سريلانكا: استقالة وزير الدفاع على خلفية التفجيرات الانتحارية
٢٥ أبريل ٢٠١٩
في خضم تداعيات التفجيرات الانتحارية التي هزت سريلانكا في عيد الفصح، أعلن وزير الدفاع استقالته من منصبه متحملاً المسؤولية السياسية للاعتداءات الإرهابية، فيما أكدت الهند أنها أبلغت سلطات الجزيرة باحتمال وقوع الحوادث.
إعلان
قال وزير دفاع سريلانكا، هيماسيري فرناندو، لوكالة رويترز الخميس (25 نيسان/ أبريل 2019) إنه استقال من منصبه، متحملاً المسؤولية عن التفجيرات الانتحارية التي وقعت يوم الأحد في عيد الفصح. وأضاف أنه لم يخفق في شيء ولكنه يتحمل مسؤولية إخفاقات بعض المؤسسات التي كان يرأسها بصفته وزيراً للدفاع.
وذكر فرناندو أن الأجهزة الأمنية كانت تستجيب على نحو فعال لمعلومات مخابراتية لديها عن احتمال وقوع الهجمات قبل حدوثها. وتابع قائلاً: "كنا نعمل على ذلك. كل هذه الأجهزة كانت تعمل على ذلك".
يشار إلى أن التفجيرات الانتحارية التي ضربت كنائس وفنادق في العاصمة كولومبو ومناطق سياحية أخرى من الجزيرة قد أودت بحياة نحو 359 شخصاً وجرح نحو 500 شخص آخرين.
على صعيد متصل، حذّرت نيودلهي سريلانكا من احتمال وقوع هجمات انتحارية قبل أسابيع من اعتداءات عيد الفصح، على أساس "تهديدات" مرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حصلت عليها من مشتبه بهم قيد التوقيف لديها، وفق ما أفاد الخميس مصدر مطلع لوكالة فرانس برس.
سريلانكا: التخوف من تجدد العنف الطائفي في البلاد
01:49
وبعثت الهند تحذيرات عديدة إلى سريلانكا قبل أسبوعين على الأقل من هجمات عيد الفصح، التي استهدفت ثلاث كنائس وثلاثة فنادق، بحسب المصدر. واعتمدت نيودلهي في تحذيراتها على عناصر، ضمنها مقاطع فيديو، ضبطتها أثناء عمليات دهم عام 2018، أوقف خلالها سبعة رجال في مدينة كويمباتور في ولاية تاميل نادو جنوبي البلاد، وفق وسائل الإعلام الهندية. وأكد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته نظراً لحساسية الملف، أن "مقاطع الفيديو تظهر زعيماً متطرفاً في سريلانكا يطلق تهديدات تشير إلى أن الهجمات الانتحارية محتملة".
ولم يحدد المصدر الشخص المذكور. لكن وسائل إعلام هندية عديدة أفادت أنه زهران هاشم، زعيم الحركة السريلانكية المتطرفة المسماة "جماعة التوحيد الوطنية"، التي تدعو إلى إقامة نظام إسلامي في سريلانكا وجنوب الهند.
يذكر أن كولومبو حمّلت "جماعة التوحيد الوطنية" مسؤولية اعتداءات الأحد، وبدا زهران هاشم في منتصف الفيديو الذي نشره تنظيم "داعش" لدى تبنيه الاعتداءات.
وأكد المصدر أن "الهند كانت قلقة جداً لأنه كان من المحتمل وقوع اعتداء ضد سفارتها في كولومبو وكذلك ضد كنائس". وبحسب الإعلام الهندي، فإن أول تحذير أرسلته الهند إلى كولومبو يعود إلى شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
ح.ع.ح/ ي.أ (أ.ف.بمرويترز)
سريلانكا - الإرهاب يضرب "دمعة الهند" في عيد الفصح
يوم أحد دام عاشته سريلانكا "دمعة الهند" في عيد الفصح، فقد أدت سلسلة من التفجيرات إلى مقتل نحو 359 شخص بين مصل وسائح، حيث استهدف الإرهابيون في هجماتهم ثلاث كنائس في العاصمة كولومبو وفنادق سياحية في مناطق أخرى.
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
أكبر هجوم منذ عقد
الدمار الذي تعرضت له واجهة فندق شانجريلا الفخم بكولومبو، عاصمة سريلانكا، الأحد (21 أبريل/ نيسان 2019) ناتج عن انفجار قنبلة. حتى هنا يوجه الإرهاب ضربة من جديد في عيد الفصح. ووفقًا للشرطة فقد أسفرت سلسلة تفجيرات الأحد في ستة أماكن مختلفة عن مقتل حوالي 290 شخصًا وجرح نحو 500 آخرين. وهذا هو أكبر هجوم في سريلانكا منذ عام 2009.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
الهجوم على شريان اقتصادي
في سريلانكا، نمت السياحة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة - والآن تحدث لها انتكاسة. يحتوي شانجريلا على أكثر من 500 غرفة وجناح بالإضافة إلى 41 شقة. ونسبة إشغال طبيعية للفندق لم تعد ممكنة الآن بداية. وبالإضافة إلى فندق شانجريلا ذي الـ 5 نجوم، تأثرت أيضًا فنادق سينامون غراند وكينغزبري في كولومبو وفندق صغير في إحدى ضواحي العاصمة.
صورة من: picture-alliance/AA/C. Karunarathne
التحقيقات في مكان الحادث
تحت أنقاض واجهة شانغريلا تبحث الشرطة عن آثار تقود لمعرفة الجناة. سريلانكا والمعروفة أيضا "بدمعة الهند" لها تاريخ مليء بالعنف. ولكن بعد انتهاء الحرب الأهلية في عام 2009، بدأ الوضع الأمني يتحسن باستمرار. وبعد هجمات عيد الفصح يوم الأحد، شددت وزارة الخارجية الألمانية تعليمات السفر الخاصة بها للدولة الواقعة في جنوب آسيا مرة أخرى.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
كنيسة القديس أنتوني
استهدف المهاجمون أيضًا ثلاث كنائس، حيث كان المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح. وكانت كنيسة القديس أنتوني في حي كوتشسيكاد بكولومبو هدفًا للهجوم.
صورة من: picture-alliance/AA/C. Karunarathne
انفجار أثناء الصلاة
تمثال مريم العذراء لم ينجو من الانفجار ايضا ويظهر مدى قوة التفجير، حيث انشطر إلى نصفين.
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
من هم الجناة؟
سيارة إسعاف أمام كنيسة القديس أنتوني. لم يعلن أحد على الفور المسؤولية عن تلك الهجمات. لكن في الآونة الأخيرة، كانت هناك تقارير عن وجود صراعات بين المتطرفين الإسلاميين والبوذيين، الذين يشكلون غالبية السكان. وقال متحدث باسم الحكومة يوم الاثنين (22 نيسان/ابريل) "إنها على قناعة تامة بأن جماعة "التوحيد الوطني" المتطرفة هي التي نفذت الهجمات".
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
احتياطات أمنية
بعد الهجوم، تم تعزيز الاحتياطات الأمنية في جميع أنحاء البلاد - هنا مجموعة من قوات الأمن في أحد أماكن الهجوم في كولومبو. كما فرض حظر تجول ليلي. وحجبت الحكومة أيضا الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، والسبب هو: يجب ألا يكون هناك انتشار للشائعات والأخبار الكاذبة.
صورة من: Reuters/D. Kiyanawatte
"مشاهد فظيعة"
أصيب أكثر من 500 شخص في سلسلة الهجمات ويجري علاجهم في المستشفيات. من "المشاهد الرهيبة"، حسبما ذكر الوزير هارشا دي سيلفا: كانت إحدى الكنائس التي استهدفتها التفجيرات ممتلئة بأشلاء أجساد المصلين. وقال رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغى إن الهجمات "تهدف بوضوح إلى زعزعة استقرار البلاد".
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
العالم يدين الجريمة ويعزي "دمعة الهند" بدمعة
ثلاثة كهنة في طريقهم إلى كنيسة القديس أنتوني التي تم إغلاقها. وقد تمت إدانة الهجمات في جميع أنحاء العالم، وجاءت عبارات التعازي من حكومات بينها ألمانيا والهند ونيوزيلندا. كما تذكر البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، ضحايا الهجمات. وندد ممثلو الديانات الأخرى بالأفعال. إعداد: آشوك كومار/ أرند ريكمان/ ص.ش