فيما تتصاعد الأزمة السياسية بين قطر والسعودية على خلفية مقاطعتها و3 دول أخرى للدوحة، اتخذ الخلاف منحى مختلفاَ ليصل الخلاف إلى اتهامات متبادلة بشأن تسييس الحج. الرياض تتهم الدوحة بمحاولة تدويل الحج والأخيرة تنفي.
إعلان
اقتصاد "موسم الحج" .. حقائق وأرقام
02:16
اتهمت قطر الأحد السعودية بوضع عراقيل أمام أداء مواطنيها الحج نافية سعيها لتدويل إدارة موسم الحج. وأعلنت وزارة الأوقاف القطرية أن "وزارة الحج والعمرة السعودية امتنعت عن التواصل معها لتأمين سلامة الحجاج وتسهيل قيامهم بأداء الفريضة، متعللة بأن هذا الأمر في يد السلطات العليا في المملكة، وتنصلت من تقديم أي ضمانات لسلامة الحجاج القطريين"، غير أن الرياض أكدت في 20 تموز/يوليو أنها ستسمح للقطريين الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام بدخول أراضيها مرفقة ذلك ببعض القيود.
وترفض السلطات السعودية قدوم الحجاج مباشرة من الدوحة في رحلات لشركة الخطوط الجوية القطرية، لكن وزارة الأوقاف القطرية قالت في بيان إنها "تنتظر معرفة الجهات العليا المخولة بتقديم هذه الضمانات في المملكة العربية السعودية”، مضيفة أن قطر “تعرب عن أسفها لإقحام أمور السياسة في إجراءات أداء هذا الركن من أركان الاسلام، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرمان الكثير من المسلمين من أداء هذه الفريضة".
ونفت الوزارة القطرية أن تكون أغلقت باب التسجيل للحج أمام الحجاج القطريين، معتبرة أن "هذه الأخبار الكاذبة" هي "تشويه للحقائق" من أجل وضع "العراقيل أمام الحجاج من دولة قطر إثر الأزمة التي اختلقتها دول الحصار".
غير أن وسائل إعلام في الدول الأربعة المقاطعة لقطر فسرت التصريحات القطرية على أنها دعوة إلى "تدويل" تنظيم شعائر الحج. وعلق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير متحدثا لقناة العربية السعودية قائلا: "إن طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب ضد المملكة ونحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل في مجال تدويل المشاعر". لكن نظيره القطري رد بعد بضع ساعات مؤكدا أنه "لم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية"، منددا بما وصفه بـ "فبركات إعلامية واختراع قصص من لا شيء”.
على هاشتاغ #انا_سعودي_وارحب_بالشعب_القطري في تويتر وهاشتاغات أخرى عبر عدد كبير من المغردين السعوديين عن ترحيبهم بالحجاج القطريين، يقول حساب "الحربي":
ويقول آخر:
لكن المغردين انقسموا بين مؤيد للإجراءات السعودية وبين معارض لها ليتسع الخلاف ويصل إلى مطالبة البعض بتدويل الإشراف على المشاعر المقدسة.
وانتقد آخرون التسهيلات التي قدمت لحجاج إيران التي يرون أنها أهم الأسباب في أزمات المنطقة العربية فيما لم تقدم هذه التسهيلات لدولة عربية عضو في مجلس التعاون الخليجي:
وعلى صفحة DW عربية على فيسبوك، علق الزوار على القضية:
فقال نواف الدوسري: "النظام الحاكم في السعودية يلعب اخر اوراقه الانتقامية من قطر التي رفضت الوصاية من شيوخها".
ويؤيده حساب (Khom Brook) فيقول : "بلا أدنى شك أن السعودية تتخذ من الحج كورقة ضغط على الحكومات التي لا تتعاون مع ملوك بني سعود"!
"فعلى مر الزمن منعت السعودية دول متعددة من اداء هذه الفريضة المقدسة"!
فيما يقول حساب Dlshad Fahad : "لا اعتقد ذلك لأن السعودية بلد عظيم ويحترم جميع المسلمين، كما أن المواطنين القطريين ليسوا مشاركين في قضية الخلاف القائم بين الدولتين".
الحج.. حوادث مأساوية تمتد تبعاتها إلى السياسة
الحوادث الكثيرة التي حصلت في مواسم الحج السابقة بين تدافعات وانهيارات وحرائق وأعمال عنف، والخلافات الناتجة بسببها، جعلت هذه الشعيرة الإسلامية تصبح ورقة سياسية في الخلافات بين السعودية وبعض الدول.
صورة من: picture-alliance/dpa
حادثة منى في 2015
حادثة التدافع المأساوية في منى في شهر أيلول/سبتمبر عام 2015 التي أودت بحياة نحو 2300 شخص بينهم 464 إيرانياً، فتحت باب الانتقادات الحادة الموجهة للسعودية مجدداً، وخاصة من إيران التي اتهمتها بعدم القدرة على تنظيم الحج، وتلاه أزمة دبلوماسية بين البلدين نتج عنها انقطاع الإيرانيين عن موسم الحج في عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
حادثة سقوط الرافعة
وماعدا حوادث التدافع، أودت حوادث الانهيارات وسقوط الرافعات أيضاً بحياة الحجاج، لعل آخرها كانت حادثة انهيار إحدى الرافعات في مشروع توسعة المسجد الحرام في 11 أيلول سبتمبر من العام 2015، والتي خلفت أكثر من مئة قتيل ومئتي جريح.
صورة من: picture alliance/dpa/N. Mounzer
انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في 2006
ومن الحوادث المأساوية انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في مكة المكرمة في بداية العام 2006 أودى بحياة 76 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحرائق أحياناً تودي بحياة الحجاج
وتسببت بعض الحرائق أيضاً بفقدان الحجاج لحياتهم، ففي نيسان/أبريل من عام 1997، اندلع حريق كبير في إحدى مخيمات الحجاج أودى بحياة أكثر من 300 حاجاً وجرح أكثر من 1500 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Nelson
حادثة نفق منى في 1990
حدث تدافع كبير في نفق منى جنوب مكة في تموز/يوليو 1990 إثر عطل في نظام التهوية، وأسفر عن مقتل 1426 حاجا اختناقاً، وكان معظم الضحايا من الماليزيين والاندونيسيين والباكستانيين.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
إيران تدعو لتدويل الحج
الحوادث التي حصلت في الحرم المكي كانت منطلقاً لبعض الدول والأطراف للدعوة إلى تدويل الحج. وكانت إيران أولها، إذ تتكرر دعواتها منذ حادثة 1987 إلى تدويل الحرمين المقدسين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Biber
بداية الأزمة مع إيران
وتعود جذور الأزمة بين البلدين إلى تموز/يوليو عام 1987، عندما خرج الحجاج الإيرانيون في مظاهرة "البراءة من المشركين" رافعين فيها شعارات مؤيدة لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية روح الله الخميني. والتي وقع فيها نتيجة استخدام العنف من قبل قوات الأمن السعودية 402 قتيلا، بينهم 275 إيرانياً.
صورة من: picture-alliance/dpa
القذافي كان يدعو لـ"فاتيكان إسلامي"
وليست إيران وحدها من دعا لتدويل الحج، فقد طالب معمر القذافي سابقاً بإيجاد ما يمكن أن يطلق عليه "فاتيكان إسلامي" في مكة والمدينة بحيث يتم وضع الأراضي الإسلامية المقدسة في الأراضي الحجازية تحت وصاية هيئة إسلامية تكون هي المشرفة والوصية على البقاع المقدسة.
صورة من: picture-alliance/dpa
السعودية تعتبر دعوات التدويل إعلان حرب
وعاد الحديث عن هذه الدعوات إلى المقدمة حديثاً مع إعلان السعودية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير أن "تدويل المشاعر المقدسة عمل عدواني وإعلان حرب ضد المملكة". في إشارة إلى قطر. إلا أن قطر تنفي الموضوع برمته وتتهم السعودية بمحاولة تسييس الحج.