستخدم كأداة إضافية للفحص. وأشاروا إلى أن اختبار الحمض النووي للكشف عن سرطان البروستاتا له ميزة تقليل النتائج الإيجابية الكاذبة واكتشاف نسبة أعلى من السرطانات العدوانية مقارنة بالمعايير الحالية.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن اختبار اللعاب أدق من اختبار الدم لاكتشاف الإصابة بسرطان البروستاتصورة من: Science Photo Library/IMAGO
تحديات تحد من فوائد تطبيق هذا الاختبار
ورغم أن النتائج واعدة، حذّر دوسكو إيليتش، خبير الطب الحيوي في كلية كينغز في لندن، من وجود عدة جوانب تحدّ من تأثير الدراسة.
وأوضح أن فعالية التكلفة لهذا الفحص لم يتم تقييمها بعد بشكل كامل.
كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت النتائج تنطبق على الرجال في جميع أنحاء العالم. فقد أصبحت هذه الدراسة ممكنة بفضل الأبحاث الواسعة حول المخاطر الجينية لسرطان البروستاتا، لكنها اقتصرت فقط على رجال من أصول أوروبية، مما يُقيد إمكانية تطبيق نتائجها على مجموعات سكانية أخرى.
وأضافت بريتا ستوردال، خبيرة أبحاث السرطان في جامعة ميدلسكس في المملكة المتحدة:
"هناك حاجة ملحّة لتطوير درجة خطر مماثلة للرجال من أصول أفريقية أو كاريبية. نحن نعلم أن هؤلاء الرجال لديهم خطر أعلى بكثير للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بمن هم من أصول أوروبية."
كيف يتطور مرض السرطان
03:13
متى سيكون اختبار اللعاب متاحاً؟
قال الباحثون إن القيود التي أظهرتها الدراسة يجب معالجتها قبل أن يُعتمد اختبار اللعاب ضمن برامج الفحص الوطنية لسرطان البروستاتا.
وقال إيليتش: "رغم أن PRS يمكن أن يكمّل الفحص الحالي للأشخاص المعرضين لخطر مرتفع، فإن الأدلة الحالية لا تكفي لتوصية ببرنامج فحص مستقل يعتمد فقط على PRS في الوقت الراهن."
وهذا يعني الحاجة إلى مزيد من البحث، والمزيد من الاختبارات، ومزيد من الاستثمار. فكم سيستغرق ذلك من الوقت؟
فيما يتعلق بالمملكة المتحدة – حيث أُجريت الدراسة – قال إينوي إن استخدام درجات الخطر الجينية بشكل روتيني لفحص سرطان البروستاتا "سيستغرق على الأرجح سنوات".
أعدته بالعربية: سدوس الجهمي
هكذا تحمي نفسك من خطر الإصابة بمرض السرطان
بالرغم من انتشاره الكبير بين الناس إلا أن الإصابة به ليست حتمية، في يومه العالمي الذي يصادف 4 فبراير، رضد علماء الأسباب المؤدية للإصابة بالمرض الخبيث وطرق تجنبها. عادات حياتية بسيطة قد تكون وسيلة حمايتنا من السرطان.
صورة من: Getty Images
مصيرك بين يديك!
التدخين وحده من أهم مسببات السرطان، فدخان السجائر لا يسبب سرطان الرئة فحسب، بل يؤدي إلى الإصابة بالعديد من أنواع الأورام الأخرى. ويبقى التدخين هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالسرطان.
صورة من: picture-alliance/dpa
السمنة ترفع احتمالات الإصابة بالسرطان
تأتي السمنة في المرتبة الثانية من العوامل المسببة للسرطان إذ تزيد مستويات الأنسولين المعززة من خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان تقريبًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكُلى والمرارة وسرطان المريء. وتنتج النساء البدينات كميات متزايدة من الهورمونات الأنثوية في الأنسجة الدهنية، وبالتالي ترتفع لديهن معدلات خطر الإصابة بسرطان الرحم أو سرطان الثدي.
صورة من: picture-alliance/dpa
لا تصبح أسير "الكنبة"
قلة الحركة والمشي يرفعان من احتمالات الإصابة بالسرطان أيضا. وتشير الدراسات طويلة المدى إلى أن ممارسة الرياضة والتمارين يمكنها أن تمنع الإصابة بالمرض الخبيث. الرياضة بشكل عام تعمل على خفض معدلات الأنسولين في الجسم ما يمنع اكتساب المزيد من الوزن. لا تكن أسير الأريكة طوال الوقت، ومارس الرياضة والحركة.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
المشروبات الكحولية
الكحوليات عموما تحفز الإصابة بسرطان الفم والحلق والمريء. وإذا تم تناولها بكثرة مع التدخين، فالخطر هنا يرتفع لمعدلات أكبر تصل إلى مائة ضعف! ربما يكون تناول كأس واحد من النبيذ في اليوم فقط أقل ضررا على الجسم، إذ يدعم نظام القلب والأوعية الدموية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الإسراف في تناول اللحوم الحمراء!
اللحوم الحمراء يمكن أن تتسبب بسرطان الأمعاء. بالرغم من عدم تحديد السبب الفعلي لذلك، إلا أن الدراسات تظهر وجود علاقة ملحوظة بين استهلاك اللحوم الحمراء وسرطان الأمعاء. وتمثل لحوم الأبقار خطورة بشكل خاص، ولكن حتى لحم الخنزير يمكن أن يسبب السرطان. ويزيد استهلاك اللحوم من خطر الإصابة بالسرطان مرة ونصف. أما تناول الأسماك، فيمنع الإصابة بالسرطان.
صورة من: Fotolia
لا مزيد من المشويات؟
تنبعث بعض المواد المسببة للسرطان عند شى اللحوم، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات. وقد ثبت في تجارب على الحيوانات أن هذه المركبات الكيميائية يمكن أن تسبب الأورام. ومع ذلك، فإن الدراسات طويلة الأمد على البشر، لم تثبت ذلك بشكل قاطع بعد. ربما تكون كميات استهلاك اللحم هي ما يسبب السرطان، وليس طريقة طهيه.
صورة من: picture alliance/ZB
تجنب الوجبات السريعة
يمكن لنظام غذائي جيد يتكون من الخضروات والفواكه والألياف الغذائية أن يكون سببا لتجنب الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، فقد وجد الباحثون في دراسات أجريت على مدى سنوات، أن اتباع نظام غذائي صحي له تأثير أقل على الوقاية من السرطان، مما كان مفترضا في السابق. فهو يقلل فقط من خطر الاصابة بالسرطان بنسبة لا تتجاوز 10 في المئة.
صورة من: picture-alliance/dpa
التعرض للشمس بكثرة
يمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية اختراق الجينوم البشري وتغييره. فبينما تحمي كريمات الوقاية من الشمس البشرة، يمتص الجلد الكثير من تلك الأشعة.
صورة من: dapd
الطب الحديث قد يسبب السرطان!
تضر الأشعة السينية "X" بالجينوم أيضاً. إذا اقتصر الأمر على صورة إشعاعية عادية، فيكون التعرض لها قليلاً ، لكن الوضع يختلف عند التعرض للأشعة المقطعية. وهذا النوع من الأشعة يجب الخضوع لها عند الضرورة فقط، أما بالنسبة لأشعة الرنين المغناطيسي فهي غير ضارة.
صورة من: picture alliance/Klaus Rose
العدوى البكتيرية تحفز السرطان
يمكن أن تسبب فيروسات الورم الحليمي البشري سرطان عنق الرحم لدى السيدات. كما يمكن أن تتسبب الإصابة بالتهاب الكبد B و C إلى تدهور خلايا الكبد ومن ثم الإصابة بالسرطان. لكن هناك العديد من اللقاحات التي يمكن الحصول عليها لتفادي تلك العوامل المسببة للسرطان، بالإضافة إلى المضادات الحيوية التي تكافح تلك البكتيريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
حبوب منع الحمل
ربما تكون حبوب الحمل من العوامل المحيرة عندما يتعلق الأمر بخطورتها، فعلى الرغم من أنها ترفع من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنها في الوقت ذاته، تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض. لكن في نهاية الأمر فحبوب منع الحمل فائدتها أكثر من ضررها على الأقل فيما يتعلق بخطورة الإصابة السرطان.
صورة من: Fotolia/Kristina Rütten
ضربة قدر!
بالرغم من أخذ جميع الاحتياطات لتجنب الإصابة بالسرطان، إلا أن الإنسان ليس بمنأى عنه. فنصف حالات الإصابة بالسرطان، سببها جينات خاطئة أو ببساطة التقدم في العمر. أما سرطان الدماغ فمن المحتمل أن تأتي الإصابة به بشكل وراثي . ففي النهاية الأمر تصبح الإصابة مثل ضربة القدر! بريغيت أوستراث/ س.إ