سعوديون يتحدون تقاليد المجتمع بممارسة مهن جديدة
٨ سبتمبر ٢٠١٤يعمل أبو صافي وابنه في أحد فروع "مركز العربة الجديدة لصيانة السيارات" التي يملكها في العاصمة السعودية الرياض في تحد للتقاليد الاجتماعية، حيث تقصر العمل في هذا المجال ومجالات أخرى على الوافدين (العمال الأجانب) إلى المملكة.
يوجد في السعودية زهاء عشرة ملايين أجنبي معظمهم من جنوب آسيا يعملون في عدة قطاعات منها الإنشاءات والنقل والخدمات، ويتقاضون رواتب تعتبرها غالبية السعوديين منخفض. وتسعى حكومة المملكة في الوقت الراهن إلى تعديل إصلاحات سوق العمل التي بدأ تنفيذها في أواخر عام 2011 من أجل تحقيق أهداف طويلة الأمد مع ظهور تحديات جديدة.
تركزت خطط الإصلاح على الضغط على القطاع الخاص لتوفير وظائف لمزيد من السعوديين وتقليص كلفة اعتماد السعوديين على الوظائف الحكومية. ونجحت الإصلاحات حتى الآن في زيادة عدد السعوديين الذين يعملون في القطاع الخاص.
وقال ابو صافي صاحب مراكز العربة الجديدة بالرياض "أول مهنة عملت فيها كانت غسيل قطع الغيار للفنيين الذين كانوا أقدم مني في هذا المجال. ثم تطورت في المهنة وسافرت في دورة إلى ألمانيا وبعدها عدت وفتحت عدة ورش، الحمد لله. والآن بعدما كنت فنيا بخمسين ريال صرت أملك ثلاث ورش. وأولادي معي موجودين وهم صافي ونحند وسعيد وكلهم يعملون ويديرون الورش.. كل واحد يدير ورشته." وأضاف الابن صافي أن العائد المادي للعمل الخاص مجز إذا كان العامل جادا.
وقال صافي الشمراني داخل مركز صيانة السيارات "سوق العمل عندنا مفتوح وواسع وفرص العمل كثيرة والكسب المادي كبير. فقط يبغى يحتاج التعب والاجتهاد والمثابرة. وأي واحد يستطيع أن يصل إلي مبتغاه مثلما وصلت أنا."
وذكر السوري ياسين شحادة المسؤول الفني في مركز العربة الجديدة، أن حماس السعوديين للالتحاق بالعمل في القطاع الخاص زاد في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ. وقال "مرت علينا فترة كان سوق الصنايعية خاليا من السعودين. ولكن بالفترة الاخيرة هذه الحمد لله بتنا نراهم متواجدين. حتى معنا بعض منهم في العمل هنا. صراحة كانت عندهم حماسة لكنهم يحتاجون بعض التنمية."
دعم التوظيف والتدريب
تنفق وزارة العمل من خلال صندوق تنمية الموارد البشرية مليارات الريالات سنويا لدعم رواتب السعوديين وتقديم إعانات البطالة للباحثين عن عمل ضمن برنامج "حافز" والمشاركة في كلفة تدريب العاملين السعوديين. وقال إبراهيم بن فهد آل معيقل المدير العام للصندوق خلال مقابلة مع رويترز، إن الإنفاق على برامج دعم التوظيف والتدريب زاد بنسبة 20 إلى 30 بالمئة على مدى الثلاث سنوات الأخيرة مقارنة بمستواه قبل إطلاق سياسات إصلاح سوق العمل في آواخر عام 2011.
وأضاف "الشباب يعمل في ميكانيكا السيارات وفي الورش.. شباب يعملون في الورش الإلكترونية وصيانة أجهزة الجوال وغيرها. هذا حقيقة فخر.. فخر لنا بشكل عام وفخر لنا في صندوق تنمية الموارد البشرية بشكل خاص لأننا نشجع وندعم هؤلاء الشباب وندعم من يستطيع منهم أن يبدأ مشروعه الصغير بدعم إضافي."
لكن المجتمع السعودي المحافظ لا يزال ينظر إلى بعض مجالات العمل المهني على أنها غير لائقة. فمثلا يعمل جابر العبسي طاهيا بمطبخ فندق ريتز كارلتون الفاخر في الرياض، ويقول "أنا شاب سعودي كانت عندي هواية دخول مجال الطبخ وكان طموحي أن أصل إلى مراحل فوق ما كنت أتخيل وكانت نظرة المجتمع عامة للمطبخ والطبخ على أنه هي عمل معيب وغير مرغوب فيها." وأضاف "تحديت الصعوبات برغبة مني وعزيمة وإصرار على أن أتخطىى هذا الشي. والحمد لله يعني."
وجاء في التقرير الإحصائي السنوي لعام 2013 الذي أصدرته وزارة العمل السعودية أن استراتيجية التوظيف ساعدت على تحقيق نتائج ونجاحات ملموسة، أهمها ارتفاع معدل توطين الوظائف بالقطاع الخاص إلى 15.15 بالمئة في نهاية عام 2013 مقارنة مع 9.9 بالمئة في عام 2009.
كما بلغ عدد العاملين السعوديين ما يقارب مليون و500 ألف عامل في نهاية عام 2013 مقارنة مع 681 ألفا و481 عاملا قبل بدء تنفيذ الاستراتيجية.
هـ.إ/ ع.ج (رويترز)