سعيّد يلمح لتعديل الدستور "بوسائله" وتعيين حكومة جديدة قريبا
١٢ سبتمبر ٢٠٢١
بعد سبعة أسابيع من سيطرته على مقاليد الحكم في تحرك وصفه خصومه بالانقلاب، الرئيس التونسي قيس سعيّد يشير إلى قرب تعيين حكومة جديدة وتعديل دستوري لن يتم إلا "باستخدام الوسائل الدستورية القائمة".
إعلان
أزمة تونس.. هل يتجه سعيد إلى تغيير النظام السياسي؟
11:16
في أول ردٍّ له على انتقادات من أحزاب ومنظمات ضد أي خطوة تتجه لإلغاء العمل بالدستور، قال الرئيس التونسي قيس سعيّد إنه لن يعلق الدستور الحالي ولكن قد يتجه إلى تعديله "باستخدام الوسائل الدستورية القائمة".
وتمثل تعليقات الرئيس التونسي أوضح بيان له حتى الآن بشأن ما ينوي فعله بعدما تعهد بعدم العودة إلى الوضع الذي كانت عليه البلاد قبل الإجراءات التي أعلنها في 25 يوليو/ تموز الماضي.
وقال سعيّد، متحدثا على الهواء عبر التلفزيون من شارع في وسط العاصمة تونس، إنه "يحترم دستور عام 2014 الديمقراطي لكنه ليس أبديا ويمكن تعديله". وأضاف لتلفزيون سكاي نيوز عربية والتلفزيون التونسي "لا بد من إدخال تعديلات في إطار الدستور".
أزمة تونس.. هل يتجه سعيد إلى تغيير النظام السياسي؟
11:16
This browser does not support the video element.
وكان لهذا التصريح صدى قويا في تونس ورفضت أغلب الأحزاب بالإضافة إلى اتحاد الشغل، هذه الخطوة وطالبوا بالإبقاء على الدستور الصادر في 2014 في أعقاب الثورة التي اندلعت في 2010 والتي أطاحت بحكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
ويتهم الخصوم قيس سعيّد بتدبير انقلاب على الدستور، لكن الرئيس قال إنه اعتمد صلاحيات تخولها له المادة 80 من الدستور، وقال "نحن نعمل في إطار الشرعية ومن يتحدث عن خروج عن الشرعية فهو لا يفهم معنى القانون". وتعهد سعيّد بتكوين حكومة في أقرب وقت واختيار رئيس حكومة جديد "لا تشوبه شائبة"، وفق تعبيره.
وأعلن عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات وكذلك الرئيس الأسبق منصف المرزوقي عن معارضتهم لمشاريع الرئيس. ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل على لسان أمينه العام نور الدين الطبوبي إلى تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة تفرز برلمانا جديدا ويتم "على اثره نقاش الدستور ويتم تغيير النظام الرئاسي".
أما حزب حركة النهضة الإسلامي الذي يحوز أكبر عدد من المقاعد في البرلمان المجمّد، فقد عبر في بيان عن "رفضه القاطع... الدفع نحو خيارات تنتهك قواعد الدستور".
وفي إشارة إلى الصعوبات الاجتماعية التي تعيشها البلاد، توفي السبت تونسي (35 عاما) متأثرا بحروق أصيب بها بعدما أضرم النار في نفسه في قلب العاصمة التونسية. وجاءت الحادثة بعد نحو أسبوع من وفاة جريح الثورة ناجي الحفيان (26 عاما) بالطريقة نفسها.
ووفق وسائل إعلام محلية، يتحدر الرجل من جزيرة جربة وجاء إلى العاصمة للبحث عن حلّ لصعوبات اقتصادية يمر بها.
وتذكر الحادثتان بمحمد البوعزيزي، البائع المتجول الذي أضرم النار في نفسه في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 ما أدى إلى اندلاع الثورة التونسية التي أنهت عهد الرئيس زين العابدين بن علي.
و.ب/ م.س(د ب أ، رويترز، أ ف ب)
بعد عقد من "الربيع العربي".. أفول حكم الأحزاب الإسلامية؟
بعد الانتفاضات التي شهدتها عدة دول عربية عام 2011، تمكن عدد من الأحزاب الإسلامية من الفوز في الانتخابات والوصول إلى الحكم. لكن، وبعد مرور عقد على "الربيع العربي" يتحول التيار وبشكل تدريجي ضد الإسلاميين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
"هزيمة آخر حكومات الإسلاميين في المنطقة"
تعتبر خسارة إسلاميي المغرب في الانتخابات التشريعية في الثامن من سبتمبر/ أيلول 2021 نكسة جديدة للإسلاميين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. صحيفة "نيويورك تايمز" وصفت هذا الإخفاق بأنه "هزيمة آخر حكومات الإسلاميين في المنطقة".
صورة من: Jalal Morchidi /picture alliance /AA
الوصول إلى السلطة في المغرب عام 2011
وصل إسلاميو حزب "العدالة والتنمية" في المغرب إلى السلطة عقب انتخابات مبكرة وتعديل دستوري أعلن عنه العاهل المغربي محمد السادس بعد احتجاجات شهدتها البلاد عام 2011 خلال موجة الربيع العربي التي أشعلت المنطقة.
صورة من: Ismail Bellaouali
الفوز في انتخابات 2011 و2016
استمر حزب "العدالة والتنمية" في قيادة الحكومة لولايتين متتاليتين، بعد تصدره نتائج انتخابات عامي 2011 و2016، مما جعل هذه التجربة الفريدة بالمغرب موضع اهتمام ودراسة ومقارنة مع تجارب دول عربية أخرى اتسمت بإقصاء الإسلاميين.
صورة من: Reuters/Y. Boudlal
أول رئيس إسلامي لمصر
في أول انتخابات برلمانية بعد الإطاحة بنظام مبارك، فازت الأحزاب الإسلامية بثلثي مقاعد البرلمان، نصفها تقريباً لجماعة الإخوان المسلمين. وفي الانتخابات الرئاسية عام 2012 فاز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية بنسبة 51,7%من إجمالي أصوات المشاركين، ليصبح أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في تاريخ البلاد وكذلك أول رئيس إسلامي لمصر.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Weiken
من رأس السلطة إلى قائمة الإرهاب
لم يحكم الإخوان سوى عاما واحدا فقط. فبعد أن أطاح الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي بمرسي، في الثالث من تموز/يوليو، بدأت السلطات بشن حملة قمع واسعة ضد الإخوان، كما فضت قوات الأمن بالقوة اعتصامين لأنصار مرسي، ما أسفر عن مقتل 800 على الأقل من المتظاهرين. وصدرت أحكام بالإعدام على المئات، بينهم مرسي، في محاكمات جماعية نددت بها الأمم المتحدة، وتوفي مرسي خلال إحدى جلسات المحاكمة في عام 2019.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعليق البرلمان الذي كان يسيطر عليه حزب النهضة
في 26 يوليو/ تموز 2021، قام الرئيس التونسي قيس سعيد بتعليق البرلمان الذي كان يسيطر عليه حزب النهضة الإسلامي، في خطوة وصفها بعض المراقبين بـ"الانقلاب". مرّ شهر على قرارات سعيّد بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وإقالة رئيس الحكومة، ولم يعلن بعد عن خارطة الطريق الذي وعد بها، مقابل استمرار قرارات بالاعتقال أو بحظر السفر بحق عدة شخصيات سياسية واقتصادية.
صورة من: Khaled Nasraoui/dpa/picture alliance
توقف حركة النهضة عن مهاجمة الرئيس
واصل سعيد إصدار قراراته بإعلانه استمرار الإجراءات الاستثنائية، دون أن يعطي تاريخاً محدداً لإنهاء هذا الوضع. وخلال 30 يوما من "الحكم الفردي"، أرسل سعيّد إشارات بارزة لخصومه تفيد بأنه عازم على وضع بصمته، بينما انكفأت حركة النهضة الإسلامية على نفسها ولم تعد تهاجم الرئيس كما فعلت خلال أولى أيام انقلابه عليها.
صورة من: Tunisian presidency Facebook page/AFP
فشل إسلاميي الجزائر في الفوز بالمرتبة الأولى
حقق الإسلاميون في الجزائر نصف انتصار في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 12 يونيو/ حزيران 2021، بعد مضاعفتهم لحصتهم من المقاعد البرلمانية، لكنهم لم ينجحوا في الفوز بالمرتبة الأولى، وتشكيل الحكومة. وقد تمكنت حركة مجتمع السلم الإسلامية، من مضاعفة عدد مقاعدها في الانتخابات، بعدما حصلت على 64 مقعدا مقارنة بانتخابات 2017، التي حصلت فيها بالتحالف مع حركة التغيير على 34 مقعدا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Kramdi
خسارة الإسلاميين في أول انتخابات بعد القذافي
في عام 2012 فاز ائتلاف القوى الوطنية "الليبرالي" بزعامة رئيس الوزراء السابق محمود جبريل بـ 39 مقعدا، من إجمالي 80 مقعدا مخصصة للقوائم الحزبية. وفاز حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بزعامة محمد حسن صوان، بـ 17 مقعدا فقط، فيما اكتفى حزب الجبهة الوطنية، الذي انبثق عن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي كانت معارضة للقذافي في الثمانينيات، بزعامة محمد المقريف بثلاثة مقاعد فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
التيار الإسلامي يمنى بالخسارة من جديد
في الانتخابات البرلمانية الليبية لعام 2014 تقدم التياران "المدني" والليبيرالي بصورة واضحة على التيار الإسلامي. ويُذكر أن ليبيا لم تشهد الاستقرار المنشود، بل صارت ساحة صراع للميليشيات المسلحة المتنافسة على السلطة هناك؛ والتي استدعت بدورها قوى إقليمية ودولية مما حوّل البلاد إلى ساحة نزاع إقليمي وحروب تخاض بالنيابة.
صورة من: Abdullah Doma/AFP/Getty Images
تجربة امتدت إلى ثلاثة عقود
تجربة إسلاميي السودان في الحكم كانت الأطول، واستمرت طوال ثلاثة عقود في الفترة بين 1989 و2019. لكن وبعد عدة اضطرابات إقليمية وأزمات داخلية كان آخرها انفصال جنوب السودان عن البلاد في 2011، شهد السودان انتفاضات شعبية تزامنت مع ثورات "الربيع العربي"، وانتهت في 2019 بإسقاط نظام عمر البشير.