تعرض ألكسندر غاولاند زعيم حزب "البديل من أجل ألمانيا"، لسرقة ملابسه خلال السباحة في بحيرة جنوب غرب العاصمة برلين. فهل هناك دوافع سياسية وراء السرقة، خاصة وأن غاولاند من الشخصيات المثيرة للجدل في البرلمان الألماني؟
إعلان
أكد ألكسندر غاولاند أحد زعيمي حزب "البديل من أجل أجل ألمانيا" AFD في تصريح لصحيفة "ماركيشه ألجيماينه" الألمانية أنه تعرض لسرقة ملابسه الخاصة أثناء السباحة في بحيرة بمدينة بوتسدام جنوب غرب العاصمة برلين. وقال الزعيم اليميني المعارض: "هناك شخص أو اثنان مجهولان قاما بالاستيلاء على أغراضي عندما كنت في الماء." مضيفاً: "استدعى أشخاص آخرون الشرطة دون علمي". وقد اضطر غاولاند لتغيير أقفال منزله كلها بعد سرقة المفاتيح التي كانت بداخل أحد جيوب ملابسه، على حد قوله.
وقال زعيم الحزب الشعبوي، الذي يشغل أيضاً أحد منصبي رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في البرلمان إن "شهود عيان قالوا لي أن اللصوص صاحوا قائلين، "لامكان للنازيين هنا للاستمتاع بالسباحة"، مرجحاً أن يكون الأمر برمته ذو خلفية سياسية. لكن متحدثا باسم الشرطة في بوتسدام لم يؤكد الهتاف.
وبحسب "ماركيشه ألجيماينه"، التي كانت أول من نشر الخبر فإن الأجهزة الأمنية تجري تحقيقاً موسعاً في واقعة السرقة. وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لغاولاند - وهو يرتدي لباس البحر ويمشى برفقة أحد رجال الشرطة.
جدير بالذكر أن غاولاند له العديد من التصريحات المثيرة للجدل والانتقاد في ألمانيا، وأحدث تلك التصريحات كانت خلال اجتماع لمنظمة الحزب الشبابية في سيباخ في مدينة تورينغن والتي هون فيها من نازية هتلر قائلاً:" إن العهد النازي ليس سوى "روث طير" في تاريخ البلاد الطويل". وقد أدان العديد من السياسيون من مختلف الأحزاب تلك التصريحات، كما أكد المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه "من المخزي أن يكون علينا الرد على مثل هذه التصريحات التي يُدلي بها عضو في البرلمان الألماني"، مضيفاً أن "الحكومة ترفض كلياً وبشكل قاطع أي تقليل من خطورة جرائم النازية"، واصفاً نظام هتلر ومحرقة اليهود بـ"أكبر جريمة ضدّ الإنسانية."
س.م/ع.ج.م رويترز، (أ ب)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)