بعد أيام من تفجيرات وقعت في عيد القيامة وخلفت مئات القتلى لا تزال سريلانكا مهددة بتفجيرات أخرى. وأغلقت الكنائس الكاثوليكية أبوابها. وبينما كان المسيحيون يدفنون أشلاء ضحاياهم؛ كان هناك مسلمون يفرون خوفا من الانتقام.
إعلان
11:01
طُلِب من جميع الكنائس الكاثوليكية في سريلانكا أن تغلق أبوابها وتعلق الصلوات إلى أن تستتب الأوضاع الأمنية، بعد الاعتداءات التي أوقعت 359 قتيلا في عيد الفصح، وفق ما أعلن مسؤول كنسي لوكالة فرانس برس اليوم الخميس (25 أبريل/ نيسان 2019).
وقال رجل الدين "بناء على توصية قوات الأمن سنغلق جميع الكنائس" مضيفا "لن تُقام قداديس للمؤمنين حتى إشعار آخر".
وتم تشديد الاجراءات الأمنية حول الكنائس في أنحاء البلاد. واستهدفت سلسلة تفجيرات انتحارية ثلاث كنائس، اثنان منها كاثوليكية، وثلاثة فنادق يوم أحد الفصح. وأدت الاعتداءات أيضا إلى إصابة المئات بجروح.
ووقعت التفجيرات فيما كانت الكنائس مكتظة بالمصلين خلال إحياء قداس عيد الفصح. وتعتقد قيادات كنسية أن الحصيلة النهائية للقتلى في الهجوم على كنيسة سانت سيباستيان في نيجومبو قد تقارب المائتين، مما يجعله بالتأكيد أدمى هجوم بين الهجمات الستة التي وقعت بالتزامن تقريبا.
لاجئون مسلمون يفرون بعد التفجيرات
وبينما كان مشيعون مسيحيون يدفنون أشلاء ذويهم، كان مئات اللاجئين المسلمين يفرون من بلدة نيجومبو على الساحل الغربي للبلاد، حيث احتدمت توترات طائفية خلال الأيام الماضية. وفر مئات المسلمين الباكستانيين أمس الأربعاء من المدينة المتعددة الأعراق، التي تقع شمالي العاصمة كولومبو على مسافة تقطعها السيارة في ساعة واحدة، وسط أجواء من الخوف بعد تهديدات بالانتقام من سكان محليين. وتكدسوا في حافلات جهزتها الشرطة وزعماء محليون.
وقال عدنان علي، وهو باكستاني مسلم، لرويترز بينما كان يستعد لركوب إحدى الحافلات "بسبب تفجيرات القنابل والانفجارات التي وقعت هنا هاجم السكان السريلانكيون منازلنا... الآن لا نعرف أين نذهب".
وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المسؤولية عن الهجمات. ورغم أن التنظيم جهادي سني، ينتمي الكثير من المسلمين الفارين من نيجومبو للطائفة الأحمدية، وكانوا قد طردوا من باكستان قبل سنوات بعد إعلان أن طائفتهم غير مسلمة.
وقالت فرح جميل، وهي باكستانية من الطائفة الأحمدية، إن صاحبة البيت الذي تسكنه طردتها. وأضافت لرويترز بينما تجمعت مع كثيرين في مسجد الأحمدية بانتظار حافلات تقلهم لمكان آمن "قالت لنا: اخرجوا من هنا واذهبوا أينما شئتم، لكن لا تبقوا هنا".
مخاوف من تفجيرات أخرى
ومن جانب آخر ذكرت وكالة أنبا أداديرانا السريلانكية أنه تم إغلاق الطريق المؤدي إلى مطار باندارانايكي الدولي في سريلانكا بعد رصد سيارة مشبوهة خارجه. وأضافت الوكالة أن المطار أغلق بشكل مؤقت مع قيام قوات الأمن بتفتيش السيارة في المرآب الخارجي التابع له.
وكانت الشرطة السريلانكية ذكرت في وقت سابق اليوم الخميس أن انفجارا وقع في مكب للنفايات خلف محكمة ببلدة بوجودا 40 كم شرق العاصمة كولومبو. ولم تذكر وكالة أداديرانا للأنباء ، التي أوردت النبأ عبر موقعها الإلكتروني ، مزيدا من التفاصيل.
وقال مصدران بالبنك المركزي السريلانكي إن السلطات رفعت اليوم الخميس حالة التأهب الأمني في البنك الذي يوجد مقره بالعاصمة كولومبو بعد أن أغلقت المبنى في أعقاب تحذير من تفجير وشيك.
ص.ش/م.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
سريلانكا - الإرهاب يضرب "دمعة الهند" في عيد الفصح
يوم أحد دام عاشته سريلانكا "دمعة الهند" في عيد الفصح، فقد أدت سلسلة من التفجيرات إلى مقتل نحو 359 شخص بين مصل وسائح، حيث استهدف الإرهابيون في هجماتهم ثلاث كنائس في العاصمة كولومبو وفنادق سياحية في مناطق أخرى.
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
أكبر هجوم منذ عقد
الدمار الذي تعرضت له واجهة فندق شانجريلا الفخم بكولومبو، عاصمة سريلانكا، الأحد (21 أبريل/ نيسان 2019) ناتج عن انفجار قنبلة. حتى هنا يوجه الإرهاب ضربة من جديد في عيد الفصح. ووفقًا للشرطة فقد أسفرت سلسلة تفجيرات الأحد في ستة أماكن مختلفة عن مقتل حوالي 290 شخصًا وجرح نحو 500 آخرين. وهذا هو أكبر هجوم في سريلانكا منذ عام 2009.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
الهجوم على شريان اقتصادي
في سريلانكا، نمت السياحة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة - والآن تحدث لها انتكاسة. يحتوي شانجريلا على أكثر من 500 غرفة وجناح بالإضافة إلى 41 شقة. ونسبة إشغال طبيعية للفندق لم تعد ممكنة الآن بداية. وبالإضافة إلى فندق شانجريلا ذي الـ 5 نجوم، تأثرت أيضًا فنادق سينامون غراند وكينغزبري في كولومبو وفندق صغير في إحدى ضواحي العاصمة.
صورة من: picture-alliance/AA/C. Karunarathne
التحقيقات في مكان الحادث
تحت أنقاض واجهة شانغريلا تبحث الشرطة عن آثار تقود لمعرفة الجناة. سريلانكا والمعروفة أيضا "بدمعة الهند" لها تاريخ مليء بالعنف. ولكن بعد انتهاء الحرب الأهلية في عام 2009، بدأ الوضع الأمني يتحسن باستمرار. وبعد هجمات عيد الفصح يوم الأحد، شددت وزارة الخارجية الألمانية تعليمات السفر الخاصة بها للدولة الواقعة في جنوب آسيا مرة أخرى.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
كنيسة القديس أنتوني
استهدف المهاجمون أيضًا ثلاث كنائس، حيث كان المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح. وكانت كنيسة القديس أنتوني في حي كوتشسيكاد بكولومبو هدفًا للهجوم.
صورة من: picture-alliance/AA/C. Karunarathne
انفجار أثناء الصلاة
تمثال مريم العذراء لم ينجو من الانفجار ايضا ويظهر مدى قوة التفجير، حيث انشطر إلى نصفين.
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
من هم الجناة؟
سيارة إسعاف أمام كنيسة القديس أنتوني. لم يعلن أحد على الفور المسؤولية عن تلك الهجمات. لكن في الآونة الأخيرة، كانت هناك تقارير عن وجود صراعات بين المتطرفين الإسلاميين والبوذيين، الذين يشكلون غالبية السكان. وقال متحدث باسم الحكومة يوم الاثنين (22 نيسان/ابريل) "إنها على قناعة تامة بأن جماعة "التوحيد الوطني" المتطرفة هي التي نفذت الهجمات".
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
احتياطات أمنية
بعد الهجوم، تم تعزيز الاحتياطات الأمنية في جميع أنحاء البلاد - هنا مجموعة من قوات الأمن في أحد أماكن الهجوم في كولومبو. كما فرض حظر تجول ليلي. وحجبت الحكومة أيضا الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، والسبب هو: يجب ألا يكون هناك انتشار للشائعات والأخبار الكاذبة.
صورة من: Reuters/D. Kiyanawatte
"مشاهد فظيعة"
أصيب أكثر من 500 شخص في سلسلة الهجمات ويجري علاجهم في المستشفيات. من "المشاهد الرهيبة"، حسبما ذكر الوزير هارشا دي سيلفا: كانت إحدى الكنائس التي استهدفتها التفجيرات ممتلئة بأشلاء أجساد المصلين. وقال رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغى إن الهجمات "تهدف بوضوح إلى زعزعة استقرار البلاد".
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
العالم يدين الجريمة ويعزي "دمعة الهند" بدمعة
ثلاثة كهنة في طريقهم إلى كنيسة القديس أنتوني التي تم إغلاقها. وقد تمت إدانة الهجمات في جميع أنحاء العالم، وجاءت عبارات التعازي من حكومات بينها ألمانيا والهند ونيوزيلندا. كما تذكر البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، ضحايا الهجمات. وندد ممثلو الديانات الأخرى بالأفعال. إعداد: آشوك كومار/ أرند ريكمان/ ص.ش